إعلان

أودى بحياة العديدين في السنوات الماضية.. الإهمال مستمر في كورنيش "الإبراهيمية" بأسيوط

05:17 م السبت 06 يناير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أسيوط – أسامة صديق :

يوميًا يقتل الإهمال في بلادنا ضحية على الأقل، والأزمة الحقيقية تكمن في استمرار الإهمال، حتى بعد سقوط ضحايا له.

مسرح الإهمال هذه المرة، في مدينة أسيوط، عند المقاعد المُطلة على ترعة الإبراهيمية، في الجهة المقابلة للبوّابة الخلفية لجامعة أسيوط، فسور الكورنيش غير مكتمل خصوصًا في أماكن السلالم المؤدية إلى مجرى الترعة.

شهد المكان أكثر من حادثة سقوط وغرق، فأي شخص يسير ليلًا على الكورنيش في هذا المكان، معرض للسقوط فورًا ودون سابق إنذار في مجرى الترعة.

في مكانهم المفضل جلس مجموعة من الأصدقاء على المقاعد المطلة على الكورنيش، وارتفعت أصواتهم بالغناء احتفالًا بعيد ميلاد صديقهم مؤمن عصام، إلا أن صاحبهم كان على موعد مع "الموت"، عندما نزل السُلم الذي لم يكن عليه باب أو حاجز أو سور حديدي أو خرساني لينزلق ويسقط غارقًا في المياه.

"شكرًا لكل أصدقائي الأعزاء كل يوم وسنة طيبة ولطيفة بسببكم وبوجودكم ولولاكم كانت الحياة ستصبح أكثر سخافة، أتمنى يكون وجودي غير مزعج وخفيف ويهون عليكم دائمًا"، آخر ما قاله "مؤمن" لأصدقائه في عيد ميلاده، وكأنه يرثي نفسه قبل يومين من وفاته، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

قال أحمد خنفور، رئيس مجلس إدارة مؤسسة تحدي للتنمية الشاملة بأسيوط، وصديق "مؤمن" إن الفقيد كان في السنة النهائية بكلية الطب بجامعة أسيوط، شهد له الجميع بحُسن الخلق، وكان نشيطًا جدًا بين أقرانه بالجامعة، وكان له دور كبير في العمل الجماهيري خلال السنوات الماضية.

وطالب خنفور، مسؤولي المحافظة، بسرعة إغلاق المكان المؤدي إلى حافة الترعة الإبراهيمية وغيرها، بباب أو سور أو حاجز، ووضع لافتة تحذيرية في المكان الذي ربما يصل فيه عمق المياه إلى 10 أمتار، منعًا لتكرار مثل تلك الحوادث.

ويقع السلم في منطقة كانت مجهزة لرسو العبارات قديمًا، ما يؤكد عمق المياه، ويشير إلى خطورة سقوط أي طفل أو شاب فيها بطريق الخطأ، مع عدم وجود أي حاجز أو لافتة تحذيرية، خصوصًا مع وجود عشرات الأطفال يوميًا في هذه المنطقة مع ذويهم للتنزه أو المشاركة في مواكب الزفاف والتقاط الصور، ما يُنذر بتكرار حوادث الغرق.

ولم تكن حادثة "مؤمن" هي الأولى، إذ سبق أن وقعت حادثة مماثلة في مارس 2016، إذ لقي طالبان مصرعهما غرقًا، بذات المنطقة بعد هروبهما من مدرسة جمال فرغلي سلطان الثانوية، للتنزه على الكورنيش، فسقطا في المياه وغرقا، ورغم مرور سنوات على الحادثة إلا أن أحدًا لم يتحرك لإغلاق المدخل المؤدي إلى سلم الموت هذا.

وتبدأ الترعة الإبراهيمية من نهر النيل عند منطقة الوليدية بأسيوط، وتنتهي عند أشمنت شمال مدينة بني سويف، ويبلغ طولها 267 كيلو مترًا، وأنشأها الخديو إسماعيل، وأطلق عليها الاسم تيمنا بأبيه إبراهيم بن محمد علي باشا، بهدف ري أكثر من 2 مليون فدّان، بمحافظات أسيوط والمنيا، وبني سويف.

من جانبه قال صلاح عامر، مدير الإدارة العامة للمتابعة الميدانية بمحافظة أسيوط، لــ"مصراوي" إنه سيجري إغلاق المدخل المؤدي للسلم، لعدم الجدوى منه حاليًا، بمعرفة موظفي الإدارة بالتنسيق مع مسؤولي حي غرب مدينة أسيوط، منعًا لحدوث أي أضرار للمواطنين.

 

فيديو قد يعجبك: