إعلان

"عمر السعدني".. حكاية الابن الوحيد لأبيه الذي استُشهد في سيناء

02:15 م الثلاثاء 12 سبتمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الدقهلية - رامي القناوي:

أحد عشر عامًا كانت الفترة الزمنية التي عمل بها الشهيد أمين شرطة "عمر السيد السعدني حسانين"، 36 عامًا، بشمال سيناء، ضمن قوات الأمن المركزي بسيناء، غير أنه تلك المرة عاد لأسرته شهيدًا ملفوفًا في علم مصر، ليجري تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في مشهد جنائزي مهيب.

"الفراق وحش لكن أنا أم الشهيد".. كانت تلك الكلمات التي رددتها والدته عند خروج الجثمان لتصر على ركوب سيارة الإسعاف بجانبه حتى وصوله إلى مثواه الأخير، وسط حالة من البكاء والحزن الشديدين.

أما مروة السعدني، شقيقة عُمَر فقالت: "حضر أخي صباح وقفة عيد الأضحى المبارك الى المنزل وأبلغنا بحصوله على إجازة لمدة 10 أيام، غير أن فائد المعسكر أرسل إليه إشارة عاجلة في المساء يطلب منه قطع الإجازة والعودة إلى عمله صباح أول أيام العيد، ما اضطره إلى تلبية النداء".

وأضافت مروة: "اتصل بنا ليعتذر عن عدم استمراره في الإجازة، وأكد أنه فور انتهاء المأمورية المكلف بها سيعود بإجازة طويلة يعوّض خلالها أيام العيد التي لم يستطع قضاءها وسطنا".. واختتمت حديثها في أسى: "لكن رجع لنا شهيد".

والتقط أطراف الحديث مصطفى السعيد، ابن عم "السعدني"، الذي قال إن الشهيد كان محبوبًا من الصغير قبل الكبير بالقرية، ورغم أنه وحيد والده، إلا أنه تطوع في الشرطة، ومنذ 11 عامًا وهو يخدم في منطقة شمال سيناء، ورفض الابتعاد عن والده ووالدته، فظل مقيما بمسقط رأسه.
وأضاف أن الشهيد لديه ثلاث بنات وطفل، أكبرهم "داليا" بالصف الأول الإعدادي، وكان متكفلاً بأسرته جميعا.

منصور إبراهيم، زوج أخت الشهيد، أكد أن القرية بأكلمها حزينة لفراق "عمر"، مشيرًا إلى أنه حصل على ترقية منذ ستة أشهر فقط وأصبح أمين شرطة، وأنه كان يعيش في بيت والده الذي يرعى زوجته وأولاده في غيابه، مؤكدا أنه لم يكن له دخول الجيش ولا الشرطة، إلا أنه تطوع ونال الشهادة.

كان المئات من أبناء مدينة المنصورة، شيعوا ظهر اليوم الثلاثاء، جثمان الشهيد أمين شرطة عمر السيد السعدي مصطفى الحسانين، ضحية الهجوم الإرهابي الذي استهدف 4 مدرعات شرطة وسيارة تشويش، أمس، على طريق العريش القنطرة الدولي بمدخل مدينة العريش.

وشارك في تشييع الجنازة الدكتور أحمد الشعراوي، محافظة الدقهلية، واللواء أيمن الملاح، مدير أمن الدقهلية، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية والمئات من أهالي قرية الشهيد بمركز أجا، ومواطنين بمدينة المنصورة.

وخرج الجثمان ملفوفًا بعلم مصر، فيما ردّد المشاركون في الجنازة هتافات منددة بالإرهاب ومؤيدة للقوات المسلحة، وأطلقت بعض السيدات خلال الجنازة الزغاريد.

فيديو قد يعجبك: