إعلان

أسرة عالمية تنويرية.. "الدندراوية" من رحاب آل البيت إلى محاكاة النموذج الياباني

04:29 م السبت 23 يونيو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

قنا - عبدالرحمن القرشي :

يجتمع على حبها الكبير والصغير في صعيد مصر، وتتصدّر دومًا دعم قضايا التنمية والتنوير الثقافي ومواجهة العادات والأفكار الخاطئة، وكان لها الدور الأكبر في محاصرة الثأر والتطرف بمحافظة قنا وصعيد مصر.

يرفض أنصارها العمل بالسياسة رغم علمهم بها فشعارهم دوما: "نعلم بالسياسة ولا نعمل بها ونحمل الحب للجميع"، إنها "الأسرة الدندراوية" التي يتجاوز أنصارها بقرابة 6 ملايين من البشر حول العالم، ويعتبرها الكثير من المستشرقين أسرة عالمية ثقافية وتنويرية بلا أهداف سياسية وتطغى عليها الصبغة الصوفية الخالصة.

النشأة في رحاب آل البيت

قال حجاج سلامة، الباحث في شئون التراث الصوفي، ومن أنصار الأسرة الدندراوية إن الأسرة تأسست عام 1875 على يد السيد محمد الدندراوي، الذي نزح إلى مصر من بلاد المغرب العربي، ويمتد نسبه إلى الإمام الحسن بن علي، رضي الله عنه، وكانت إقامته بقرية دندرة غربي محافظة قنا، بجنوب صعيد مصر، ومنذ تأسيسها ويحرص أفراد الأسرة الدندراوية بصعيد مصر على ارتداء الثوب الأبيض، والعمامة البيضاء كزي موحد في مؤتمراتهم، ويحمل عميد الأسرة الدندراوية لقب "أمير".

ورغم تغلّب النزعة الصوفية على لقاءاتهم وحرصهم على حلقات الذكر والاحتفال بالمولد النبوي إلا أن الأمير الراحل الفضل الدندراوي، وقال في إحدى المؤتمرات إن الأسرة الدندراوية ليست بدعوة مذهبية حديثة، وليست بطريقة صوفية جديدة، وليست بجماعة قومية بل إنها كيان يجمع كل ما سبق فكياننا جمع إنسان محمد.

ويتولى إمارة الأسرة الدندراوية الآن الأمير هاشم بن الفضل الدندراوي، ويحظى بشعبية كبيرة بين كافة قبائل وعائلات وأقباط محافظات الصعيد لحرصه الدائم على تجفيف منابع الثأر والتطرف بكافة محافظات الصعيد، وكذلك رد المظالم لأصحابها عرفيًا، ويأخذ العهد من أنصار الأسرة والمنتمين إليها بالتحلي بفضائل الأخلاق والاعتدال، وترك الكبائر والترفع عن الصغائر، واحترام الكبير والاقتداء بأعظم الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، ونبذ كل ما هو متطرف وخبيث، وترك العمل السياسي، والتفرغ للعمل التنموي والثقافي.

الأسرة الدندراوية.. ودعم التنوير الثقافي في العالم

فيما أكد محمد حسن العجل، أحد رموز قبيلة الأشراف بقنا، أنه رغم إعراض الأسرة الدندراوية عن العمل بالسياسية والمنافسة على المجالس المحلية والبرلمانية إلا أنها دومًا تحرص على التصدر في دعم قضايا التنمية والثقافة عبر منتدياتهم العالمية التي تعقد سنويًا بمحافظة قنا.

مشيرًا إلى أن الهم الأول للأسرة الدندراوية طبقًا لوثائق الأسرة: "هو جمع إنسان محمد" أي إزاحة كافة العوائق التي أقامها المستعمر بين أبناء الأمة الواحدة، كثيرًا ما يهتفون بمنتدياتهم "نحن المحمديون ولله الحمد ".

وأضاف "العجل" أن الأسرة الدندراوية تحتفل سنويًا مرتين، بمولد النبوي الشريف وليلة الإسراء والمعراج، وبكلا الاحتفالين تتحول قرية دندرة بمحافظة قنا، إلى منارة ثقافية كبرى يحضر بها كبار الشخصيات الثقافية والحكومية من كافة بقاع العالم العربي والإسلامي.

وتمتلك الأسرة الدندراوية أكثر من 62 مقرًا في مصر وحدها، وكذلك لها عدد ليس بالقليل من المقرّات بالدول العربية والإسلامية لنشر صحيح الدين ونبذ التطرّف والعنف، ودعم قضايا التنبيه والتنوير الثقافية، وسط ترحيب من كافة ملوك وأمراء ورؤساء العالم، وهم من أنصار مدرسة العمل الصامت لتتحدث عنهم أعمالهم ولا يتحدثون عن أنفسهم.

الدعم الحكومي للأسرة الدندروية.. وسهام الانتقاد

من جهته رأى محمد الجبلاوي، أحد رموز قبيلة عرب الجبلاو، أن الدعم الحكومي للمنتديات الثقافية العالمية للأسرة الدندراوية ليس عيبًا، يؤخذ على الأسرة الدندراوية وأنصارها، فهذا الدعم يأتي لمواجهة الفكر المتطرف والحث على الاعتدال، ودعم قضايا التنمية.

ويعتبر "الجبلاوي" أن مرد دعوى الانتقاد حول قتل المشاركة السياسية بصعيد مصر إلى بعض المتطرفين بالصعيد الذين خسروا دورهم جرّاء الدعوة الفكرية التنويرية للأسرة الدندراوية، وليس عيبًا أن يتصدر منتديات الأسرة الدندراوية وزراء وسفراء وعلماء من كافة بلدان العالم، فهذا إن دل فيدل على عالمية الدعوة الدندراوية على توحيد الأمة، وإرسال رسالة حب وسلام حول الإسلام الصحيح الذي شوّه على يد الجماعات التكفيرية والرجعية.

الأسرة الدندراوية ومحاكاة النموذج الياباني بالصعيد

بينما أكد الخبير التنموي أحمد عبدالرحيم الأفيوني، أن الأسرة الدندراوية تعمل على محاكاة نموذج الإنتاج من داخل المنزل الذي يشابه النموذج الياباني بعد الحرب العالمية الثانية من خلال دعم ربات البيوت بقرى محافظة قنا، من الأقباط والمسلمين على إنتاج الصناعات التراثية واليدوية، وتسهيل عمليات التسويق، والبيع والتدريب لهن عبر المراكز الثقافية للأسرة الدندراوية والتعاون مع كبرى مؤسسات التدريب والتنمية.

فيديو قد يعجبك: