إعلان

القطار يهدد حياتهم.. رحلة طلاب قرية عامر بالسويس "فيلم رعب" (صور)

03:21 ص الإثنين 24 سبتمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس - حسام الدين أحمد:

ارتبطت عودة الدراسة في أذهان أطفال قرية "عامر" بحي الجناين، في محافظة السويس، بالرحلة الشاقة التي يقطعوها يوميًا من منازلهم إلى مدرسة محمد فريد للتعليم الأساسي، التي يتخللها خط سكة حديد "السويس - الإسماعيلية"، ليذكرهم بإصابات وموت زملائهم وأصدقائهم أمام أعينهم، ليصبح الطريق للمدرسة عبارة عن "فيلم رعب".

بالدعاء وأمال العودة بالسلامة، ودع أهالي القرية أبنائهم صباح أمس الأحد، أول أيام العام الدراسي الجديد في طريقهم للمدرسة، وذكروهم أن عبور شريط سكة حديد قطار "السويس – الإسماعيلية" ليس سهلًا، فقد حصد القطار أرواح العشرات العام الماضي.

يروي حسن خليل، عامل، أحد أهالي القرية لـ"مصراوي" أن العام الماضي توفى فيه 9 طلاب خلال عبور السكة الحديد، كان أبرزهم الطفل "مالك عيد"، الذي أطاح به القطار، وهو يخترق بصوته والريح التي يخلفها، بيوت الأهالي في الوقت الذي يمر فيه القطار 8 مرات يوميًا ذهابًا وإيابًا.

ماشي في صحرا

"سواق القطر بيعدي كأنه ماشي في صحرا".. يتحدث الشيخ فضل الله حسين، من أهالي القرية، مضيفًا أن سائقي القطارات لا يراعون مرورهم في منطقة سكنية، تفصل فيها أمتار قليلة القضبان عن المنازل.

حسين قال إن بعض الضحايا الذين سقطوا خلال الأشهر الماضية لم يعبروا السكة الحديد أصلًا، بل سقطوا من قوة اندفاع القطار وضغط الهواء الذي يخلفه، منهم جاره "أحمد عبدالمولى" الذي أطاح به قطار السادسة صباحًا الخاص بالبضائع، فارتطم أرضًا ولقي مصرعه في الحال، ولم تمر أيام حتى لحق به الطفل "مالك" الذي تقيم أسرته في منزل مواجه لشريط السكة الحديد.

كوبري المشاة

على الرغم من وجود كوبري في المنطقة، إلا أن استخدامه محدود من قبل الأهالي، وعن ذلك يقول ممدوح حسين - الموظف في ديوان عام المحافظة- إن الكوبري المتاح لا يستخدمه المارة، لكونه يبعد عن مسار الأهالي للطريق العمومي لمسافة تزيد عن 500 متر.

"أسوأ حاجة أن عيالنا بتقابل قطر 7 الصبح وهما رايحين المدرسة، وقطر 1:30 وهما راجعين".. يتحدث حسين عن الخطر الذي يحيط بأطفال القرية في رحلتي الذهاب والإياب من وإلى المدرسة.

القطر بيطيرنا

"صاحبي وقع أدامي لما كان قريب من القطر واتعور، والأحسن نستنى أنه يعدي".. يقول غريب حسين الطالب في الصف الثالث الإعدادي بمدرسة محمد فريد، مضيفًا: "القطر مش بيدوس حد، لكن من سرعته ممكن نطير وإحنا جنبه".

وأضاف طالب الإعدادي أن القطار يتأخر في بعض الأحيان، حينها يدقق النظر جيدًا على امتداد شريط السكة الحديد، وعندما يتأكد من خلو السكة، يعبر مسرعًا هو وأصحابه حتى لا يلحق بهم أي ضرر.

وكشف الطفل، عن أن الأهالي المقيمين في المنازل المجاورة للقطار يساعدوهم في العبور ويوقفوهم إذا كان القطار قريب: "للأسف في عيال بتقلد الأفلام وبتجري عشان تعدي قبل القطر ما يوصل وده خطر".

الطفل مالك

قبل بضعة أشهر توفى الطفل "مالك"، لم يتم عامه الرابع بعد، كان يلعب كأطفال القرية أمام منزله، غاب لدقائق عن نظر والديه، وما أن مر قطار السابعة مساء حتى ضربت غصة قلبي والديه، فعلما أن مكروهًا وقع للحفيد الأول في العائلة.

عيد سالم، والد الطفل قال لـ"مصراوي" إنه في ذلك اليوم وجد ابنه ملقى على الأرض والدماء تسيل من أنفه، هرول به للمستشفى لكنه فارق الحياة، وبالفحص أخبرهم مفتش الصحة أن سبب الوفاة هو تعرض الطفل لقوة دفع أوقعته فارتطم رأسه بالأرض.

عند عودتهم وبعد مرور أسبوع، أخبر جارهم بالجهة المقابلة من السكة الحديد، أنه آخر مرة رأى فيها "مالك" عندما كان يعلب وفجأة عبر القطار سريعًا، وثواني معدودة فوجده ملقيًا على الأرض.

لا حياة لمن تنادي

ويقول والد الطفل المتوفى، إن الأهالي خاطبوا مكتب ناظر محطة سكة حديد السويس، ومسؤولي إدارة السائقين والورش بالتنبيه على السائقين بخفض السرعة عند عبورهم بالقرية، لكن لم يجدوا استجابة.

"لما روحنا وطالبنا يحطوا سور أو سلك تفصل بين القضبان والبيوت، قالوا إن بيوتنا هي اللي مبنية في حرم السكة الحديد".. يروي عيد تجربته الثانية مع مسؤولي السكة الحديد، وعلق: "أن هناك مبادرة من الأهالي لوضع سلك أو أخشاب تفصل حرم السكة الحديد والمنازل، تكون آمنة على الأطفال ويعبر ويتحرك فيها المارين، مع الإبقاء على فتحات أمام المزلقانات. ​

فيديو قد يعجبك: