إعلان

أنامل رقيقة تُطوع الخشب.. "ماريانا" نجار محترف: "الزباين بيطلبوني بالاسم" (فيديو وصور)

03:21 م الأربعاء 15 أغسطس 2018

ماريانا فتاة تحترف النجارة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

البحيرة – أحمد نصرة:

بأنامل رقيقة التقطت "ماريانا" منشارًا أطبقت بقبضتها عليه، على مقربة منها كان يقف أحد زبائن ورشة النجارة الخاصة بأبيها يتابعها بأطراف عينيه، بينما ترتسم على وجهه مظاهر الاستخفاف وعدم الثقة فيما يمكن أن تصنعه هذه الفتاة، لحظات قليلة كانت كافية لتتحول ملامحه رويدًا رويدًا إلى الانبهار والإعجاب بعدما أدهشته الصغيرة بأداء احترافي لايقل مهارة عن أكثر النجارين تمرسًا وخبرة.

المهندسة "ماريانا" كما يحب والدها أن يلقبها فتاة لم تتجاوز بأعوامها الخمسة عشر مرحلة المراهقة، إلا أنها نجحت في تسطير قصة نجاح عملية ربما عجز الكثيرون من الشباب عن تحقيقها لتثبت أن الفتاة المصرية قادرة على صنع المعجزات إن أرادت ذلك حتى في أصعب المهن وأشقها والتي دائمًا ما ظلت حكرًا على الرجال.

صورة 1

"لم تعش طفولتها كسائر الأطفال، كانت دائمًا تشعر بالمسؤولية تجاه أسرتها رغم أنها العضو الأصغر بها، منذ سن السادسة تحملت عبء خدمة الأسرة وشراء متطلباتها من الأسواق، حتى عند ذهاب شقيقتها الكبرى للدرس كانت تذهب معها لمرافقتها والاطمئنان عليها، وفي أحد الأيام أصرت على الحضور معي إلى الورشة وأخبرتني برغبتها في مساعدتي وتعلم النجارة ظننتها تمزح في البداية، إلا أنني فوجئت أنها جادة بالفعل وبدأت في التعلم بإصرار وحب" يتحدث الأسطى مكرم عبد الملاك عن ابنته.

صورة 2

ويكمل مكرم: "كل اللي كان بيشوف ماريانا معايا في الورشة، يستغرب ويقولي إزاي تشغل بنتك في ورشة وإزاي تتحمل الشغل، مكانتش بتلتفت ولا تتأثر لنظرات الاستغراب، بالعكس كانت بتزيدها تصميم وإرادة على التعلم والنجاح في التحدي اللي خاضته وكل يوم كان حبها وعطائها للمهنة أكثر لغاية ما أتقنتها زيها زي أي واحد بقاله فيها سنين".

3 صورة

تحدثت "ماريانا" وهي ترفع عن جبينها خصلة شعر طمس لونها الأصلي من أثر تخللها بنشارة الخشب: "بابا لاحظ إني بحب مجال النجارة منذ الصغر، شجعني على العمل معاه، وعلمني لغاية ما عرفت كل أسرار المهنة، بكون سعيدة جدًا لما بشوف نظرة الفخر بيا في عينيه".

وأضافت ماريانا المنقولة للصف الأول الثانوي الفني: "العمل لا يعطلني عن الدراسة وأتمنى أن ألتحق بكلية فنون جميلة قسم زخرفة، لكي أطور ورشة أبي من خلال العلم والدراسة".

صورة 4

وتوضح ماريانا: "الفضل في شهرتي يرجع إلى عمتي شادية كانت مهتمة جدًا بتجربتي ومتحمسة بيها فصورتني أثناء العمل أكثر من مرة، ونشرت صوري ومقاطع الفيديو على مواقع التواصل، فبدأ الناس يعرفوني كويس وبدأ الزباين ييجولنا الورشة مخصوص ويطلبوني بالاسم علشان أنفذلهم قطع الأثاث اللي عايزنها."

فيديو

وتقول العمة شادية إسكندر: "ماريانا كانت من صغرها بتحب تساعد والدها وتناوله المسامير والمعدات، ونشأت علاقة خاصة بينها وبين مهنة النجارة، ولما شفت موهبتها قولت ليه ماتكونش نموذج مشجع للشباب، فصورتها وهي بتشتغل داخل الورشة ونشرت مقاطع الفيديو على صفحتي لقيتها انتشرت والناس كلها بتكلمني وبتسألني عنها".

ويناشد والد ماريانا المسؤولين بالبحيرة بمساعدته في توفير مكان ثابت بإيجار شهري يصلح لأن يكون ورشة ثابتة له ولابنته، نظرًا لمعاناتهما من ارتفاع الإيجار وتنقلهما الدائم من مكان لآخر، بما يؤثر على استقرارهما وتركيزهما في العمل.

فيديو قد يعجبك: