إعلان

الطريق إلى رابعة مليء بدماء مصرية (فيديو وصور)

02:15 م الثلاثاء 09 يوليه 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – عزة جرجس:

أن تستيقظ في الصباح الباكر على خبر مقتل 42 مصريا على الأقل، فهو شيء مؤلم بكل المقاييس، ومحاولة معرفة بعض المعلومات عن الواقعة هو الشيء الأكثر إيلاما، حيث أن المأساة التي راح ضحيتها العشرات وقعت حوالي الساعة الرابعة فجرا، ولم تكن هناك أي وسيلة إعلام لنقل ما حدث، ولم يتبق سوى بعض الفيديوهات نشرها المعتصمون هناك وأخرى نشرها الجيش يوجه كل منهما الاتهامات للآخر بأنه من بدأ، فيما تبقى الصورة الأوضح هو أن هناك دم مصري قد سفك.

بقايا اعتصام الحرس

وفي محاولة من ''مصراوي'' لمعرفة ما حدث، ذهبنا إلى هناك، في تمام الساعة الثانية عشر ظهر الاثنين، الطريق إلى دار الحرس الجمهوري خالِ تماما إلا من بعض سيارات الأجرة، وبمجرد الوصول إلى مسرح الأحداث لم يكن هناك أي معتصم، عربات النظافة منتشرة على طول كيلومتر تقريبا من دار الحرس الجمهوري تنظف ما تبقى من ملابس وخيام وبطاطين وأطعمة وبوسترات للدكتور محمد مرسي تركها المعتصمون، رائحة الغاز المسيل للدموع مازالت تفوح في المكان وبقايا قنابل كتب عليها ''صنع في الولايات المتحدة الأمريكية'' الدولة التي لا يعرف المصريون أي دورا تلعب، ومع أي طرف وماذا تريد من هذا البلد.

ساكنو المنطقة يرفضون الحديث عما وقع

ساكنو المنازل المجاورة لدار الحرس رفضوا الحديث عما وقع، بعضهم قال أنهم كانوا نائمين أثناء وقوع الأحداث ولا يعلمون أي طرف بدأ الاشتباك أولا، أصحاب مباني أخرى في المنطقة طلبوا من حراس العقارات عدم السماح لأي وسيلة إعلام صعود البنايات للحديث معهم عما جرى. وفقا لما قاله حارس عقار مجاور لدار الحرس.

بالقرب من دار الحرس كان هناك عمر الإمام، شاب عشريني، تواجد أثناء فض الاعتصام، قال لنا: ''في الساعة الرابعة الإ ربع كنت في مسجد المصطفى- يبعد 500 مترا عن دار الحرس- نصلي الفجر عندما سمعنا صوت رصاص كانوا يضربون بعنف على المصلين قنابل مسيلة للدموع ورصاص حي على المعتصمين والمسجد وأثار الرصاص على حائط المسجد، كما أن سجاد الجامع عليه دماء المصابين''.

دماء على السجاد

كان علينا الذهاب لمسجد المصطفى، التابع للهيئة الشرعية الإسلامية، هناك طلب القائمون بحراسة المسجد بطاقات هويتنا، بالطبع لم يكن من السهل دخول ''مصراوي'' لأنهم لا يسمحون للإعلام المصري بالدخول لعدم ثقتهم به- وفقا لهم، واستطعنا الدخول بمساعدة الزميل أحمد فضل، مراسل شبكة النهار حيث كان يعمل بقناة ''مصر 25'' المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين، قبل أن يتركها منذ أشهر، وبمجرد أن أظهر للمتواجدين كارنية ''مصر 25'' سمحوا له بالدخول وساعدنا هو في الدخول فيما بعد.

في المسجد قام أحد المعتصمين، ويدعى أحمد عبدالله، في الأربعين من العمر، بإطلاعنا على آثار طلقات الرصاص التي اخترقت السور الحديدي للمسجد، وقال: ''مفيش رصاص يخترق الحديد الإ لو كان رصاص حي، ضربوا علينا أثناء الصلاة وقاموا في الصباح الباكر بالقبض على من تبقوا في محيط دار الحرس، فيما تبقينا نحن معتصمين داخل المسجد''

رواية الإخوان

قال لنا أحدهم أن هناك سيدات معتصمات داخل المسجد، قمت بارتداء ''سكارف'' كغطاء رأس ودخلت هناك في محاولة لمعرفة إذا ماكان هناك سيدات أو أطفال قتلوا أثناء فض الاعتصام أم لا، في الطريق إلى مصلى السيدات، يوجد بعض السجاد عليه أثار دماء، وهناك تواجدت 20 سيدة بأطفالهن، رفضوا في بادىء الأمر الحديث إلينا بحجة أن الإعلام المصري لا ينقل الحقيقة وأنه منحاز للجيش، طمأنتهم وقولت لهن أن أي كلمة سأكتبها، بعد وقت قررت إحداهن رواية ما حدث، امراة أربعينية، ربة منزل، قالت :''كنا سلميين وكنا بنوزع على الجنود مياه ونقولهم أنتو اخواتنا في العصر، فوجئنا الفجر بضرب نار على المعتصمين في الشارع والمسجد، وكان فيه عائلات معتصمة وفيه أطفال رضع وهناك أطفال اختنقوا من الغاز '' قالت أنها لم ترَ بعينيها ضحايا من الأطفال ولكنها سمعت أن أطفالا قد ماتوا، مشيرة إلى أن الإعلام لا يكف عن نعتهم بـ''الإرهابيين'' مضيفة ''المجزرة دي بتوضح أن احنا عمرنا ما استعملنا العنف وأن العسكر هما اللي قتلونا''

في مصلى السيدات كان هناك عمودا به أثار طلقات رصاص، إلى جانبه طفلة تدعى ''منة'' لديها سبع سنوات تمسك بيد والدتها، وعندما سألناها عما رأته قالت:'' أنا كنت نايمة لم سمعت ضرب نار، وبعدين ريحة الغاز ملت الجامع وماما حاولت تخليني اتنفس كنت حاسة أني هموت'' هذا كل ما تتذكره.

السيدات في المصلى طلبوا منا الانتظار لنرافقهم حتى يتمكنوا من الخروج بسبب تواجد الجيش في محيط المنطقة، خرجنا بعد ذلك من المسجد وانتظرنا بالخارج البعض قدم لنا فيديوهات لنقوم بنشرها (مرفقة مع هذا التقرير) حاولوا بها أن يوثقوا ما حدث بهواتفهم المحمولة، تجمع بعد ذلك كل من في المسجد، حوالي 300 شخصا، من بينهم نساء وأطفال وقرروا الذهاب لـ''رابعة العدوية'' قمنا بمصاحبتهم إلى هناك.

الطريق إلى ''رابعة''

في الطريق إلى رابعة كان هناك ثلاثة في المسيرة التي خرجت من مسجد المصطفى، يحملون عصي فصرخ فيهم الآخرون ''مسيرتنا سلمية'' فقاموا بإلقاء العصي وتوجهوا إلى هناك من طرق جانبية. وعلى مداخل رابعة العدوية كانت الدماء تكسو الطريق، تظهر بعضها أن أحدهم كان ينزف بشدة وهو يجري محاولا الهرب، ودماءً أخرى تشير إلى أن شخصا ما فقدها جميعا على قارعة الطريق وهو طريح، والسيارات المتواجدة نوافذها مهشمة نتيجة إطلاق الرصاص، ووفقا لرواية أحد المتواجدين على مداخل ميدان رابعة قال: '' كان هناك قناصة على مباني الجيش تقتل القادمين من فض اعتصام الحرس كان يلاحقونهم، قتل حوالي عشرة أشخاص على مداخل رابعة '' وضع المعتصمون حول الدماء التي اكتست بها الأرض بعض الزهور ولافتة كتبوا عليها ''دم الشهيد''

المستشفى الميداني

دخلنا اعتصام رابعة العدوية، وجوه خائفة مذعورة مما يحدث، صور ''مرسي'' في كل مكان ولافتات تندد بوزير الدفاع ''السيسي'' ، كان علينا أن نصل للمستشفى الميداني لنعرف تفاصيل أكثر، هناك التقينا الدكتور محمود، أحد الأطباء في المستشفى الميداني، قال :'' قمنا بعلاج 88 مصابا من اعتصام الحرس الجمهوري، معظمهم طلقات خرطوش وجروح بالرأس وبعض طلقات النارية، مشيرا إلى أن القتلى متواجدين بمستشفى التأمين الصحي، كما أن هناك بعض الجثث التي لم يفرج عنها الجيش ولا نعلم عنها شيئا'' – وفقا لروايته.

إمكانيات المستشفى الميداني المتواضعة لم تسمح للكثير من المصابين بالبقاء فيها، أحد المصابين من اعتصام الحرس، كان يتواجد في أحد أركانها لم يستطع مغادرتها لكثر الخرطوش في جسمه واحتياجه للعلاج ، محمد حسن، حاول تذكر تفاصيل ما حدث وقال: ''كنا بنصلي لما ابتدا الجيش يضربنا وأنا شوفت حوالي 10 قتلى في مسجد المصطفى اتعالجت هناك وبعدين جينا على رابعة العدوية'' وكشف حسن أنه كان هناك ''تمشيط '' من قبل الجيش للمعتصمين لافتا إلى انقطاع الاتصالات وقت الهجوم عليهم''.

تركنا اعتصام رابعة والكل هناك يتحدث عن المذبحة التي حدثت، والبعض يتأهب على أطراف الميدان تخوفا من أن هجوما مماثلا قد يحدث عليهم، مدرعات الجيش على أطراف رابعة حالت دون خروجنا، إلى أن وجدنا سيارة أقلتنا حتى شارع يوسف عباس وهناك تم تفتيشنا من قبل قوات الجيش الذين اطلعوا على بطاقات هويتنا ثم تركونا في حوالي الساعة السابعة مساءً وكانت شوارع القاهرة لا تزال خالية كما كانت في الصباح.

مستشارة مرسي

بجانب المستشفى كانت هناك الدكتورة أميمة كامل، مستشارة الرئيس السابق، وقالت لمصراوي إنها لم تذهب للقصر الجمهوري قبل 30 يونيو بحوالي أسبوع تقريبا، مشيرة إلى أن الدكتور مرسي تم نقله لقصر القبة ثم لنادي الحرس الجمهوري، مؤكدة أن الاتصالات انقطعت تماما بالرئاسة منذ يوم 30 يونيو، مضيفة ''مش هسيب اعتصام رابعة إلا لما الدكتور مرسي يرجع''

رصاص حي

قال الملازم أول شرطة محمد الجندي، من قوات تأمين دار الحرس الجمهوري، إن الأحداث بدأت بعد صلاة الفجر؛ حينما حاول بعض المعتصمين من أنصار مرسي اقتحام الدار ظنا منهم أنه (مرسي) بالداخل.

وأضاف الجندي أن خيام المعتصمين وصلت الخيام لحدود السلك الشائك وقطع الطريق (طريق صلاح سالم) بشكل كامل الأحد وبعد صلاة الفجر بدأ الهجوم على القوات وبعدها تعامل الأمن المركزي بالقنابل المسيلة للدموع.

وتابع أنه مع زيادة حدة العنف واستخدام الرصاص الحي نزلت كتائب الصاعقة وأزالت الخيام وعلى أثر ذلك توفى مجند شرطة بعدما تلقى ضربة ''شومة'' على رأسه، بالإضافة إلى ضابط جيش تلقى رصاصة في رقبته وضابط شرطة.

ولفت إلى أن بعض المتظاهرين اعتلوا مباني مجاورة وقاموا بقصف القوات المسلحة بالمولوتوف مما استدعى التعامل معهم.

أوضاع صعبة

وقال مجند جيش - رفض ذكر اسمه - ''نحن متواجدون هنا منذ أسبوع.. لماذا لم نتعامل معهم من قبل''، موضحا أن الأحداث بدأت بعد الفجر؛ حيث جاءت مجموعة من المعتصمين على رأسهم شيخ معه ميكروفون على سيارة نصف نقل وبدأ بالتهديد بالهجوم علينا خلال عشر دقائق إذا لم يظهر مرسي، وقال ''هنولع الدنيا''.

وأضاف المجند ''تعيين الجنود (الطعام) لم نتناوله ورُمي على الأرض، مشيراً إلى أنهم يعيشون أوضاعا صعبة بسبب المناوشات الممتدة منذ يوم الجمعة الماضي، مؤكدًا ''طالبنا المعتصمين بالابتعاد عن الدار، وقمنا بواجبنا المكلفين به لأن العنف بدأ من ناحيتهم''.

ولفت إلى أن الجيش ألقى القبض على عدد كبير من المتظاهرين بعد العثور على كميات كبيرة من الأسلحة وتم مطاردتهم حتى منتصف شارع الطيران وعبر نفق صلاح سالم حين هرب كثيرون بعد بدء الاشتباكات.

 

 

 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان