إعلان

تحقيق- هل يتاجر الإخوان بالأطفال؟ (فيديو وصور)

09:50 م الخميس 18 يوليو 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تحقيق- محمد أبو ليلة:

الساحة تمتلأ بالمتظاهرين وأطفال في عمر الزهور يتجمعون، بعضهم يرتدي شارات خضراء عليها شعار الإخوان (مصحف وسيفين)، بدأوا يجوبون خيام المعتصمين في مسيرة صغيرة، عدد من الشباب انضموا إليهم، حماس الأطفال يشتعل بهتافات رنانة ''ارحل ياسيسي مرسي هو رئيسي.. في صلاة الفجر قلتوا اخواتنا غدر''، كان ذلك مشهدا من مشاهد اعتصام أنصار الرئيس السابق محمد مرسي بميدان رابعة العدوية.

من يتجول في اعتصام رابعة العدوية، سيرى عدد كبير من الأطفال(تقل أعمارهم عن عشرة سنوات) معتصمين مع أهاليهم، لكن وجود هذا الكم الهائل أثار انتباه المعارضين لاعتصام الإخوان، وزاد من ذلك، قيام بعض الأطفال بحمل أكفانهم على أيديهم وارتداءهم (تي شيرتات) كتبوا عليها ''مشروع شهيد''، في إشارة لاستعدادهم بتقديم أرواحهم فداءً لعودة مرسي.

عدد من الحقوقيين يرى أن ما يفعله الإخوان متاجرة صريحة واستغلال للأطفال من خلال إشراكهم في الاعتصامات، حيث استنكر المجلس القومي للطفولة والأمومة ما أسماه باستغلال الإخوان للأطفال الأبرياء.

وأصدر بيان له اليوم يؤكد فيه أن هذا الاستغلال مخالف للأديان السماوية والقوانين الدولية وقانون الطفل المصري، مضيفا: لقد تعرض أطفال أبرياء في رابعة العدوية وجامع الفتح وميدان النهضة وميدان رمسيس، للمهانة والذل بحملهم أكفانا واستخدامهم كدروع بشرية، والاعتداء الوحشي على بعض الأطفال ما أدي إلي وفاة البعض منهم، وهذا يعد نمط صارخا من الانتهاكات المشينة التي تعرض صحة وأمن وأخلاق الطفل المصري للخطر.

''قلة الوعي''

مصراوي التقى الأطفال داخل اعتصام ''رابعة العدوية''، كي يتعرف على أسباب تواجدهم في الاعتصام، نسبة كبيرة منهم لا يعرفون شيئا عن السياسية، واكتفوا بترديد ما يسمعونه في الاعتصام، مثل ''السيسي خاين بيقتل في شعبه''، تلك العبارة التي قالها لنا عدد كبير من الأطفال الذين التقيناهم.

بعض الأطفال التزموا الخيام مع أسرهم، يخرجون منها فقط للعب مع ''أصدقاء الاعتصام الجديد''. لا يتحدثون مطلقا في السياسة. بعض آخر من الأطفال ينتشرون في كافة أرجاء الاعتصام ويجوبون الخيام قبل آذان المغرب ليقدموا حبات التمر للصائمين.

الطفل ''براء'' صاحب العشر سنوات كان يوزع تمر على المعتصمين، حينما سألناه عن سبب تواجده مع أنصار مرسي، قال أنه ''جاء مع أسرته للدفاع عن الشرعية والرئيس المنتخب محمد مرسي الانقلاب العسكري''.

وأوضح أنه سيظل معتصم حتى عودة مرسي للحكم، ووجه رسالة شديدة اللهجة للفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، قائلا ''أنا بقول للسيسي: أنت خاين وبتموت في شعبنا''.

طفل أخر يدعى مصطفى 13 سنة يحمل صورة لمرسي وهو يؤم عدد من المشايخ والأئمة، يضع على رأسه شارة خضراء عليها شعار الإخوان، قال أنه معتصم مع والده، ويحب مرسي كثيرا، ويريده أن يعود للحكم.

أما الطفل ''إسلام''، والذى يبلغ 10 أعوام، فطالب بعودة الرئيس السابق محمد مرسي لمنصبه، قائلا''الجيش قتل الناس عند الحرس الجمهوري''، بينما عدد أخر من الأطفال لم يستطع الحديث معنا في السياسية وأكتفى باللعب مع أصدقاءه.

لكن الطفل أحمد حمدي صاحب الـ 13 عام والذي يقف على أحد مداخل الاعتصام، يبيع صحف مع والده، يرى أن وجود الإخوان واعتصامهم ليس له أي قيمة ولن يسفر عن شيء.

وقال ''أنا هنا بقالي 10 أيام، باجي بالليل أبيع جرايد وأمشي الساعة 6 الصبح، هما محترمين وكل حاجة، بس أنا حاسس أن نصهم ضارب، بيباتوا في الشارع علشان رئيس مخلوع، هو مرسي عمل حاجة للبلد يعني؟ هما تاعبين نفسهم عالفاضي ومرسي مش هيرجع تاني''.

''مخالفة للقانون''

أحمد مصيلحي المستشار القانوني للائتلاف المصري لحقوق الطفل، أكد في تصريحات خاصة لمصراوي أن المادة 291 لعام 2008 من قانون الطفل تمنع استغلال الأطفال بأي صورة، قائلا: ''مينفعشي أجيب طفل في اعتصام وأخليه يشيل كفنه، أو نسيبه يقول كلام أو نستغله بأي شكل من الأشكال''.

وتابع: ''في البند رقم 64 من قانون الإتجار البشر لعام 2010 يُمنع الاستغلال السياسي للطفل؛ حيث يمنع ظهور الطفل للكلام في أي موضوع سياسي بحيث أنه يستميل أطراف أخرى وهذا ممنوع بقوة القانون''.

وأوضح مصليحي أنه هناك فارق بين أن يقول الطفل رأيه ويشارك وبين استغلاله في اعتصام سياسي وبعدها يحمل كفنه ''هذه هي المشكلة''.

وأشار إلى أن الشهادة الدولية لحقوق الطفل والمادة 3 من القانون المصري تقول أن الطفل من حقه أن يقول رأيه في أي شيء حتى لو في النظام السياسي، لكن رأيه يكون بين أهله أو أسرته أو مدرسته، هذا هو المكان الطبيعي الذي لا يؤثر على مراحل نموه.

''إنما لو هو راح اعتصام، وقال رأيه وبدأ يتأثر على مراحل نموه بشكل أو آخر فهذا مخالف للقانون، لو تطور الأمر لاستغلاله كما يحدث في اعتصام رابعة العدية، بأن يجعلوه يحمل كفنه، كي نستعطف الناس بالطفل هذا يصبح استغلال ومتاجرة بالأطفال''، يقول مصيلحي.

واعتبر محمود البدوي المحامي ورئيس الجمعية المصرية تواجد الأطفال في تلك الظروف هو متاجرة بهم واستغلال لهم بالمخالفة للقوانين التي تحرم وتجرم ذلك تماما، وبالمخالفة لقانون الطفل 12 لسنة 1966 المعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008، وكذا بالمخالفة لقانون مكافحة الإتجار بالبشر 64 لسنة.

عقلية الطفل الإخواني

وفي تحليلها النفسي لمشهد الأطفال وهم يحملون أكفانهم قالت الدكتورة هبة عيسوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن الطفل من حقه أن يعامل بطريقة ليس بها حرمان كي تساعد على تنمية شخصيته بشكل أمن.

وأضافت في تصريحات لمصراوي أن ''ما يفعله الإخوان نوع من تدمير الذات كي يستطيعوا إمتلاك عقلية الطفل بعد ذلك، كي يمشي ورائهم كالقطيع، وهذا مجرم دوليا''.

وأوضحت أن اصطحاب الطفل في الاعتصامات يجعله في موقف ضاغط أنه سيموت في أي دقيقة، وبالتالي يتعرض لهزة نفسية وعصبية هو غير مؤهل.. والأطفال في سنهم لا يدركون مفهوم الشهادة.

وقالت الدكتورة هبة إن الإخوان يتعاملون مع أطفالهم كـ''سلة'' لا قيمة لها وهذا يجعلهم يفقد إنسانيتهم وذاتهم، وأضافت ''كل ما نحترم ذات الطفل كل ما تكبر، إما حينما نهيمنها ستقل ويحدث لها نوع من الضمور، حتى لو لم يمت الطفل.. لكنهم دمروا ذاته كنوع من غسيل المخ، وحينما تدمر ذاته فهو قابل للانصياع وقابل للإيحاء''.

وأشارت إلى أن أطفال الإخوان في الاعتصامات دمرت قواهم الذاتية، التي تجعله يتحرك ويفكر؛ وهذا يجعله ينفذ ما يُطلب منه بعد ذلك دون تفكير.

ولفتت عيسوي إلى أنه لا مشكلة من مشاركة الطفل في مظاهرة، لكن المشكلة في استعمال الأطفال في توصيل رسالة عالمية معناها ''حتى أطفالنا هنضحي بيهم''.

وذكرت أن ''من حق أي طفل أن يقول رأيه دون تلقينه فكرة الشهادة والمخاطرة والموت''، وفي حالة استخدام الاخوان للأطفال يعد هذا جريمة، لأنهم يستخدمونه كي يُقتل أو يقتل، وفي هذا الحالة تم تجريد الطفل من طفولته وبرأته بأن استخدمته أداة حرب بدلا من تعليمه رقة الإسلام، وتدريبه على التفكير والتدبر.

ويرى الحقوقي أحمد مصيلحي أن الحل في أن تمنع الدولة استغلال الأطفال سياسيا، وقال ''حماية الأطفال مسؤولية الدولة، ولابد من تطبيق القانون، يضاف إلى هذا مسؤولية المجتمع، والطريقة التي يربى بها الطفل''.

''لابد من تربية الطفل على سماع رأيه، بحيث لا يؤثر ذلك على مراحل نموه الطبيعية، وايضا لا نستغله بأي شكل من الأشكال''.

''مشاركة أسرية ''

أحد شباب الإخوان المعتصمين في ميدان رابعة أكد أن هناك نية من الإخوان لتربية الأطفال على الكرامة والحرية والشجاعة، كي يستطيعوا الدفاع عن حقوقهم في المستقبل، مضيفا أن كل أسرة تجيئ للاعتصام ومعها أطفالها، كنوع من رعايتهم في الاعتصام.

واستنكر الشاب الإخوان، الذي تحدث لمصراوي واشترط عدم ذكر اسمه، الدعوات التي تقول أن الإخوان يتاجرون بالأطفال قائلا: هناك عدد من البلطجية اللذين يهاجموننا دائما من الأطفال لا يتعدى عمرهم 13 عام، ومعظمهم أطفال شوارع، وهم يكرهون الإخوان والمشروع الإسلامي، فهذا يعنى أن استخدام الأطفال موجود بين الطرفين، وهذا ليس به شيء خطأ.

من جانبه، قال علي خفاجي، أمين شباب حزب الحرية والعدالة بالجيزة في تصريحات لمصراوي، أن مشاركة الأطفال في التظاهرات تعد مشاركة أسرية.

كان خفاجي أثناء حديثه مع مصراوي ذاهب هو وأسرته وأطفاله للإفطار في اعتصام ميدان النهضة بالجيزة.

وأضاف خفاجي أن اعتصام الإخوان والأطفال هادف، وأنه لا مشكلة عنده وعند أسرته في الاعتصام.

وتابع ''مشاركتنا الآن مثلما شاركنا في ثورة يناير بأولادنا وزوجاتنا وعائلاتنا، وكان الأطفال في ميدان التحرير علامة من علامات نجاح ثورة يناير.. وعند الاشتباكات نبعد الأطفال تماما''.

ونفى خفاجي أن يكون وجود الأطفال وحملهم الأكفان وارتداء تي شيرتات مطبوع عليها ''مشروع شهيد''، نوع من المتاجرة، إنما تواجدهم في الميدان جزء من الاعتصام، وقال: لم أرى الأكفان والتي شيرتات ولن أعلق على شيء لم أشاهده.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان