إعلان

بالصور- البصل السوهاجي.. من العالمية إلى الكساد قصة يرويها الفلاحون

03:24 م الأحد 18 مارس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

سوهاج – عمار عبد الواحد :

سادت حالة من الغضب الشديد بين فلاحي ومزارعي الثوم والبصل، بمختلف قرى ومراكز محافظة سوهاج، بسبب كساد وركود أسواق المحصولين، بعد أن تراكمت كميات كبيرة منهما في الأسواق، ما أدى إلى تدني الأسعار إلى أقل مستوياتها، ما كبّدهم خسائر فادحة بسبب ارتفاع تكلفة المحصول من تقاوي، وسماد، وأيدٍ عاملة، ومبيدات طوال فترة زراعة المحصول.

ووصل سعر كيلو الثوم إلى 150 قرشًا، بينما وصل سعر كيلو البصل إلى 70 قرشًا، ما زاد من معاناة المزارعين، وزيادة حجم الخسائر التي لحقت بهم جرّاء هذه الأسعار المتدنية، خاصة أن سوهاج تعتبر من المحافظات التي يحتل فيها محصول البصل، مركزًا متقدمًا، بسبب وجود مصنع لتجفيف البصل بها، والذي شُيّد في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، سنة 1960 على مساحة حوالي 18 فدانًا بمدينة سوهاج، بالقرب من مجرى نهر النيل، وكان الهدف من إنشائه الحفاظ على محصول البصل في محافظات الصعيد، وخاصة محافظة سوهاج، وكان أكبر مصنع لتجفيف البصل في إفريقيا بل والشرق الأوسط, وكان إنتاجه يُصدّر إلى دول كثيرة في العالم، لكنه توقف تمامًا عام 2008.

وحسب مصدر مسؤول بمديرية الزراعة بسوهاج، رفض نشر اسمه، فإن المساحة المزروعة بالبصل والمحصورة على مستوى المحافظة، تبلغ حوالي 23 ألف فدان، مضيفًا أن عشرات الآلاف من الأفدنة مزروعة بمحصول البصل خارج الزمام، بالمناطق الصحراوية المستصلحة حديثًا، مشيرًا إلى أن غالبية هذه المساحة تتركز في مشروع غرب طهطا، والمنشأة، وجرجا، ودار السلام، والعسيرات، لما لهذه المراكز من ظهير صحراوي كبير في المنطقة الجبلية .

وعن معاناة الفلاحين من تدني أسعار المحصولين هذا العام، قال الحاج محمد أحمد، مزارع من مركز جهينة إن سعر طن البصل هذا العام وصل 700 جنيه، مضيفًا أن هذا السعر لا يُغطي تكلفة جمع المحصول، نظرًا لارتفاع أجرة الأيدي العاملة، إذ وصلت أجرة العامل في اليوم، والتي تبدأ من الساعة الثامنة صباحًا وتنتهي مع آذان العصر إلى 120 جنيهًا، والشاب إلى 100 جنيهًا .

بينما قال جمال حنفي، أحد مزارعي البصل بسوهاج، إن السبب الرئيسي في تدني سعر محصول البصل هو عدم فتح باب تصديره للخارج، مضيفًا أن انخفاض سعره يُعتبر ضربة في مقتل، بالنسبة للفلاح – على حد تعبيره - .

وأشار "حنفي" إلى أن الخسائر التي لحقت بمزارعي الثوم والبصل هذا العام، لم يشهدها الفلاح من قبل، بسبب ارتفاع أسعار السماد والأيدي العاملة، لافتًا إلى أنه سوف يُحجم عن زراعة البصل والثوم في الأعوام المقبلة، ويتجه لزراعة غيرهما من المحاصيل .

في حين ترحّم الحاج برعي منتصر، أحد مزارعي البصل والثوم، بسوهاج على الأيام التي كان يعمل فيها مصنع تجفيف البصل بالمحافظة، والتي كان ينتج عنها رواج كبير في محصول البصل، مقارنة بغيره من المحاصيل، قائلاً: كنا نعد ونجهز لجمع محصول البصل، وتسليمه للمصنع قبل الميعاد بشهرين، لما في المحصول من مكاسب تعود على الفلاح.

وأضاف "برعي" أن الفلاحين كانوا ينتظرون أموال محصول البصل لتجهيز أبنائهم وبناتهم للزواج، وتشييد منازلهم، لافتًا إلى ضرورة فتح باب تصدير للبصل خارج البلاد، حتى يشعر الفلاح بثمرة كفاحه في المحصول طوال فترة زراعته.

فيديو قد يعجبك: