إعلان

بالصور.. قصة أم من مندوبة إلى صاحبة مطبعة: "كنت بشيل ابني وألف بيه المدن"

04:23 م الإثنين 02 يوليه 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كفرالشيخ - إسلام عمار:

محل صغير، في قرية المنشأة الكبرى، التابعة لمركز قلين بمحافظة كفرالشيخ، بداخله ماكينة طباعة، ومقص أوراق كبير، وحاسوب لإعداد الرسومات الفنية، والخطوط، وأحبار، وأوراق متنوعة، وماكينة تصوير، شهد جدرانه على كفاح سيدة في العقد الثالث من عمرها، وحيدة لتربية طفليها "ميرنا" و"ثائر".

هنا قصت الأوراق، ورسمت، وطبعت، ودارت على قدميها حاملة ابنها الصغير على كتفها، والذي لم يكن أكمل عامه الأول، عند انفصالها عن زوجها، لتسويق أعمالها في المدن والمحافظات المجاورة.

"بقالي في مهنتي 14 سنة.. واشتغلت قبل منها فترة تعليم فيها.. كنت بشيل إبني على أكتافي وألف بيه علشان لقمة العيش وربنا هو المعين"، بهذه الكلمات بدأت نجوى عبدالجليل علي حسين عمار، 37 سنة، المقيمة بقرية المنشأة الكبرى، تروي قصتها لـ"مصراوي"، والتي رأت في نفسها مثالًا يحتذى به لكل من يبحث عن الرزق.

قالت "أم ثائر" إنها كانت تشاهد أحد جيرانها يمتلك مطبعة يدوية، عندما كانت طالبة في مرحلتها الدراسية الثانوية بالتعليم الفني التجاري، إذ كانت تشاهد ما يفعله بجانب ميولها لتعليم الحرفة وما تتضمنه من شغل "جرافيك" و"رسومات فنية" تعشقها على مدى مرحلتها العمرية.

وأوضحت أنها قررت العمل معه لتعليمها الحرفة التي أثارت شغفها، بعد حصولها على الدبلوم الفني التجاري، إذ كان يعمل وقتها بطريقة طباعة "سلك سكرين"، أي الطباعة اليدوية، في هذا التوقيت، وبعدها بأعوام تمكنت من "شرب الصنعة" كما تصف، حتى قررت الاعتماد على نفسها.

وأكدت "نجوى" أنها اعتمدت على نفسها عام 2004 والذي مثّل بالنسبة لها انطلاقة حقيقية لعملها الحرفي في الطباعة، إثر تعرض والدها لحادث جعله يلزم فراش منزله، فعملت كمندوبة في مجال توزيع الكروت ومتعلقات الطباعة بجانب درايتها بالحرفة ليأتي إليها صاحب النصيب، فيخطبها ويتزوجها في نفس العام 2007، لتبتعد فترة عن عملها وتلتفت لعش الزوجية.

لكنها عادت مرة أخرى، تشق طريقها، بعد انفصالها عن زوجها عام 2012، والذي ترك لها "ميرنا" و"ثائر"، دون أن يلتفت إليهما.

وأكملت "نجوى": "الانفصال عن زوجي أعادني للطباعة عشان أكافح وأقدر أربي أولادي برزق حلال"، وبعد عودتها لحرفتها داعبها طموح امتلاك مطبعة خاصة بمفردها لاسيما بعد "شربها الصنعة" كما تصف، فكافحت واجتهدت حتى أنها كانت تحميل ولدها على كتفها وتسافر به من طنطا إلى المنصورة والقاهرة فالإسكندرية، لتوفير مستلزمات عملها، وعرض منتجاتها وتسويقها.

وأشارت إلى أنه في بداية تنفيذ رحلتها لامتلاك مطبعة خاصة بها اقترضت في بداية الأمر مبلغ 14 ألف جنيه من أحد أهالي القرية، ووفرت ماكينة تصوير مستعملة بقيمة ألف جنيه مع تجهيز باقي المعدات تدريجيًا حتى حققت ما ترغب به من خلال عملها بمفردها بتوفير ماكينة صناعة "روتا برنت"، ومقص يدوي، وسددت المبلغ الذي اقترضته.

وأوضحت أن طموحها لم يقف عند هذا الحد بل اقترضت مبلغًا آخر بنفس القيمة من أجل شراء أطنان من الورق المتنوع ضمن مستلزمات عملها في مجال الطباعة حتى امتلكت أشهر وأكبر مطبعة في قرية المنشأة الكبرى، والقرى المجاورة لها، ومخزن أوراق طباعة.

وأكدت أن حرفة الطباعة من الحرف الشاقة جدًا ويصعب تحملها من جانب السيدات، ومع ذلك ترفض أن يعاونها أي شخص في عملها في هذا المجال فتمارس عملها بمفردها بطبع الأوراق وقصها على الماكينة المخصصة لقص الورق، وإعداد الرسومات والخطوط على الحاسوب بالشكل الذي يحبه الزبون بجانب استيقاظها في ساعات مبكرة للسفر في المدن الكبرى لتوفير احتياجات عملها.

وفي ختام حديثها لـ"مصراوي"، دعت "نجوى" الشباب للعمل والاعتماد على النفس حتى يحقق كل شاب هدفه في الحياة دون الاعتماد على غيره، ومواجهة المصاعب بالكد والعمل والكفاح، إذ لا يقف بجوار الإنسان أفضل من نفسه وعمله، قائلة "اللي معاه حاجة النهاردة بكرة يبقى ممعهوش.. والعمل عبادة والحياة كفاح".

فيديو قد يعجبك: