إعلان

بين 2011و2013 ''الهروب'' كلمة السر في موقف الجماعة من الثورة

04:01 م الجمعة 25 يناير 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عمرو والى:

تشابهت مواقف جماعة الإخوان المسلمين منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011, إلى أن وصل الدكتور محمد مرسي إلى منصب رئيس الجمهورية, كأول رئيس منتخب في تاريخ البلاد , فكان '' الابتعاد''  أو'' الهروب'' هو العامل المشترك بين موقف الجماعة من التظاهرات بين عامي 2011 و 2013.

ففي الوقت الذي تنظم فيه القوى السياسية مسيرات يتقدمها قيادات جبهة الإنقاذ الوطني، أعلن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة عن عدم مشاركته في أي تظاهرات رسميًا, سوى الاكتفاء بمليونيات ''خدمية'' تحت شعار ''معًا نبنى مصر'' .

وعلى خلفية عدد من المواجهات بين الجماعة والقوى المدنية على مدار عامين, نحاول المقارنة بين موقف الجماعة مع اندلاع الثورة, والآن بعد مرور عامين .

موقف الإخوان من الثورة

يمكن وصف موقف جماعة الإخوان المسلمين من الدعوات الأولى للثورة بالغامض, فكل التصريحات التى خرجت في هذا الوقت رفضت بشكل رسمي المشاركة التي اقتصرت فقط على شباب الإخوان بشكل فردي.

فالجميع يعلم أن جماعة الإخوان المسلمين أعلنت عدم مشاركتها في مظاهرات 25 يناير 2011 التي تم الدعوة لها بعنوان يوم الغضب تزامنا مع عيد الشرطة، وبرر الدكتور عصام العريان مسؤول الملف السياسي وعضو مكتب إرشاد الجماعة - وقتها - عدم مشاركة ''الإخوان'' في التظاهرات قائلًا: إن عمل الجماعة منظم ولها أيدلوجية واضحة بخصوص الدعاوى التي تأتي عن طريق شبكة الإنترنت أو الدعاوى الفردية الغير منظمة وهي التجنب.

وأعلن العريان أن الجماعة مستعدة للمشاركة في الدعاوى التي تشمل تنسيق مع القوى السياسية ومحددة الأهداف ذات التنظيم الواضح رافضًا وصف البعض لموقف الجماعة بالمتخاذل .

وفي يوم 27يناير بعد يومين من اندلاع الاشتباكات اجتمعت عدد من القوى السياسية بحضور الدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة الحالي ونائبه الدكتور عصام العريان ممثلين عن جماعة الإخوان واتفقوا على مشاركة الجماعة دون الكشف عن هويتهم ''خوفًا من بطش النظام وعدم دفع الثمن إذا فشلت هذه التحركات باعتبارهم كبش فداء''.

وفي30 يناير نزل الإخوان بقوتهم، وأحضروا نساءهم وأطفالهم، ونصبوا خيامًا فى حديقة الميدان ليعلنوا مشاركتهم رسميًا بعد رفع سقف المطالب والاعتصام في التحرير .

ودار حديث في الكواليس عن المباحثات بين جماعة الإخوان واللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية في هذا التوقيت حيث وقعت القوى السياسية على بيان به عدد من الإصلاحات التي أقرها مبارك في خطابه، فكانت بمثابة موافقة ضمنية من الإخوان ورموز المعارضة على عدم رحيل مبارك .

ومع تصاعد الأحداث ورحيل مبارك عن السلطة، وتولي المجلس العسكرى شؤون البلاد, وفي وقتٍ طالبت القوى السياسية المختلفة من جماعة الإخوان مشاركتها في الفاعليات ضد سياسات المجلس رفضت الجماعة، وفضلت مصالحها على مصالح الجميع.

وتكررت الخلافات  بين جماعة الإخوان المسلمين والقوى السياسية في عدد من المواقف منها أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء، لمَّا تخلت الجماعة عن نصرة الثوار في تلك الأحداث، مما اعتبرته القوى السياسية تخاذلًا من الجماعة .

''الإخوان'' في السلطة

ومع وصول الدكتور محمد مرسي إلى سُدة الحكم ظل موقف الإخوان المتخاذل - بحسب رؤية القوى السياسية - بل و تحوَّل في بعض الأحيان إلى مواقف عدائية، خاصةً بعد وصولهم إلى الاتحادية، واستشعارهم برغبة القوى السياسية الانقلاب عليهم وإقصائهم .

فكان أول صدام مباشر بين الطرفين حينما حاول شباب الإخوان منع القوى المدنية الوصول لمجلس الشعب في أولى جلساته بعد الثورة, فحدثت مواجهات بين الطرفين، أوقعت العديد من الإصابات، بينما الواقعة الثانية في أحداث جمعة (كشف الحساب) التي أوقعت العديد من الإصابات على خلفية صدام مباشر بين جماعة الإخوان والقوى المدنية.

لنشهد احتدام الموقف بنزول جماعة الإخوان عند قصر الاتحادية مقر اعتصام القوى المدنية، وفض اعتصامهم بالقوة مما أوقع عدداً من القتلى في صفوف الطرفين ليعتبره عدد من المحللين السياسين تحولاً في سلوك فصيل عانى الظلم من النظام السابق ليصبح أكثر عدوانية مع المعارضة بعد أن أصبح في السلطة.

الجماعة في الذكرى الثانية

وفي يوم الـ 25 يناير  من العام الجاري أعلن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الاحتفال على طريقته رافضين التظاهر رسميًا من خلال تدشين ''مليونية الخير'' التي تهدف إلى تقديم نموذج من الخدمات من خلال قوافل طبية بالإضافة إلى تشجير وتنظيف الشوارع ورعاية الفقراء والمحتاجين وإقامة معارض اللحوم والملابس والمواد التموينية، والكشف المجاني على المرضى من خلال القوافل الطبية وعيادات الأطباء وكذلك تخفيضات في الصيدليات والمحلَّات، وأيضًا القيام بإصلاح وصيانة المدارس وتجميل ودهانات الأرصفة والأسوار على أن تمتد ليوم الـ28 يناير .

كما قام الحزب بتدشين حملة واسعة تحت عنوان'' أزرع شجرة ولاتزرع فتنة '' بهدف تشجير مساحات غير مزروعة حيث تم طرح 1000شجرة ليمون وبرتقال لزراعتها بأحياء مختلفة موزعة على أن تجهز بأخشاب وصفيح لحمايتها من خلال سكان المنطقة .

وخرجت تصريحات للدكتور عصام العريان، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين مع الذكرى الثانية  ليؤكد أن الجماعة شاركت في مظاهرات الثلاثاء 25 يناير عام 2011، حيث تم تكليف النواب والنقابيين والرموز بالنزول أمام دار القضاء العالي والشباب في ميدان التحرير.

وذكر العريان أن الإخوان المسلمين أصدرت بيان ''المطالب العشرة'' في 19/1/2011 بعنوان ''اﻹخوان المسلمون واﻷحداث الجارية.. انتفاضة تونس ومطالب الشعب المصري، وكان واضحًا أن اﻹخوان يحذرون قبل النزول للشارع ونبهوا إلى أن الشرعية الشعبية هي أبرز دروس ثورة تونس''.

فكان بيان الجماعة تهدئة للاحتقان في الشارع بعد تهديدات الأمن بإعتقال القيادات من أجل دعم الإستقرار في البلاد ومن ثم وقاية مصر من ثورة أكثر ضراوة مثلما حدث في تونس.

ليعلن عدد من الناشطين ومن بينهم وائل غنيم عدم مشاركة الإخوان في تنظيم مظاهرات 25يناير رسميًا  ليعلنوا فيما بعد عدم معارضتهم مشاركة شباب الإخوان.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان