إعلان

في ذكرى ميلاده.. ماذا فعلت الدولة لنجيب محفوظ؟

09:11 ص الأربعاء 11 ديسمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- مروة صابر:

''دعوتُ للثورة وأنا دون السابعة. ذهبتُ ذات صباح إلى مدرستي محروساً بالخادمة. سِرتُ كمن يُساق إلى سجن، بيدي كراسة، وفي عيني كآبة، وفي قلبي حنين للفوضى، والهواء البارد يلسع ساقي شبه العاريتين تحت بنطلوني القصير. وجدنا المدرسة مغلقة، والفَراش يقول بصوت جهير: بسبب المظاهرات لا دراسة اليوم أيضاً. غمرتني موجة من الفرح طارت بي إلى شاطئ السعادة ومن صميم قلبي دعوت الله ان تدوم الثورة إلى الأبد''، كلماتُ أوردها الأديب العالمي نجيب محفوظ في آخر رواياته ''احلام فترة النقاهة''، ويعتبرها صديقه الروائي يوسف القعيد، توصف بجدارة حال مصر الراهن.

تحلُ اليوم الحادي عشر من ديسمبر، ذكرى ميلاد الراحل نجيب محفوظ، الذي تمنى لمصر ''السلام'' في آخر عيد ميلاد له، وأردف: إن مشكلة البشرية كلها في الظلم، الظلم يؤدي للعنف، وأناشيد العالم كله أن يعمل على إحقاق العدل ونشر السلام، ليعيش العالم بمختلف ألوانه وأجناسه في سلام''.

تُوفي أول أديب عربي يحصل على نوبل في الآداب، في الثلاثين من أغسطس عام ألفين وستة. وعدَتَ المؤسسة الرسمية بتخليد ذكراه، بمتحف يحمل اسمه، وتحويل أماكن رواياته إلى مزارات، لكن تبخرت الوعود ولم يتحقق أيٌ منها حتى يومنا هذا.
 
إلى أين ذهبت وعود الدولة بتخليد ذكرى أديب نوبل؟، وهل تبدو في الأُفق خطوات لتخليد ذكراه؟. كان لمصراوي هذا الحوار مع الروائي يوسف القعيد، أحد الأصدقاء المقربين لنجيب محفوظ، للرد على التساؤلين السالف ذكرهما.

الأديب اعتبر الوقت ثروته

يقول القعيد إن نجيب محفوظ كان مخلصاً، أخلص في الكتابة والقراءة، جاد، تربطه علاقة جادة بالوقت، اعتبر الوقت ثروته.

هو الوحيد في جيله صاحب مشروع في كتابة النص الروائي، وإذا راجعنا أول رواية له ''كفاح طيبة''، وآخر رواياته ''احلام فترة النقاهة'' نكتشف كيف استطاع أن يطور نفسه، ويُثقل موهبته، وينتقل من مرحلة لأخرى بسلاسة؛ ليطور ليس نفسه والرواية المصرية وحسب بل والرواية العربية والعالمية أيضاً.

أين حرافيش نجيب محفوظ؟

حرص نجيب محفوظ كل يوم أن يلتقي مجموعة من الأصدقاء أَطلقَ عليهم ''الحرافيش''، أين ذهبوا حرافيش الأديب؟. يجيب القعيد: لم يبق منهم سوى جميل شفيق، وتوفي الحرفوش قبل الأخير توفيق صالح من شهرين.

أين متحف نجيب محفوظ؟

وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني شَكّلَ لجنة لتخليد ذكرى نجيب محفوظ، في نفس عام وفاة هذا الأخير، وكنتُ عضواً فيها - والحديث للقعيد - وحددنا وكالة محمد بك أبو الدهب بالحسين، لتكون متحفاً يحمل اسم الأديب العالمي، لكن لعدم وجود اعتمادات مالية في وزارة الثقافة لم يتحرك الموضوع نحو التنفيذ.

يضيف القعيد ان سبب اختيار هذا المكان تحديداً، يرجع إلى تناسبه لعمل أنشطة ثقافية جيدة؛ يطل بابه على الباطنية، وشُرفاته على ميدان الأزهر.

وبحسب القعيد، المكان مكون من أربعة طوابق يصلحُ لعمل نادي سينما لعرض أعماله التي جسدتها السينما، ومختبر سرديات، ومكتبة تضم نصوص أدبية عالمية لأديبنا وغيره، وعرض متعلقات الأديب من نظارة طبية، وأقلام وملابس قامت بنتا الأديب بتسليمهم إلى الحرفوش توفيق صالح قبل وفاته.

ورفض القعيد المبرر الذي على إثره توقف مشروع متحف الأديب العالمي، وأردف: المتحف مسؤولية الدولة المصرية، ومصر لم تصل للقحط الذي يمنعها من عمل متحف نجيب محفوظ.

الإخوان ومتحف الأديب

يشير الروائي يوسف القعيد إلى ان مشروع متحف يحمل اسم نجيب محفوظ، استمر تعطُله بعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير ووصول الإخوان الذين يصفهم القعيد بأنهم ''كانوا يبغضون أديب نوبل، وحاولوا قتله''، إلى الحكم.

وأضاف ان المشروع أُعيد طرحه من جديد، بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وتحدث القعيد ورفاقه في هذا الخصوص مع المهندس محمد أبو سعدة رئيس صندوق التنمية الثقافية، ومحمد صابر عرب وزير الثقافة الحالي.

يقول القعيد ''كنتُ اتمنى أن يوضع حجر الأساس، لمتحف نجيب محفوظ هذا العام، وهو ما لم يحدث، واتمنى ان يحدث العام القادم''.

ويَطرحُ القعيد فكرة أن يُطرح متحف أديبنا، للاكتتاب على المصريين، كما فعل النحات المصري محمود مختار عند تنفيذه لتمثال نهضة مصر، وذلك حال سَلَمَنا بأن الدولة ليست لديها أموال كافية لتنفيذ المشروع.

فاروق حسني لم يعرض شراء منزل الجمالية

ترددت انباء أن وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، عرض على مُلاك منزل نجيب محفوظ - الذي ولد وعاش فيه طفولته - في درب قرمز في حي الجمالية، ان تشتريه الدولة وتتخذه متحفاً، وهو ما نفاه القعيد مشيراً إلى أن المنزل في حالة سيئة، ويوشك على الانهيار.

مشروع المزارات المحفوظية

يقول القعيد إن محافظ القاهرة جلال السعيد، أعرب عن استعداد مصر لتطبيق مشروع ''المزارات المحفوظية'' وهو تحويل الأماكن التي عاش فيها أو كتب عنها نجيب محفوظ إلى مزارات، وطلب الوزير كل الأوراق والرسومات المتعلقة بالمشروع. دون ان يحدد توقيت دخول المشروع حيز التنفيذ.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج