إعلان

السواحل والبصارطة والخياطة.. من هنا بدأت حكاية التطرف في دمياط

07:43 م الإثنين 21 أغسطس 2017

 دمياط - محمد إبراهيم:

على مدار أشهر مضت، شهدت محافظة دمياط عددًا من الأحداث المتطرفة التي كان آخرها ما تعرض له العقيد بهاء أبو الخير مدير إدارة تأمين الطرق بالمحافظة أمس من محاولة اغتيال، عقب مغادرته مسكنه متوجهًا إلى عمله في مدينة دمياط الجديدة، الأمر الذي أدى إلى إصابته وسائقه، بعد تبادل لإطلاق النيران مع ملثمين كانا يستقلان دراجة نارية، استهدفا الضابط بإطلاق 14 رصاصة على سيارته.

 ولم يكن هذا المشهد الأول تطرفًا الذي شهدته دمياط، خلال الفترة القليلة الماضية، إذ شهدت مدينة دمياط الجديدة في مارس الماضي عملية اغتيال شاب نفذها ملثمون، استهدفوه من سيارة كانوا يستقلونها، بينما وثق أحدهم بالفيديو عملية الاغتيال، وفق ما أفاد شهود عيان خلال التحقيقات في الواقعة.

وأعلنت حركة حسم الإرهابية -حينها- مسؤوليتها عن تنفيذ العملية التي راح ضحيتها محمد الزيني أمام منطقة "مساكن البنك"، وأرجعت الحركة الإرهابية العملية إلى ما ادعت أن القتيل "ارتكبه من جرائم قتل وتخريب خلال تظاهرات 30 يونيو"، وفق بيان للحركة.

وفي الشهر ذاته، لقي خفير نظامي بمديرية أمن دمياط مصرعه بعدما أطلق مجهولون أعيرة نارية عليه خلال تواجده في قرية البصارطة وجرى نقله إلى مستشفى دمياط العام لتلقي العلاج قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

بدايات في السبعينيات

وعرفت دمياط أحداث العنف منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، حينما ظهرت تجمعات للمنتمين للجماعات التكفيرية في قرى السواحل، والبصارطة، والخياطة، التي انتشرت ببعضها أيضًا تجارة المواد المخدرة والأسلحة.

 وفي قرية "السواحل" الواقعة بمركز كفر البطيخ، خرج عبد الفتاح أبو إسماعيل، رفيق سيد قطب والذي أعدم معه في القضية التي عرفت بـ "إعادة إحياء تنظيم الإخوان" في العام 1965، وخرج أيضًا بعده ابنه "نجيب" أحد أبرز شيوخ جماعة "التوقف والتبين"، والذي ألقي القبض عليه عقب مشاركته في اعتصام رابعة العدوية، ووجهت إليه تهمة تزعم خلية تكفيرية بلغ عدد أعضائها 8 أشخاص، كما أن القرية ذاتها شهدت توجه عدد من شبابها إلى دولة سوريا، أبرزهم عمرو عبد الرحمن الذي قتل في إحدى معارك الجيش السوري.

ولم تكن "السواحل" الوحيدة التي دخل المتطرفون بها في مواجهات عنيفة مع الدولة خلال السنوات الماضية، إذ كانت منطقة الشهابية في مدينة دمياط شاهدة في مطلع التسعينيات على واقعة شهيرة، أقبل خلال أحداثها عدد من عناصر "الجماعة الإسلامية" على حرق أكشاك لبيع الخبز، في تحد لقوات الأمن التي نجحت آنذاك في إلقاء القبض على 3 من قيادات الجماعة.

أما قرية "البصارطة" أو "كرداسة دمياط"، كما يطلق عليها أهالي دمياط، لما يُعرف عنها من ضمها عشرات من قيادات جماعة الإخوان، إلى جانب انتشار بؤر بيع المواد المخدرة والأسلحة النارية، فقد صعدت إلى قمة الأحداث بعد فض اعتصامي "رابعة والنهضة".

وقبل عامين، شهدت اشتباكات أسفرت عن مقتل خفير نظامي، جراء إصابته بطلق ناري. وبيّنت المصادر -وقتها- أنّ مستشفى دمياط العام استقبل جثث 3 من أنصار جماعة الإخوان، هم عمر سادات أبو جلالة، وعوض سعد بدوي، وباسم حشيش، كما استقبل عضوين من الجماعة هما: علي سامي الفار، ومحمد عياد.

وكانت قوات الشرطة نفذت حملة مكبرة لإلقاء القبض على عدد من الخارجين عن القانون والمطلوبين على ذمة التحقيقات في قضايا تتعلق بإثارة العنف والتحريض على الشغب والتظاهر دون تصريح، قبل أن تندلع هذه الاشتباكات مع أنصار الإخوان.

ومنذ واقعة اغتيال خفير البصراطة في مارس الماضي، كثفت الأجهزة الأمنية من تواجدها وحملاتها في القرية، التي زُرعت بها كاميرات مراقبة أمنية لمتابعة أوضاعها ونشاط البؤر الإجرامية بها.

والأمر نفسه في قرية "الخياطة"، التي نجحت قوات الشرطة في فرض سيطرتها على عناصر "الإخوان" فيها بعد ثلاثة أعوام من الاشتباكات والتظاهرات اليومية، إذ فرضت الأجهزة الأمنية حصارًا على الطريق الساحلي المار بالقرية من خلال الدوريات الأمنية والأكمنة الثابتة والمتحركة، وكثفت من التواجد الأمني في المناطق القريبة من بحيرة المنزلة المطلة على القرية.

وأطلق عدد من الأهالي بالقرية مبادرة ضد التطرف لمواجهة أي أعمال عنف والإبلاغ عن الجرائم التي من شأنها إثارة الفزع، الأمر الذي لاقى ترحيبًا خصوصًا بعد وصول قوات من الجيش قبل عامين إلى القرية وفرض إجراءات أمنية مشددة، إثر اشتباكات عنيفة بين أنصار جماعة الإخوان وأهالي بالقرية، على خلفية اتهامات متبادلة بالمسؤولية عن مقتل حارس للوحدة المحلية بالقرية، وهاجم عدد من أهالي القرية منزل محمد أبو موسى عضو مجلس الشعب الأسبق والقيادي الإخواني، انتقامًا لمقتل الحارس.

مدير الأمن: نواجه التطرف بمواطنه

من جانبه، أكد مدير أمن دمياط اللواء إيهاب خيرت، أنه يدرس الحالة الأمنية في المحافظة أولاً بأول، وخاصة الملفات الشائكة في عدد من القرى التي تشهد نشاطًا إجراميًا، مضيفًا: إن المديرية تواجه التطرف في مواطنه.

وفيما لفت مدير الأمن إلى أنه توجه إلى قرية الشعراء التي كانت مركزًا للاتجار في المواد المخدرة، وتفقد أيضًا "البصارطة"، وتابع تطورات الأوضاع بها، أشاد المحافظ الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه بمجهودات مديرية الأمن في إعادة ضبط الشارع الدمياطي، وخاصة فيما يتعلق بالقضاء على البؤر الإجرامية.​

فيديو قد يعجبك: