إعلان

في ذكرى أكتوبر.. "مصطفى الحموي" يروي قصة إسقاطه 4 طائرات إسرائيلية (فيديو وصور)

10:27 م السبت 06 أكتوبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد البدري:

في الذكرى الـ45 لحرب أكتوبر المجيدة، أجرى "مصراوي" حوارًا مع أحد أبطال العبور، لتسليط الضوء على بطولة من مئات البطولات التي حفرها جنود مصر في ذاكرة الانتصارات.

بدأ العريف متقاعد "مصطفى محمد عبدالرحمن الحموي" 68 سنة، المقاتل السابق بقوات الدفاع الجوي يروي جانبًا من ذكرياته أثناء أداء الواجب الوطني، ومنها نجاحه في إسقاط 4 طائرات إسرائيلية عقب عبور قناة السويس في منطقة الشلوفة بالسويس والتي حفر فيها أول معابر الجيش المصري في خط بارليف.

في البداية أوضح الحموي أن سلاح الدفاع الجوي المصري تحول بشكل جذري عقب نكسة 67، لاسيما بعدما صرح قادة الصهاينة أن القوات الإسرائيلية تستطيع غزو القطب المتجمد الشمالي إن شاءت ذلك نظرًا للقدرة العسكرية التي يتباهون بها، باعتبار أن السماء العربية أصبحت مفتوحة أمامهم، وأطلقوا على قواتهم الجوية الذراع الطويل.

وأضاف على إثر ذلك أصدر الزعيم جمال عبدالناصر القرار رقم 220 لسنة 1968 بإنشاء القوة الرابعة وهى قوة الدفاع الجوي وأسند الإشراف عليها للشهيد البطل الفريق عبدالمنعم رياض، وفي يونيو سنة 1969 تولى اللواء علي فهمي قيادة القوة واستحدث أسلحة جديدة واستغل المهارات البشرية المصرية في العمل عليها.

"الكتيبة 552 وفصيلة الحية"

وقال: "في تلك الفترة التحقت بالجيش المصري وكانت في منطقة اللاهون بالفيوم، وتم اختيار 75 شخصًا لتأسيس الكتيبة 552 دفاع جوي وكانت أول دفعة من نوعها يجرى تدريبها على يد خبراء مصريين بعد رحيل الخبراء الروسيين آنذاك وسميت فصيلته بفصيلة الحية نظرًا لطريقة انطلاق الصواريخ المستخدمة في إصابة الأهداف".

بالنسبة للمقاتل "الحموي" كانت تلك اللحظة بداية ظهور مهارته في إصابة الأهداف، حيث كان ضمن أول المؤهلين في الكتيبة المنشأة حديثًا، ونال فرصة المشاركة في أول بيان بالذخيرة الحية للصاروخ سام 7 أمام قيادات الجيش قبل إعلان الحرب، إذ وقع عليه الاختيار بجانب الشهيد محمد عبدالرسول والبطل مصطفى مرسي السبع وجميعهم كانوا مجندين.

وتابع: "كنا حريصين بشدة على التدريب لشعورنا بالمسؤولية، حيث كنا نخشى أن نخطئ إصابة أي هدف خاصة وأننا ندرك أن تلك الأسلحة جاءت بأموال الشعب الذي وضع فينا كل الثقة لإعادة الحق والأرض المنهوبة، ووفقنا في إصابة الأهداف بنسبة 100% من المرة الأولى في التعامل بالذخيرة الحية خاصة أن الدفاع الجوي هو الأكثر حساسية في هذا الوقت لأن كل شيء محسوب بأجزاء من الثانية".

اقتراب الحرب

"بعد تفوقنا في إصابة الأهداف نقلنا إلى السويس قرب خط بارليف وبدأنا ننتقل من منطقة إلى أخرى حتى تمركزنا في منطقة كسفريت قبل الحرب بنحو 7 أشهر للعمل كحماية جوية للطيران المنخفض، إلى أن جاءتنا الأوامر في سبتمبر 1973 للاقتراب أكثر من الجبهة في منطقة الشلوفة بالسويس باعتبار أنه مشروع وتدريب ولم نكن نعرف أي معلومات عن قيام الحرب بعدها بأيام".

وأشار إلى أنه جرى رفع درجة الاستعداد إلى الحالة الأولى وهى تعني أن يكون الجندي مستعد للاشتباك في أي لحظة، "وكان لدينا تعليمات بعدم مهاجمة أي هدف إلا بأمر مباشر من قائد الفصيلة، وانتظر الجنود في حالة استعداد وكان يمنع أي أحد من الدخول في نطاق عمل فصيلة الحية التي يتبعها مهما كانت رتبته".

ساعة الصفر

وعن لحظة الحرب قال: "فوجئنا ظهر يوم السادس من أكتوبر بإطلاق زملائنا في قوات المدفعية المصرية وابلًا من القذائف تجاه خط بارليف وبعدها بدقائق بدأت الطائرات المصرية تحلق في السماء لدك حصون العدو، ووصلتنا الأوامر بالاشتباك مع أي طيران معاد يحاول العبور تجاه معبر الشلوفة الذي بدأت القوات المصرية فتحه بمدافع المياه وسط خط بارليف".

ويضيف: "عبرت القنال مع زملائي مع آخر ضوء نهار يوم 6 أكتوبر وبدأنا مهام عملنا في حماية زملائنا من الطيران المعاد، ونصبنا الكمائن للطيران الإسرائيلي على بعد 5 كيلو من الضفة الشرقية، حتى جائتنا إشارة باقتراب طيران معاد من جهة الشرق، وكنت أول من تلقى الأوامر بالتعامل مع الأهداف".

إسقاط 4 طائرات

وعن إسقاطه لأربع طائرات قال: "كنت مستعدًا وقت تلقي الإشارة ووجهني أحد زملائي من المراقبين باقتراب طائرة معادية على ارتفاع منخفض وانتظرت حتى اقتربت بدرجة كافة وقمت بإصابتها بصاروخ إصابة مباشرة، ولم تمر سوى دقائق حتى وصلت طائرة أخرى ونجحت في إصابتها بنفس الشكل"، لافتًا إلى أنه تمكن من إسقاط طائرتين آخريين في 7 أكتوبر بنفس الطريقة وكأن المشهد يعاد مرة أخرى.

لحظة الإصابة

وواصل الحموي روايته عن الحرب وصولًا للحظة إصابته قائلًا: "بعد أيام قليلة من ساعة الصفر تعرضت لقذيفة من إحدى الطائرات الإسرائيلية ما أدى إلى إصابتي بشظية على بعد سنتيمرات من القلب وأخرى في قدمي اليمنى وإصابة طفيفة في الوجة نقلت بعدها إلى المستشفى لتلقي العلاج حتى عدت بعدها إلى خدمتي واستمريت في الخدمة حتى عام 1975".

تكريم الدولة

وحصل مصطفى الحموي على عدد من التكريمات لبطولته كان أبرزها نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى، تقديرًا لما قام به من أعمال في مواجهة العدو في ميدان القتال، والذي صدق عليه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

ويعيش الحموي حاليًا في منطقة العجمي وسط ابنيه وأحفاده الثلاثة، فيما يأمل أن ينال وزملائه الدعم المادي الكافي من الدولة في ظل الأوضاع المعيشية التي يمر بها الكثير من المواطنين.

فيديو قد يعجبك: