إعلان

بالصور- قصة 300 سيدة قهرن الصحراء وعادات الصعيد في أسوان

12:15 م الجمعة 02 فبراير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أسوان - إيهاب عمران:

في تجربة كانت الأولى في وقتها عام 1997، قررت وزارة الزراعة تخصيص إحدى قرى مشروع شباب الخريجين بمنطقة وادي الصعايدة بمركز إدفو شمال أسوان، للسيدات المطلقات والأرامل لزراعتها وتطويرها.

وخصصت الحكومة وقتها، 1818 فدانًا لـ303 سيدات بواقع 6 أفدنة لكل سيدة في قرية السماحة، لتضاف إلى القرى الـ5 الأخرى بالمشروع، وهي قرى الشهامة، وعمرو بن العاص، والإيمان، والإشراف، والنمو.

ويهدف مشروع وادي الصعايدة إلى زراعة واستصلاح 24 ألف فدان للمنتفعين وشباب الخرجين بالإضافة إلى المطلقات والأرامل.

"أم محمد" إحدة السيدات المنتفعات من المشروع، قالت إن زوجها توفى وترك لها 4 أبناء، كان أكبرهم في الصف الثاني الإعدادي، ولم يكن لها مصدر دخل، وعندما تم الإعلان عن تخصيص أرض زراعية للمطلقات والأرامل تقدمت بالأوراق المطلوبة، لتفاجأ بعدها بفوزها بـ6 أفدنة كاملة.

وأضافت: "للأسف الأرض كانت تحتاج إلى مصاريف، وبعت كل ما أملك لزراعة فدان واحد في البداية والحمد لله الآن أزرع 6 أفدنة، بمساعدة أولادي، الذين حرصت على تعليمهم حتى حصلوا على دبلومات فنيه رغم بُعد المسافة بين المدارس والقرية".

وتوضح أنها قابلت عقبات كبيرة في بداية المشروع، منها رفض كثير من عمال اليومية العمل معها لأنها سيدة، بالإضافة إلى عدم توفر العديد من الخدمات والمرافق في القرية.

وأضافت هانم حسين من سيدات القرية، على حديث أم محمد، قائلة إنهم بعد أن تسلموا الأرض والمنازل كانوا خائفين من الإقامة في هذه المنطقة الصحراوية، لكن لعدم وجود أي بدائل أخرى أمامهم، عملوا على تشجيع بعضهم البعض، وأعلنوا تحدي الظروف والعادات والتقاليد، مشيرة إلى ما ساعدهم في البداية، أن بعضهن كان لديهن أولاد كبار في سن الشباب.

وأشارت كريمة سعد، إحدى سيدات القرية، إلى أن نقص الخدمات الصحية والعلاجية، كانت أكبر مشكلة واجهتهن في بداية المشروع، عندما تعرضن للدغ الحشرات الموجودة في الصحراء، ورغم وجود وحدة صحية إلا أنها بدون طبيب، ما عرض حياة عدد كبير منهن للخطر، مضيفة: "أنه في الفترة الأخيرة بدأت تصل إلينا القوافل الطبية المتنقلة والتي تلقى إقبالًا كبيرًا من السيدات".

وتشتكي منى محمود، إحدى سيدات قرية السماحة، من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، الذي أصبح يهدد المنازل والشوارع، مطالبة بحل المشكلة، وعمل مشروع يمنع تكرارها حيث يترتب على برك المياه نمو الحشائش الضارة بالأرض الزراعية، فضلًا عن انتشار الميكروبات والحشرات والناموس الناقل للأمراض والروائح الكريهة التي تحاصر الأهالي ليلًا ونهارًا.

واقترحت "أم عبدالله" إحدى السيدات المستفيدات في قرية السماحة، إنشاء مشروعات صغيرة مثل المشغولات اليدوية وإنتاج المنتجات البيئية، وغيرها، لتنضم إليها الفتيات والخريجات من بنات القرية مع زيادة الفتيات الحاصلات على مؤهلات ولتوفير فرص عمل لهن، يساعدهن على أعباء الحياة والتخفيف عن أسرهن.

من ناحية أخرى، قال سعودي محمود أحد الأهالي، إنهم يواجهون مشكلة في نقص الأسمدة، خاصة أن الحصص غير كافية، ويضطروا لشراء بقية احتياجتهم من السوق الحر في ظل ارتفاع كبير في أسعار الأسمدة والمخصبات، بجانب توفير مواد بترولية للمزارعين لازمة لتشغيل ماكينات الري.

ومن ناحية أخرى، قال المهندس حمدي الكاشف المراقب العام لمشروعات الاستصلاح الزراعة بمنطقة جنوب الصعيد، إن وزارة الزراعة اتخذت قرارًا بتخصيص قريتين جديدتين قاصرتين على السيدات المطلقات والأرامل فقط، وتقع الأولى منهما في مشروع النوبارية بمحافظة البحيرة شمال مصر، وتقع الثانية في مشروع وادي الصعايدة بأسوان، بهدف الحفاظ على مستقبل الأبناء داخل الأسر التي فقدت عائلها، بجانب مساعدة الأسر المعيلة التي فقدت الأب على توفير مصدر رزق لهم.

وأضاف الكاشف لـ"مصراوي"، أنه الأرض تسحب في حالة زواج صاحبة الأرض، لأنها تفقد وقتها شرط من شروط الحصول عليها، ولذلك لجأت العديد من السيدات إلى الزواج القبلي غير الموثق حتى لا تسحب منها الأرض.

وأوضح الكاشف: "خلال السنوات الثلاث الأولى من المشروع، كنا نقدم العديد من المساعدات لسيدات القرية سواء ما يمنحه مشروع العون الغذائي، أو الجهات والمنظمات الدولية التي ساعدت في النهوض بالفكرة، وكان من ضمن ما يقدم لسيدات القرية الأثاث والمفروشات المنزلية، بالإضافة إلى أدوات الزراعة من جرار زراعي وماكينات وغيرها من المستلزمات، ما ساعد كثيرًا في تطور العمل بالقرية ربما بمعدلات تفوق باقي قرى شباب الخريجين".

وقال: "إنه بالنسبة لمشكلات قرية السماحة، فهي مشكلات مكررة في باقي قرى مشروع وادي الصعايدة ونعمل على التواصل مع المسؤلين بمديريات الصحة والتعليم والري لحلها".

فيديو قد يعجبك: