إعلان

بالصور- رحلة المخاطر.. تلاميذ على المركب من وإلى المدرسة عبر البحر اليوسفي بالمنيا

10:56 م الإثنين 15 أكتوبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

المنيا – محمد المواجدي:

يعاني 600 تلميذ من قرية سليم التابعة لمركز المنيا، فوسيلتهم الوحيدة للذهاب إلى مدارسهم، والعودة منها هي المركب التي يعبرون بها البحر اليوسفي، الواقع في الناحية الغربية من أجل الوصول إلى مدارسهم في القرى المقابلة لهم لعدم وجود مدارس بقريتهم.

داخل منزل صغير في قرية سليم الواقعة في الجانب الغربي لمركز المنيا، يتعالى كل صباح صراخ وبكاء الطفل "حمزة" ابن الـ8 سنوات، التلميذ في الصف الثالث الابتدائي، بسبب عدم رغبته الذهاب إلى مدرسته، رغم حبه الشديد للتعلم وحلمه أن يكون طبيبًا ماهرًا.

مشاعر الطفل المتناقضة، ولدت من رحم المعاناة التي يعانيها الطفل ونحو 600 آخرين من أطفال قريته، أثناء الذهاب والإياب من وإلى مدارسهم على الضفة الأخرى، إذ يخاف الأطفال عبور البحر اليوسفي يوميًا، والذي يمثل خطرًا على حياتهم.

قبل أن تدق الساعة السابعة من صباح كل يوم، يتحول شاطئ البحر اليوسفي المُطل على القرية إلى مرسى كبير، يتوافد عليه تلاميذ القرية لاستقلال المركب الصغير الذي يعبر بهم إلى الناحية الشرقية للوصول إلى مدارسهم في عزبة محفوظ المقابلة.

قال عدد من أهالي القرية، ومنهم علاء محمد، إنه وبسبب عدم وجود أي مدرسة داخل القرية، كان تلاميذها يتلقون دروسهم في بداية الأمر داخل مدارس قرية إدمو المجاورة، وكانوا يصلون إليها سيرًا على الأقدام لنحو 5 كيلو مترات لعدم وجود وسائل مواصلات تصل بين القريتين، وبسبب معاناة التلاميذ من السير على الأقدام مسافات كبيرة، تم إلحاقهم بمدارس عزبة محفوظ المقابلة للقرية، والتي يفصلها عنهم ترعة البحر اليوسفي، مع الوعد بإنشاء كوبري يربط بينهما.

إذ قال عيد سيد، أحد أهالي القرية، إنه وبسبب عدم إنشاء كوبري على البحر اليوسفي لربط القريتين، يستقل نحو 600 من أبناء القرية مركب صغير من أجل الذهاب إلى مدارسهم داخل عزبة محفوظ وسط حالة من الخوف والرعب التي تسيطر عليهم خلال الذهاب والإياب من وإلى مدارسهم.

وأشار إلى المخاطر التي تواجه أبناء القرية بسبب استقلالم مركب صغير، وغير متوافر فيه شروط السلامة، ومنها سقوط أحد الأطفال من المركب داخل البحر اليوسفي العام قبل الماضي بسبب تكدس التلاميذ، وكاد يغرق لولا تدخل أحد الأهالي الذي نجح في انتشاله قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

بينما أوضح محمد أحمد، أحد أهالي القرية، إنهم حصلوا على موافقة لإنشاء كوبري يربط بين القريتين إلّا أنها ظلت حبرًا على ورق.

وأكد توفير قطعة أرض داخل القرية بالجهود الذاتية لإنشاء مدرسة عليها، وأنهم تقدموا بها عشرات المرات إلى المسؤولين بهيئة الأبنية التعليمية، ومديرية التربية والتعليم، لإدراجها ضمن الخطة لإنشاء مدرسة تعليم أساسي عليها دون جدوى.

في حين قال مصدر في إدارة تعليم المنيا، طلب عدم نشر اسمه بناءً على تعليمات وزارة التربية والتعليم، إن تلاميذ القرية كانوا ملحقين في مدارس قرية إدمو المجاورة، واستجابة لشكوى الأهالي من المسافة الكبيرة التي تفصلهم عن قرية إدمو، تم نقل تلاميذهم إلى مدارس قرية محفوظ المقابلة لهم، والتي تفصلها عنهم ترعة البحر اليوسفي.

فيديو قد يعجبك: