إعلان

عضو بلجنة الفتوي: فتاوى الإخوان أدت لتراجع خدمات الصحة الإنجابية

09:08 م الأحد 22 ديسمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - علياء أبو شهبة:

تشير المعدلات العالمية المعلنة من المنظمات الدولية التابعة لهيئة الأمم المتحدة إلى تراجع مؤشرات الاهتمام بقضايا الصحة الإنجابية في مصر خلال الثلاث سنوات الأخيرة، في حواره مع مصراوي يكشف أسباب ذلك الشيخ سيد محمود زايد، مدير مجمع الديوى الإسلامي ببنى سويف، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، والمستشار في المجلس القومي للمرأة، والمستشار في الجمعية المصرية لتنظيم الأسرة.

بعد أن بدأت معدلات ممارسة عادة ختان الإناث في التراجع في مطلع الألفية الحالية شهدت في السنوات الأخيرة تراجعا وفق ما أعلنته منظمة اليونيسيف حيث تراجعت جهود مكافحة هذه الممارسة لينخفض معها معدل مكافحة انتشارها من  76% عام 2005 إلى 74% عام 2008.

كما أظهرت المؤشرات التي أعلنها صندوق الأمم المتحدة للسكان وفقا إلى أحدث مسح صحي وديموجرافي أجراه في عام 2008، إلى أن الكثير من النساء المصريات ينجبن عدداً أكبر من العدد المرغوب فيه، وقد تم رصد حوالي 14٪ من الولادات غير المرغوبة، والتي تمت خلال السنوات الخمس السابقة لإجراء المسح.

لماذا تراجع الاهتمام بقضايا الصحة الإنجابية خلال السنوات الأخيرة؟

اختلف الاهتمام بقضايا الصحة الإنجابية اختلافا كليا وجزئيا لعدة عوامل؛ منها مرحلة الفوضى في الفتوى التي مررنا بها، فالعام الماضي وتحت حكم الإخوان توقفت حملات تنظيم الأسرة.

كما أنهم كانوا ينادون بتعديل القوانين لتسمح بالزواج المبكر، والذي لاشك أنه ثبت ضرره نفسيا وجسديا على الفتاة، وأيضا دعوا إلى تعدد الزوجات وهو ما استجاب له البعض و لكن من دون أن يعدلوا، والقدرة على العدل هي الأصل في التعدد.

هل قمت برصد هذه الفتاوى؟

نعم رصدتها في كتاب ''المرأة في الفتاوى الضالة'' والذي وافق المجلس القومي للمرأة على طباعته من أجل العمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تم الترويج لها، ومنها التشجيع على ممارسة ''الدخلة البلدي''، وختان الإناث وغيرها من العادات الضارة التي كنا تجاوزناها لكن الفتاوى ضيعت مجهود بذله مجلسي القومي للمرأة والطفولة والأمومة على مدار سنوات.

كما أنهم استخدموا آيات مثل :''المال والبنون زينة الحياة الدنيا''، وغيرها من النصوص الدينية وفقا لأهوائهم.

وما هو الحل الأمثل لمواجهة تأثير تلك الفتاوى؟

الحل يتمثل في الرجوع إلى الخطاب الديني الوسطى، وهو المعروف عن الأزهر وعن كبار مشايخه مثل الإمام الأفغاني والإمام محمد عبده الذي نادى بتقنين الحاكم لتعدد الزوجات إذا كان هذا التعدد سوف يؤدى إلى فساد المجتمع، وما كانوا ينادون به هو رجعية فكرية.

ماذا عن الفتاوى الشيعية التي أحدثت جدلا مؤخرا، و منها فتاوى إباحة ''المفاخذة'' بمعنى إقامة علاقة جنسية مع الرضيعة أو زواج المسيار؟

الفكر الشيعي مختلف عن الفكر السنى وهناك لجنة تابعة للأزهر الشريف لمحاولة التقريب بين المذاهب،  وبالفعل يقترب المذهب السنى من بعض وليس كل المذاهب الشيعية في بعض الأمور، والأزهر الشريف بوسطيته ينكر مثل هذه الفتاوى.

ما هو موقف الأزهر من نكاح المتعة؟

نكاح المتعة يعنى الزواج لمدة ساعة أو لمدة يوم و هو محرم شرعا، لأنه نوع من الزنا لأن النبي حرمه في العام الثامن بعد الهجرة عند فتح مكة وقال: ''لا متعة بعد الفتح''، حيث أنه إذا ترتب عليه حدوث حمل، لا يترتب عليه أي حقوق لهذا الطفل، لأنه يعتبر ابن زنا ولا يرثه بعد موته، وهو ما ذكرته بالتفصيل في كتاب اسمه ''أنكحة فاسدة''، حيث رددت بالتفصيل على زواج المتعة وهو للأسف بعض الأئمة يبيحونه.

قبل ثورة 25 يناير طالبت مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان بتشريعات قانونية تسمح بقيد مجهولي النسب للجد من الأم، ما هي رؤيتك لها؟

السفيرة مشيرة خطاب حاولت وضع تصور قانوني لحل أزمة مجهولي النسب وهو تصور لا يخالف الشرع مطلقا، لأن التبني محرم شرعا وفي الشرع الإسلامي ''اللقيط'' لا ينسب لأبيه لأن هذا الولد إذا أثبتت التحاليل نسبه إلى أبيه لا ينسب لأنه جاء من ماء هدر شذر.

والتاريخ به نماذج مماثلة حيث كانوا يقولون ''فلان ابن أبيه'' مثل زياد ابن أبيه، لأنه جاء من زنا ويمكن أن ينسب لجده من الأم حتى يجد له نسبا، ولا يمكن أن ينسب إلى أمه لأن الوحيد المنسوب إلى أمه هو المسيح عيسى ابن مريم.

والهدف من مشروع التشريع القانوني السابق هو ألا تزر وازرة وزر أخرى، وهو ليس نوعا من التبني لكنه نوعا من الكفالة، وهو فقه الواقع.

رغم أهمية إجراء الفحوصات قبل الزواج واشتراط القانون ذلك من أجل إتمام الإجراءات، يتهرب الكثير من المقبلين على الزواج من إجراءه، بما تنصحهم؟

الإنسان عدو ما يجهل، و كثيرون يعتقدون أن الكشف الطبي أو الفحوصات ''عيب''، لذلك نفضل استبدال كلمة كشف بكلمة فحص، لأن البعض يعتبرها كشفا على العذرية، لكنها تحاليل يجريها الطبيب قبل نكاح الزوج لزوجته وتكون في سرية تامة، وأهميتها كبيرة خاصة في حالة زواج الأقارب الذي قد ينقل أمراض مثل مرض السكرى.

و في بعض الأحيان قد لا تنجب الزوجة إذا تزوجت زوج معين، أو العكس، كما أن التحاليل يمكن أن تكشف إذا كان أحدهما حامل لفيروس معين مثل فيروس نقص المناعة البشري أو فيروس سي وذلك من باب الحرص على إنجاب ذرية قوية و ليست ضعيفة، وبالتالي فإن دفع الرشوة للتهرب من هذه الفحوصات مصيبة لأنها تكون بذلك شهادة كاذبة.

ما هو حكم الشرع إذا علم أحد الزوجين بانتقال فيروس أو مرض من الطرف الآخر نتيجة المعاشرة الجنسية وأخفى أحد الطرفين هذه المعلومة قبل الزواج؟

يحدث هذا الأمر كثيرا نتيجة عدم المصارحة والتهرب من إجراء الفحوصات قبل الزواج، بأن يكون أحد الزوجين مصاب بفيروس سي أو فيروس نقص المناعة البشري، وفي هذه الحالة من حق الطرف المنقول إليه المرض فسخ العقد لأنه باطل.

وروي عن النبي في ليلة زفافه إلى امرأة برصاء عندما علم بمرضها فسخ عقد الزواج، والفسخ أقوى من الطلاق لأنه لا عودة فيه.

طرحت في كتابك ''الفوز في مواجهة فيروس نقص المناعة البشري'' فتوى بأن مريض فيروس نقص المناعة البشري شهيد، ما هو الدليل على ذلك؟

يحتسب المريض من الشهداء دون شهيد المعركة ومنهم ''المبطون و المطعون''، و الآن الأطباء يسمون فيروس نقص المناعة البشري بالطاعون الأبيض ومن مات صابرا شاكرا راضيا ممن أصيب به دون إرادته إما من خلال الأم أو نقل دم ملوث.

و إن كان العلماء من باب التوبة قالوا إن كان زانيا أو مثليا أو مدمنا، وغير ذلك من السلوكيات التي تعرض صاحبها للإصابة ثم تاب، فإن الله يتوب عليه، لأننا دعاة نبشر ولا ننفر ،والرسول قال: ''إن الله يقبل توبة العبد''.

يعانى مرضى فيروس نقص المناعة البشري من الوصم المجتمعي من كافة فئات المجتمع، كيف يمكن مواجهة هذا الوصم؟

نحن دعاة ولسنا قضاة، ثم من نحن لنحكم على الناس والمسيح يقول: ''من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر''، وفي الدنيا مريض فيروس نقص المناعة البشري من حقه كمريض أن يعالج ويعامل جيدا، ولكن للأسف لا تزال النظرة سلبية وهذا ظلم، لابد من تغيير هذه النظرة السلبية.

و أطالب الإشارة في الكتب المدرسية إلى معلومات عن فيروس نقص المناعة البشري، وكيفية انتقاله وكيف نتعامل مع المريض،  ولا نقول أننا نفتح الباب لنقل المرض لكن كما ذكرت من قبل الإنسان عدو ما يجهل.

هل تتفق مع الدعوات لإفصاح المرضى بفيروس نقص المناعة البشري عن مرضهم؟

لا أتفق معها و لا نطالب المريض بالاعتراف لأنه من فضح نفسه فضحه الله ومن ظلم نفسه ظلمه الله، والأفضل له عدم الإفصاح، وفي النهاية هو مريض له كافة الحقوق على وطنه ومجتمعه و لقد كرمنا بنى آدم.

 ما هو الحل الأمثل للتصدي لمشكلات الصحة الإنجابية في مصر؟

الحل يتمثل في إصلاح منظومة التعليم ولا شك أن أي دولة متقدمة عليها أن البدء بالتعليم ونحن في الإسلام أول كلمة نزلت على النبي كانت ''اقرأ''، ولابد أن يعاد المنهج التربوي، وقديما كانت تسمى وزارة المعارف، لكن في مرحلة تم حشو الكتب بأفكار مدمرة وهو يتوجب تصحيحه، ولابد من تعليم أبنائنا ثقافة الحوار وتقبل الآخر.

وفي الكتب العلمية لابد يشار لهذه الأمور منها و تبدأ القضية في منحى مستقل وننشأ أبنائنا في التربية والتعليم وفي وزارة الإعلام وقصور الثقافة.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان