إعلان

القروض والجمعيات لا تكفي.. الزواج بـ"القسط" في المنوفية

01:43 م الإثنين 19 مارس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

المنوفية - مروة فاضل:

بعد أن كان الزواج بسيطا وبمتطلبات وتكاليف قليلة، أصبح الأمر الآن صعبا على الشباب والفتيات، وذلك عقب ارتفاع الأسعار، ما اضطر الأهالي إلى الشراء بالقسط وسحب القروض من البنوك والاشتراك في "الجمعيات" لإتمام الزواج.

في المنوفية تتنشر مفاهيم المغالاة في جهاز العروس وشراء الكثير من المتطلبات رغم ارتفاع الأسعار، حيث تتزوج الفتاة وتترك والدها غارقا في ديونه.

يقول شعبان حماد، موظف، إن لديه بنتين زوجهن عن طريق سحب قروض على مرتبه حتى يستطيع شراء متطلبات الجهاز، ولا يكنّ أقل من غيرهن من أبناء العائلة، فالوضع في القرى ما زال هناك مغالاة في الجهاز، قائلا: "كله بيبص لبعضه ومش عاوزين ولادنا أقل من حد".

وقالت صفاء عادل، ربة منزل، إن جهاز العروس الآن أصبح يتكلف أكثر من 200 ألف جنيه بعد ارتفاع الأسعار، حيث يتم تجهيز الفتيات بأغلى المنقولات، قائلة "بنجيب من كل حاجة اتنين علشان الناس بتبص لبعضها وما تبقاش البنت عينها مكسورة عند أهل جوزها".

وأشارت، إلى أنها تقوم الآن بتجهيز ابنتها الكبرى ولديها اثنتين أخرتين ولكنهم ما زالوا في مراحل التعليم، موضحة أن زوجها اضطر لسحب قرض من البنك للقدرة على تجهيز ابنتها التي تستعد للزفاف في فصل الصيف.

وأكدت عفاف سيد، موظفة، أن زوجها باع قطعة أرض حتى يستطيع تجهيز بناتهما الثلاث إلى جانب "الجمعيات" للقدرة على تجهيز الفتيات، مطالبة أن يراعي البعض الظروف وارتفاع الأسعار، و"لكن في الأرياف كله بيبص لبعضه والناس بتعاير بعضها".

وأضافت، أن هناك عادات ما زالت مترسخة ومنها رد الشبكة وهو عبارة عن "رز ومكرونة وخضار ودواجن" ويقومون بإهدائه إلى أهل العريس عقب إحضارهم شبكة العروس، حيث كان يتكلف في السنوات الماضية نحو ألفي جنيه وأصبح الآن يتكلف أكثر من 3 آلاف جنيه بعد ارتفاع الأسعار، قائلة "لازم نجيبه الناس تاكل وشنا لو ما جبناش".

وتابع سعيد علي، موظف، أن عادات الزواج ما زالت متأصلة في جميع مراكز المحافظة، وتبدأ من اليوم الاول للخطبة، والذى يتوجب فيه عمل وليمة لأهل العريس يتبعها الشبكة ويمر بالمنقولات والجهاز الذي يكلف أهل العروس الآلاف وينتهي بالصباحية والتي يشترط أن تحتوي على "فطير مشلتت" يكلف نحو ألفي جنيه لارتفاع أسعار مكوناته، وكذلك الخضار والفاكهة التي تهدى إلى أهل العريس ويعقبها "السبوع" ويكلف نحو 2000 جنيه.

واختلف معهم شعبان جميل، موظف، قائلا إنه علم بناته وأوصلهم إلى أعلى المراكز حيث إن نجلتيه أطباء وأخرى مهندسة، مؤكدا أنه جهزهم بالمعقول دون النظر إلى العادات والتقاليد قائلا كفاية أني علمتهم كويس وبقوا في مراكز كبيرة".

ولم يختلف الحال على أهل العريس والذي يتكلف جهازه الآلاف عقب ارتفاع أسعار الأخشاب وباقي المنقولات، حيث يتحمل أهل العريس جميع الأثاث "الخشب"، وكذلك السجاد والستائر والنجف وتختلف من قرية لأخرى، حيث يتم تقسيم تكلفة السجاد والستائر بين أهل العريس والعروس.

"العريس كفاية عليه الشقة بتقطم وسطه"، هكذا بدأ محمد أحمد الذي يستعد للزواج خلال الصيف المقبل، حديثه مؤكدا أنه أجل موعد زفافه الذي كان مقررا قبل شهرين بسبب ارتفاع تكاليف التشطيبات بأكثر من 100%، وقال "شقتي 120 متر اتكلفت سيراميك حوالي 27 ألف جنيه، ولسه محتاج مثل هذا المبلغ لإكمال تشطيبات الكهرباء والسباكة والدهانات".

وأضاف أنه لن يقيم حفل زواجه بقاعة أفراح تخفيفا للنفقات على أهله "الفرح هيكون ع الضيق".

أما أحمد فوزي فأوضح أن فاتورة تجهيه كاملة تعدت 100 ألف جنيه، مؤكدا أنه ما زال يسدد أقساط العزال، واضطر للاستدانة من أحد أخواله لإتمام الزواج والوفاء بالموعد الذي تم الاتفاق عليه.

فيما أطلق عدد من شباب قرية شبراباص في مركز شبين الكوم حملة لخفض متطلبات الزواج والعادات المنتشرة في القرى، وخاصة بعد أن شهدت القرية انتحار فتاة وخطيبها بسبب متطلبات الزواج.

وانتشرت المنشورات أمام المساجد وقاد الدعاة حملات توعية للمطالبة بأن يكون الذهب المقدم مهرًا للعروس رمزي دون مغالاة في متطلبات الزواج من الجنسين.

وأوضح علاء السيد، أحد القائمين على الحملة، أن الفكرة جاءت عقب انتحار شاب وخطيبته من أبناء القرية بسبب خلافات أسرية بسبب المنقولات وجهاز العروسين، مضيفًا أن انتشار المغالاة في متطلبات الزواج دفع الشباب للتخلي عن الزواج.

وأضاف أن حملتهم تستهدف توعية الشباب والأهالي بالتخلي عن المبالغة في شروط الزواج، مشيرًا إلى إقامة عشرات اللقاءات والأمسيات إلى جانب اتفاق أغلب أئمة المساجد على توحيد خطبة اليوم، والتي جاءت متوافقة مع موضوع الحملة، تتحدث عن بناء الأسرة المسلمة، وهو صلب موضوع الحملة.

وأشار الشيخ سعيد حامد، أحد القائمين على الحملة، إلى أن الحملة لاقت استجابة كبيرة من جانب الأهالي، مضيفًا أن الفترة المقبلة ستشهد مشاركة محاضرين من النساء لتوعية السيدات بالقرية.

واقترحت الحملة، في بيان لها، عدم تجهيز الغرف الزائدة عن الحاجة في بداية الزواج، وكذلك الاقتصاد في شراء الأجهزة الكهربائية التي تضاعفت أسعارها بشكل كبير، والاستغناء عن الأجهزة غير الضرورية، والاكتفاء بكل ما هو ضروري في تجهيز العروس دون إسراف أو تقصير، بالإضافة الى الدعوة الى إلغاء شراء الماشية والأغنام في جهاز العروس.

فيديو قد يعجبك: