إعلان

الاستعدادات لم تُنقذها.. إدكو تغرق في شبر مياه

03:41 م الإثنين 01 يناير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

البحيرة – أحمد نصرة :

تمر الأعوام والفصول، شتاء وراء شتاء، تستقبل محافظة البحيرة، كإحدى محافظات الدلتا الشمالية، وفي جُل عام، تستعد الحكومة تلو الحكومة، للتحكم في مياه الأمطار الهاطلة كل عام لتقليل الأضرار أو الحيلولة دون وقوعها، وفي كل مرة لا تسلم الجرّة.

استعدادات غير مسبوقة

هذا العام، شهدت المحافظة بجميع مراكزها، ومنها مركز إدكو، استعدادات غير مسبوقة لاستقبال مياه الشتاء في وعاء مكين، فجرت نماذج محاكاة للتعامل مع هطول الأمطار الغزيرة والسيول.
وفي أكثر من مناسبة أشادت المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، بنجاح تجارب الاستعدادات والتدريبات الميدانية، ودللت على ذلك بشروع اللجنة القومية لإدارة الأزمات والكوارث بمجلس الوزراء، إلى تعميم تجربة البحيرة، على المحافظات المختلفة، بيد أنه ومع أول اختبار حقيقي جاءت النتائج مخيبة للآمال، فكانت ساعة واحدة من الأمطار الغزيرة على مدينة إدكو كفيلة بكشف عجز الأجهزة المحلية، بعد أن غرقت شوارع المدينة وأصيبت بالشلل التام.

إهدار 14 مليون جنيه
"في الصيف الماضي، نُفذ مشروع شبكة صرف مياه الأمطار، رأيناه بأعيننا، وفور سقوطها غرقنا في شبر مياه"، هكذا أوضح علي محمود، الموظف، وأحد أهالي مدينة إدكو، الموقف، قائلًا "شهدنا أعمال الحفر للمشروع في شارع صلاح سالم، وشارع جمال عبدالناصر، غرب طريق المصيف، وكنا نعلم بتوقيع بروتوكول بين الوحدة المحلية، وإحدى شركات البترول كمشاركة مجتمعية، لكننا لم نشعر بأي نتيجة إيجابية".

بينما قال وائل سالم، من أهالي إدكو، إن المدينة غرقت في دقائق من الأمطار، رغم ما أعلنته المحافظة من استعدادات غير مسبوقة لكوارث الشتاء هذا العام، وصرف 14 مليون جنيه على مشروع صرف مياه الأمطار، أُهدرت دون جدوى للأسف".

فيما قال زكي زيتون إن الأمطار حبستنا، فلا نستطيع الخروج من بيوتنا، كان أولادي في الدروس، ولم يستطيعوا العودة إلى البيت إلا بالسير وسط بحيرات المياه التي حاصرتنا".

مات الحمار
في حين قالت منى عوّاد "صُعق حمار بالكهرباء، وأكثر من سيارة غرقت بالكامل، وتوقفت الحياة تمامًا"، متسائلة "أين سيارات الشفط التي رأينا صورها في الصحف، لماذا لم نراها عندما احتجنا إليها"، هكذا قالت منى عوّاد بغضب شديد، وأشارت إلى أن مجلس المدينة فتح البالوعات ليواجه الأمطار، لكنها لم تجدي نفعًا فلم تشفط المياه بل أضافت لها من مياه الصرف، وتركت البالوعات مفتوحة رغم الخطورة التي يمثلها ذلك علينا، خصوصًا أن مياه الأمطار تداريها عن العيون، فلا نستطيع رؤيتها، وتزداد احتمالات سقوط أحد بها".
استقبال العام الجديد بكارثة
من جهته قال المهندس مُحسن فوزي، نائب رئيس حزب المحافظين لشؤون الخدمات والتنمية المحلية، إن أهالي المدينة استقبلوا عام 2018 بكارثة.
وأضاف "نُهدي المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، صور المدينة التي تحوّلت إلى بحر يحول دون استمرار الحياة على طبيعتها، وندعوها إلى رفع المعاناة عن أهالي إدكو، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة التي جعلت المدينة شبه خالية، بحياة شبه متوقفة".
الوحدة المحلية مسيطرة على الموقف
من جانبه قال العميد خالد كشك، رئيس الوحدة المحلية لمدينة إدكو، في تصريحات لـ"مصراوي": "منذ الأمس ونحن بالشوارع حتى استطعنا حل المشكلة وصرف جميع تجمعات المياه، وتمت السيطرة على الموقف تمامًا".
وأضاف: " هناك محطتين للصرف بإدكو لم تتحملا غزارة الأمطار بالأمس، علاوة على أن نصف المدينة بدون شبكة صرف صحي، ومع ذلك استعين بالمعدات والسيارات للتغلب على الموقف، وهناك مشروع الآن لإنشاء شبكة صرف صحي بالنصف الآخر من المدينة الذي لا يوجد به شبكة صرف، ومن المقرر الانتهاء منه في نهاية العام الجديد".

فيديو قد يعجبك: