إعلان

بالصور- من محطة الرمل للمنشية.. رحلة البحث عن ملابس العيد في الإسكندرية مستمرة

11:34 ص الخميس 14 يونيو 2018

الإسكندرية – محمد البدري:

تصوير – حازم جودة:

على الرغم من حالة الزحام التي تسود أسواق الملابس الجاهزة في الإسكندرية، تشهد الأسواق ركودا نسبيًا في حركة البيع بسبب موجة الغلاء، الأمر الذي اضطر مئات الأسر إرجاء قرارات الشراء حتى الساعات الأخيرة من رمضان أملا في الحصول على عروض وتخفيضات تناسب إمكانياتهم.

عدسة "مصراوي" رصدت حركة البيع والشراء في منطقة وسط البلد بالإسكندرية الممتدة من محطة الرمل إلى المنشية والتي تعد أحد أشهر أسواق الملابس الجاهزة وتضم عشرات المحال التجارية المتخصصة في هذا المجال، وظهر المشهد متباينا من متجر إلى آخر إذ كانت بعض المحال خالية من الزبائن إلا القليل الذين فضلوا مشاهدة أسعار المعروض في الواجهات الزجاجية دون إقبال على الشراء، في حين احتشد العشرات أمام واجهات عدد من المحال الأخرى التي قررت إعلان تخفيضات مفاجئة بعد فشل أسعارها السابقة في استقطاب المشترين خلال الأيام الماضية.

البحث عن حذاء لـ "فريدة" حتى الساعات الأخيرة

من أمام أحد محال الأحذية الشهيرة بمحطة الرمل، وقفت ماجدة بصحبة طفلتها فريدة تنتظر تراجع الزحام بعد إعلان المتجر عن تخفيضات في الساعات الأخيرة قبل العيد، وقالت: جئت لشراء حذاء لابنتي حيث إنه الجزء المتبقي ليتكمل به طقم العيد الخاص بها، بعد أن اشتريت لشقيقتها الكبرى ملابسها الجديدة قبل أيام.

800 جنيه ثمن طقم الأطفال

وتوضح نادية أنها لم تتمكن من شراء ملابس لابنتيها مرة واحدة بسبب طول الفترة التي كانت تقضيها بحثا عن منتج جيد بأسعار مناسبة لاسيما وأن الأسعار ارتفعت بما يعادل نصف قيمتها التي كانت تساويها قبل أشهر معدودة، لافتة إلى أنها اضطرت إلى تقليل عدد القطع التي تشتريها إذ أن طقما واحدا مكون من بلوزة وبنطلون وحذاء تجاوز 800 جنيه بعد التخفيض.

"عزة" تبحث عن ملابس أبنائها من رجب

على مقربة منها لم يختلف الحال كثيرا لدى "عزة فتحي" وهي ربة منزل واصلت رحلتها في السوق بحثا عن بعض المستلزمات الضرورية لأبنائها الأربعة والتي لم تستطع اصطحابهم دفعة واحدة في جولتها بسبب زحام الساعات الأخيرة في رمضان، إلا أنها تحفظ قياساتهم عن ظهر قلب بسبب جولتها الدورية على المحال وكانت التي بدأتها منذ شهر رجب الماضي.

تقول "عزة": "ملابس أطفالي الأربعة كلفتني 3 آلاف و500 جنيه وذلك رغم بحثي المستمر عن سلع جيدة تتحمل حركة ولهو الأطفال بأسعار مناسبة تقل عن نظيرتها في الأسواق والتي فاقت الخيال"، مشيرة إلى أنها لم تستطع شراء شيء لنفسها هذا العيد سوى إسدالا جديدا للصلاة، على حد قولها.

"جمال" اكتفى بجمع الأسعار

في حين وقف "علي جمال" موظف بإحدى شركات القطاع الخاص، يستعرض أسعار ملابس الأطفال التي وصفها بالجنونية، مشيرا إلى أن سعر البنطلون الجينز تراوح بين 220 إلى 250 جنيهًا فيما بدأت أسعار التيشيرت من 90 جنيهًا وصولا إلى 200 جنيه وتراوحت أسعار القمصان بين 110 إلى 180 جنيها، مقابل 200 جنيها متوسط سعر البلوزة ، أما عن فساتين الأطفال الصيفية فبدأت من 250 إلى 400 جنيه.

إيثار زوجين

وأكدت زهرة إسماعيل، ربة منزل أنها تخصيص ما تبقى من ميزانية ملابس أبنائها لشراء قميص جديد لزوجها والذي فاجئها بدوره بشراء بلوزة جديدة لها بعد أن رفض شراء أي شيء جديد لنفسه، مبينة أنه على الرغم من أن الموقف يعكس مدى روح الإيثار والتعاون بينهما إلا أنه يظهر أيضا جانبا من المعاناة في مواجهة موجة الغلاء التي لا تقارن بمعدل دخل العديد من الأسر المصرية.

الرسوم الجمركية رفعت الأسعار 20%

وأكد لويس عطية رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية بالإسكندرية، أن حالة الزحام التي تشهدها الأسواق لا تعني زيادة نسبة الشراء مشيرا إلى أن الموسم الحالي يشهد حالة ركود غير مسبوقة رغم تكرار المشهد في مواسم سابقة.

وقال عطية في تصريح صحفي، إن أسعار الملابس المستوردة ارتفعت بنسبة بلغت 20% نتيجة زيادة أسعار الرسوم الجمركية وهو ما عكس حالة الركود الناتجة عن غلاء الأسعار، مشيرا إلى أن بعض الملابس المصنعة محليا لم تسلم أيضا من الغلاء بسبب فرض رسوم جمركية على بعض المنسوجات ومستلزمات التصنيع المستخدمة في صناعتها.

وأشار رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة تجارة الإسكندرية إلى أن بعض التجار اضطروا لعرض المنتجات ما تبقى لديهم من منتجات مستوردة الموسم الماضي بسبب عدم قدرتهم على استيراد كميات جديدة، مطالبا الحكومة ممثلة في وزارة التجارة والصناعة بالرجوع للغرف التجارية للمناقشة وإيجاد حلول واضحة والتحكم في أسباب رفع الأسعار وما ترتب عليها من ركود في البيع ومعرفة مدى توافق ما يصدر من قرارات مع احتياجات السوق والمواطنين.

فيديو قد يعجبك: