إعلان

بعد قفزه من شباك "قطار البحيرة".. كيف أنقذ "محمد" حياة 3 أطفال؟

01:44 م الخميس 01 مارس 2018

محمد حسني عبدالعزيز

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- إسلام عمار ومروة شاهين:

على أحد أسرّة المستشفى التعليمي في دمنهور بالبحيرة، يرقد شاب في العقد الثاني من العمر، مرتديًا ملابس العمل كفرد أمن تابع لهيئة السكة الحديد، كأحد مصابي حادث قطاري البحيرة.

"قفزت أولًا من القطار بعد كسري زجاج إحدى نوافذه، وعدت مرة أخرى لما شوفت أطفال تصرخ".. هكذا كانت بداية حديث "محمد حسني عبدالعزيز الشنشيري"، 26 سنة، حارس أمن بقطار البحيرة، الذي تصادم مع آخر في مركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، على طريق سكة حديد المناشي.

محمد-5

قال حارس الأمن قال لـ"مصراوي": "كنت أباشر عملي في القطار رقم 678 القائم من محطة قطار إيتاي البارود بمحافظة البحيرة الساعة 11 و45 دقيقة صباح أمس الأربعاء، متجهًا لمحطة مصر بالقاهرة، على طريق السكة الحديد المعروف بخط المناشي".

وتابع قائلًا: "قبل وصول القطار لقرية أبو الخاوي بحوالي 500 متر، وهذا الطريق في السكة الحديد مكان وصول واحد فقط، يعني خط واحد فقط، كان يوجد قطار بضائع يقوم بعملية التخزين بمحطة هذه القرية، ففوجئنا جميعًا بالعربة الثالثة بالقطار تصطدم بجرار قطار البضائع".

وأضاف: "لحظة الاصطدام كسرت إحدى نوافذ القطار بيدي، وعندما هبطت على الأرض، ورأيت رجالًا ونساء وأطفالًا يصرخون ويستغيثون، عدت مرة أخرى إلى العربة ورأيت 3 أطفال يصرخون ويستغيثون بي، حتى نزلت بهم من القطار بخير".

محمد-12-(3)

وأضاف أن أبشع منظرين رآهما في هذا الحادث الأليم، عندما عاد لعربة القطار لإنقاذ الأطفال الثلاثة، فرأى طفلًا منهم يبكي على أمه، ويصرخ قائلًا لها: "ماما ردي عليا يا ماما"، وأمه كانت تنزف بشدة، أما المشهد الآخر عندما رأى زميلًا له فرد أمن أيضًا، ويدعى "رجب محمد طه" مقيم بإيتاي البارود، معلقًا بين القطارين وتحولت جثته إلى أشلاء.

وأشار إلى أنه تعامل مع بعض المصابين، إسعافيًا، نظرًا لحصوله على دورة سابقة في الإسعافات، وعمل بها في أحد المستشفيات الخاصة بمحافظة الإسكندرية، ومن كثرة الإرهاق الذي تعرض له، بعد إصابته ومن المجهود الذي عمله، في هذا الحادث، لم يدر بعدها إلا وهو في مستشفى دمنهور التعليمي.

وكشف حارس الأمن بهذا القطار، عن أجرهم الشهري، كأفراد أمن، الذي يصل إلى 800 جنيه، يتقاضونها من هيئة السكة الحديد، موضحًا أن أي حارس منهم يخرج من منزله يكون مستعدًا للموت، ضاربًا المثل بزميله الذي توفى في هذا الحادث، فترك دنياه ويتقاضي نفس الأجر، تاركًا أسرة كاملة ورضيعاً عمره 6 أشهر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان