إعلان

أخرجته من قضية سلاح دون ترخيص ليقتلها .. قصة عامل قتل أمه وأخفى جريمته بالملح

05:01 ص الإثنين 25 يونيو 2018

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

سوهاج – عمار عبد الواحد:

في منزل قديم مكون من طابق واحد، مشيد بالطوب الأحمر والإسمنت، وسط الزراعات بقرية أولاد حمزة التابعة لمركز العسيرات، جنوبي محافظة سوهاج، تحوّل شاب إلى عبد للمزاج والمخدرات، فكانت النتيجة أن قتل أمه، طمعًا في الميراث الذي ظن أنه سينفقه على مزاجه.

أراد رشوان. أ. ع. 35 سنة، أن يبيع ميراث والده الذي توفي منذ عدة سنوات، وتركه لـ7 أشقاء ولدين و5 بنات، إلا أن الأم التي تبلغ من العمر 65 سنة، وقفت حجر عثرة، أمام الابن، ومنعته من بيع فدان ونصف الفدان من الأرض الزراعية، وطلبت منه الكد والعمل للحفاظ على ميراث والده .

لم يمتثل الابن الذي سيطر الشيطان على عقله ورشده إلى نصائح الأم التي حلمت أن ترى في ابنها صفات الرجولة والاعتماد على النفس، فأخذ يفتعل الخلافات مع والدته وأقاربه من حين إلى آخر لعدم امتثالهم لأفكاره، واستطاع في غفلة من أهله أن يرهن الفدان ونصف الفدان، الميراث، لأحد أبناء القرية بمبلغ 150 ألف جنيه لينفق منه على ملذاته التي تملكت منه .

اشترى الابن سلاحًا ناريًا "بندقية آلية" واقتناه في منزله إلى أن ضُبط بحوزته، وجرى اقتياده لمركز الشرطة وأُحيل إلى محكمة الجنايات، وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد بعد أن وجهت النيابة له تهمة إحراز سلاحٍ ناري دون ترخيص .

وقضى المتهم من تلك العقوبة عامين إلا أن قلب الأم يهدأ، وفكرت طويلاً واستشارت أقاربها وجيرانها كيف تنقذ ابنها الأصغر من غيابات السجن، إلى أن استقرت على بيع جزءٍ من ميراث والدها، ووكلت أحد محامي الجنايات المهرة لتبرئة ابنها، وبالفعل جرى قبول النقض على حكم محكمة جنايات سوهاج أول درجة وأحيلت القضية لدائرة أخرى بذات المحكمة وحُكم فيها بالبراءة.

خرج الابن من غيابات السجن منذ عدة شهور دون أن يتعظ من تجربته، ويعيد التفكير في حياته، فظل على ما كان عليه، وفي غفلة من والدته التي تعيش معه بمفردها في المنزل أخذ عددًا من الماشية التي تربيها وباعها لأحد التجار، وقدمت الأم فيه بسبب تلك الواقعة محضرًا في قسم الشرطة إلا أن قلبها لم يطاوعها وتنازلت عن شكواها .

وبعدها أخذ الابن العاق في افتعال الخلافات مع والدته التي نصحته مرارًا بالزواج، والاستقرار، وإنجاب أولاد يحملون اسمه واسم والده بعد وفاته، لكنه اعتدى عليها بالضرب وسبها بألفاظ نابية.

ومع تكرار اعتدائه على والدته، كان يتردد عليها نجل شقيقها لمواساتها وتلبية طلباتها واحتياجاتها اليومية، فلم يعجب الابن بهذا الود، فضرب ابن خاله، وطرده من المنزل.

فحرر ابن الخال محضرًا ضده في مركز الشرطة، وتحوّل الابن العاق إلى زبون دائم بمركز شرطة العسيرات، عُرف لدى أفراد الشرطة وبين أهالي القرية، أنه متعاط للمخدرات، ترك شعر رأسه بدون حلاقة، ولا تهذيب، شيئًا فشيئًا تحوّل الشاب إلى شبح لا هم له إلا المخدرات.

لم تثني جميع الوقائع والخلافات السابقة، والضبط، والاقتياد لمركز الشرطة الابن العاق عن أفكاره ببيع ميراث والده، وإنفاقه على تعاطي المواد المخدرة حتى نشب شجارٌ حادٌ بينهما الأسبوع الماضي سمعه الجيران من شدة ارتفاع الصوت.

انهال الابن على أمه بالضرب، بحديدة حتى فارقت الحياة، ورأى الابن أنه بقتل والدته تحقق حلمه في بيع الميراث، وفكر كيف يتخلص من جثتها فطرحها على مرتبة إسفنجية على الأرض ووضع عليها كميات كبيرة من ملح الطعام الأبيض، وفرش "كوفرتة" ظنًا منه أن ذلك سيمنع خروج رائحتها بعد تحلل جسدها، وأغلق بابي المنزل بالأقفال .

ذهب لها ابن شقيقها كالعادة للاطمئنان عليها، وخوفًا من أذى ابنها، وأخذ يطرق الباب دون مجيب، فذهب إلى قسم الشرطة ليخطرهم بالواقعة.

توجه الرائد حسن الشاذلي، رئيس وحدة مباحث مركز شرطة العسيرات على رأس قوة من ضباط المركز برفقتهم المُبلغ لاكتشاف الأمر، فطرقوا بقوة على الأبواب لكن دون جدوى فاقتحمت القوات الأبواب ليشتموا رائحة كريهة، ويجدوا جثة المجني عليها تخرج دماء من فمها، وأنفها، وبها عدة كدمات، وسحجات متفرقة بالجسم .

رصد "مصراوي" استياء كافة أهالي قرية جزيرة أولاد حمزة الذين رفضوا التحدث بأسمائهم لعادات وتقاليد الصعيد بسبب الجريمة التي وصفها الجميع بالبشعة، والتي لم تشهدها القرية أو القرى المجاورة على الإطلاق، مؤكدين أن المتهم لا يعمل على الإطلاق وغير متزوج، ولا يعنيه إلا الإنفاق فقط على تعاطي الأقراص والمواد المخدرة، مستنكرين وقوف والدته بجواره عندما حُكم عليه بالسجن المؤبد.

كان اللواء عمر عبد العال، مدير أمن سوهاج، تلقى إخطارًا من مركز العسيرات بتلقيه بلاغ بغياب "سيدة. أ. م. 65 سنة، ربة منزل، وتقيم بناحية جزيرة أولاد حمزة دائرة المركز عن المنزل منذ 4 أيام، وعدم اتهام أسرتها أحدًا بأنه وراء غيابها أو تلقيهم اتصال من مجهول بطلب فدية مقابل إعادتها .

تبين من التحريات التي أشرف عليها اللواء خالد الشاذلي، مدير المباحث الجنائية وقادها العميد محمود حسن، رئيس مباحث المديرية أنه وراء اختفاء المتغيبة المذكورة نجلها رشوان. أ. ع. 35 سنة، عامل، ويقيم معها في نفس المنزل، إذ اعتدى عليها بالضرب حتى فارقت الحياة، ثم وضعها على سريرها، ووضع كمية من الملح الأبيض على جثتها لمنع تحللها وانبعاث رائحة كريهة من جثتها .

وجرى نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى المركزي، وتكثف مباحث سوهاج جهودها لضبط المتهم الهارب، وحُرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة التحقيقات .

فيديو قد يعجبك: