إعلان

غرق وتوقيف ومصير مجهول.. قصة مدينة لا تفارقها رائحة الموت بدمياط

11:51 م الإثنين 03 ديسمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

دمياط – محمد إبراهيم:

حياة محفوفة بالمخاطر وجملة من العقبات التي لا تنتهي تواجه صيادي المدينة الساحلية "عزبة البرج" الواقعة شمال مدينة دمياط، وفي الجهة المقابلة لرأس البر عند مصب نهر النيل، المصير المجهول الذي يواجهه الصياد منذ صعوده على مركبه بحثًا عن لقمة العيش جعل الأهالي يودّعون أبناءهم متمنين لهم السلامة، مما واجهه زملاؤهم من حوادث مؤسفة.

حكايات مؤسفة

مأساة جديدة وقعت في الساعات الأخيرة، بعد أن فُقد مركب صيد في مياه خليج السويس بالقرب من ميناء الطور، على متنه 13 صيادًا، في الوقت الذي أكد فيه حسام خليل، رئيس جمعية الصيادين بمدينة عزبة البرج، أن الاتصال الأخير مع طاقم المركب كان في 29 نوفمبر، وأن المركب الذي يُدعى ياسين الجوهري، ويملكه محمد عبدالعال لم يتم العثور على أفراده حتى الآن على الرغم من محاولات البحث المستمرة منذ فجر أمس الأحد.

تضم المدينة حوالي 65 % من إجمالي أسطول الصيد البحري في مصر، ويوجد بها 926 مركب صيد، في الوقت الذي تستقبل فيه عددًا آخر من السفن ليبلغ عدد المراكب التي تعمل في سواحل دمياط 1350 مركب صيد في حرفة الجر والسنارة والشنشولا.

لم تكن هذه الحادثة الأولى، حيث وقعت عشرات الحوادث المتفرقة في الأعوام الأخيرة، ففي العام 2016 عاش أهالي المدينة مأساة 10 أسر كان يعمل أبناؤهم على متن المركب "زينة البحرين" التي غرقت على سواحل دولة السودان بعد اصطدامها بالشعب المرجانية، وعلى متنها 14 صيادًا من أبناء عزبة البرج، وعثر صياد سوداني على شخصين ناجيَين من طاقم المركب جرى إعادتهما إلى مصر.

عقبات تواجه الصيادين

قال منصور عيّاد، عم أحد المفقودين من طاقم مركب زينة البحرين، إن المدينة تشم بشكل مستمر رائحة الموت لأن كل مفقود له أسرة متأثرة بغيابه، مضيفًا "البعض يعيش سنوات على أمل أن يعود أحد المفقودين سواء كان غارقًا أو مختفيًا، الحوادث كثيرة منها تعرض للقرصنة والبلطجة كما حدث منذ أعوام، أو حالات غرق أو إطلاق النيران على الصيادين من قبل قوات الأمن في الدول الخارجية، وبعض العراقيل تتمثل في عدم وجود أوراق ثبوتية".

في مايو من العام المنقضي، تعرّض مركب الصيد "حورية البحار"، المسجل باسم تامر سلامة فودة من عزبة البرج التابعة لمحافظة دمياط، للغرق بالقرب من سواحل محافظة بورسعيد، بعد اصطدامه بسفينة تجارية، وكان يقل 8 صيادين من أبناء عزبة البرج، ونظم عدد من أهالي العزبة، وأسر الصيادين وقفة احتجاجية بمنطقة "السقالة" حينئذ، للمطالبة بسرعة إنقاذ الصيادين المفقودين، وانتشال المفقودين الخمسة، الأمر الذي حدث بعد ذلك بيومين.

مخاطر يومية

قبل ذلك بأشهر قليلة، غرق صياد بعزبة البرج في محافظة دمياط، نتيجة انقلاب مركبه قبالة السواحل أمام مدينة رأس البر، وتلقت مديرية أمن دمياط، إخطارًا من صيادي عزبة البرج، بانتشال جثة محمد هلالي، 19 سنة، والذي غرق أثناء قيامه بالصيد بمركبه قبالة سواحل مدينة رأس البر، كما تعرّض 3 صيادين من المدينة لإصابات بحروق وكدمات، في حريق مركب صيد بميناء الأتكة بمحافظة السويس، إذ اندلعت النيران بالمركب وعلى متنها الصيادين.

وقبل أسابيع قليلة، جرى الإفراج عن 15 مركب صيد من عزبة البرج احتجزت بميناء العريش، بالتنسيق بين قوات حرس الحدود بالعريش وعزبة البرج، وجرى احتجاز المراكب بواسطة القوات البحرية، واصطحابها إلى ميناء العريش بسبب الوضع الأمني.

فمتى تفارق رائحة الموت "عزبة البرج" في محافظة دمياط؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان