إعلان

بعد 38 سنة.. أعمال الشيخ الحصري صدقات جارية "تمكث في الأرض"

10:58 م الأحد 18 نوفمبر 2018

الغربية - مروة شاهين:

"فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ" تنطبق الآية الكريمة على عمل الشيخ محمود خليل الحصري، القارئ المعروف، والذي ظلت أفعاله الخيرة قائمة شاهدة على نقائه وحسن صيرورته.

في مثل هذه الأيام يستعد أهالي قرية شبرا النملة، التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية لإحياء ذكرى وفاة الشيخ محمود خليل الحصري ابن القرية عن طريق ترتيل القرآن الكريم، وختمته أكثر من مرة ليكون أجره للشيخ الذي لم ينسى الأهالي فضله يومًا رغم مرور 27 عامًا على وفاته .

دخل "مصراوي" قرية شبرا النملة للتعرف على حياة الشيخ الحصري مع أهل قريته، وذكراه التي يعيش عليها الأهالي .

يقول صبحي محمد، أحد أقارب الشيخ الحصري بالقرية، إن أقاربه من الدرجة الثالثة هم الموجودون حاليًا بالقرية، لكن أبناءه "ياسمين" و"محمد" و"أحمد" مازالوا على تواصل مع أهل القرية، ويترددون دائمًا لزيارة الأهالي حيث قامت ابنته "ياسمين" بتأسيس جمعية خيرية داخل القرية تحمل اسم الشيخ الحصري لخدمة الأهالي ومتابعة أحوالهم وتتابع عمل الجمعية بنفسها من وقت لآخر .

وأشار "صبحي" إلى وجود العديد من الأعمال الخيرية الخاصة بالشيخ مثل المعهد الأزهري، ويضم المراحل التعليمية الثلاثة ابتدائي وإعدادي وثانوي، ومسجد كبير يحمل اسمه مقامين على مساحة تتجاوز 5 قراريط، أقامهم بنفسه قبل وفاته .

"أنا عمري ما أنسى كرمه وطريقة كلامه ومعاملته وإحسانه للناس وبذات القريبين منه" كلمات بدأت بها نجاح رمضان، مدرسة بالمعهد الابتدائي الأزهري الذي بناه الشيخ الحصري في حياته .

قالت "نجاح" من داخل فصلها في المعهد قائلة "أول مرة أشوفه كان يوم افتتاح المعهد الذي يعد أول معهد ديني أزهري بالقرية بعدما كان أبناء القرية يذهبون إلى القرى المجاورة لتلقي التعليم الأزهري، ووعد أهالي القرية بإقامة معهد مخصص للفتيات لكن لم يتمكن من استكماله لوفاته، ولم أنسى عندما طلبت منه العمل مدرسة بعد تخرجي بالمعهد لم يرد لي طلبي وتدخّل في الأمر حتى تم تعيني".

فيما أشارت رضا غنيم، محفظة قرآن، إلى أن أهالي القرية يستعدون كل عام في ذكرى وفاته لختمة القرآن الكريم هبة للشيخ الجليل، وتقوم ابنته "ياسمين" بذبح الذبائح لأهالي القرية إحياءً لذكرى وفاة أبيها .

في حين قال مصطفى السباعي، أحد المقربين للعائلة الحصري والذي عاصر وجوده، أنه كان لا يرد سائلا ابدا سواء بخدمة أو بطلب وكان يحفظ كرامة الفقراء فعندما يقوم بتوزيع صدقات أو أموال للفقراء كان له عادة أن يضع تلك الأموال داخل مصحف و يهدي المصحف لمن يريد التصدق له .

وقالت آمال سعد ، أحد أقارب الشيخ، أن الشيخ الحصري أخو جدتها، وعند وفاة جدها وجدتها أخذ والدتها وخالها لصغر سنهما للعيش معه في مدينة طنطا، وتكفل بمصاريف دراستهما ومعيشتهما حتى زوجهم من أهالي القرية، ولم ينسيا له الجميل والفضل وحسن التربية .

وأشارت "آمال" أنها تتذكر حكايات والدتها وخالها عنه فقد كان مرتبطًا بحب أهالي قريته كثيرًا لدرجة أنه عند عودته من محافل قراءة القرآن ومعه أجره كان يمر أولًا على القرية يوزع من أجره على الفقراء قبل عودته إلى المنزل، وكان خالها يقول له "ليه كده يا جدي كل يوم توزع فلوسك" فكان رده "هي مش فلوسي دي رزقهم وربنا بعتهولي أوصله بس".

فيديو قد يعجبك: