إعلان

الفوضى والبلطجة تحكمان مصيف رأس البر.. وأهالي: "البلد بقت طابونة" (صور)

08:15 م الإثنين 17 يوليو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

دمياط - محمد إبراهيم:

تحولت عروس المصايف المصرية إلى مدينة تسودها الفوضى والضوضاء، فبعدما كانت شواطىء رأس البر هدفًا للمصطافين في أنحاء الجمهورية منذ أكثر من 100 عام، أصبح المصيف في مدينة شرم الشيخ أو الغردقة أكثر نظافة وأرخص في النفقات. ووسط تبادل الاتهامات بين السماسرة وأصحاب الشقق والفيلات بات سعر الإقامة في الليلة الواحدة يتراوح ما بين 500 و3 آلاف جنيه. 

"مصراوي" يرصد آراء الأهالي المقيمين بالمدينة والمصطافين في السطور التالية:

حلم الأثرياء

في البداية يقول المستشار هاني أبو جلالة، من أهالي دمياط، إنه على الرغم من الجهود المبذولة لعودة الانضباط وجهود مجلس المدينة لتطبيق القانون إلا أن الجلوس على الشاطئ أصبح حلمًا بالنسبة لأسرة متوسطة الحال، مضيفًا: "دمياط أصبحت طابونة ورأس البر ليست لأهلها، لأن شمسية و4 كراسي في ساعة زمن بيساوي 200 جنيه، مين اللي معاه يدفع والمواطن الكادح اللي جاي يقعد بالشمسية والكراسي الخاصة به على الشاطىء لا يوجد له مكان، لأن البلطجة سيدة الموقف".

ويتابع أبو جلالة: "أسعار المشروبات ليس لها سقف، حسب المزاج وشكل الزبون والرقابة غير موجودة بالمرة، والإشغالات لا حصر لها بداية من أسواق 33 و63 و89 و101 وأصبح لا مكان للمواطن ليمشي على قدميه، وجرى إلغاء الحدائق والأرصفة التي احتلت بالشاشات وكراسي المقاهي بقوة البلطجة".

وفيما يتفق مع أحمد بيومي، صاحب محل بشارع النيل، يطالب المحافظ الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، بتكثيف التواجد الأمني في الأسواق والنزول إلى أرض الواقع ومتابعة سرقة التيار الكهربائي بنفسه على النيل وحتى منطقة اللسان، مؤكدًا أن هناك الكثير من حالات الإشغالات ويحكمها مافيا تتحكم في تسعيرة اليوم، على حد قوله.

سرقة التيار علنًا

ويضيف بيومي: "أيام الدكتور محمد فتحي البرادعي محافظ دمياط الأسبق كان مفيش حد يقدر يطلع إشغالات، لكن دلوقتي عربات الفيشار والآيس كريم والحلويات والسندوتشات بتدفع إتاوة وكل هذا تحت أعين شرطة المرافق، والإخبارية بتوصل قبل نزول الحملة مقابل الإكرامية".

ويلفت سامي هلال، من المقيمين برأس البر، إلى أن الخدمات المقدمة للمواطنين تراجعت بشكل كبير هذا الموسم، موضحًا أن دورات المياه العمومية غير موجودة على كافة الشواطئ، وجرى استغلالها كمقرات لفرق الإنقاذ، مضيفًا: "لو حبيت تدخل ابنك الحمام محتاج تدفع له 4 جنيهات، فدورات المياه "ليست مجانية حتى لو قاعد في الكافتيريا، وتقريبًا المحافظ مش عارف إن دورة المياه أساسية في أي مصيف".

ويؤكد هلال أن السماسرة يعكسون مظهرًا سلبيًا عن المدينة لكل الرواد الوافدين من المحافظات الأخرى، موضحًا أنهم يتواجدون بكثرة أمام المواقف بحثًا عن الزبائن وغالبًا ما يخدعونهم بأسعار وخدمات وهمية، وتابع: "النهاردة أقل شقة بـ 500 جنيه ولو قريبة من البحر بتعدي 2000 جنيه ومع ذلك هتلاقي الفوضى اللي بتحكم كل حاجة، في بورسعيد القريبة مننا يمكنك أن تدخل أي دورة مياه مجانًا".

هيئة تنشيط السياحة

سمير عثمان، وهو صاحب مكتب هندسي، يشير إلى حملة بعنوان "انقذوا رأس البر" أطلقت قبل أشهر بهدف تطوير المدينة، ويضيف: "لكنها لن تجدي فالأمر يسير إلى الأسوأ وسط تراخي المسؤولين وخصوصًا مجلس المدينة وشرطة المرافق. يجب على هيئة تنشيط السياحة العمل بجد للتعريف بالمصيف وجذب المصطافين إليه، واستحداث فعاليات ثقافية وفنية ومعالجة الفضائح المنشورة عن أكوام القمامة والتلوث البيئي".

وبيّن أن الكثير من الوافدين قرروا الإقامة في خيام ينصبونها على البحر في تحدٍ سافر لشكل المدينة الجمالي، وتابع: "المدينة تحولت إلى تلوث سمعي وبصري وسرقات وتسول وأسعار باهظة وإشغالات في كل شارع"، مطالبًا المحافظ بعقد اجتماع عاجل مع مدير الأمن والقيادات المعنية لوضع حلول سريعة لإنقاذ المصيف خصوصًا بعد تراجع أعداد المصطافين في الآونة الأخيرة وقبل أن ينطفئ بريق المدينة التي طالما كانت لها خصوصية في قلوب محبيها.

حملات تصدي للإشغالات

من جهته، قال رئيس مجلس المدينة، محسن عزيز، إن الجهود مبذولة لتوفير أفضل الأجواء للمصطافين وتحقيق الراحة والرفاهية، مشيرًا إلى أنه جرى إنقاذ مئات الأشخاص من الغرق منذ بدء الموسم وذلك بعد الدفع بـ 100 رجل إنقاذ، إلى جانب إعادة أكثر من 150 طفلاً تائهًا إلى ذويهم عن طريق الخيام المخصصة لذلك على الشواطئ.

وأضاف عزيز أن هناك حملات تستهدف الإشغالات الموجودة في الأسواق وكان آخرها يوم أمس في شارع 63 وحققت الهدف منها، وجرى تحرير محاضر للمخالفين، فضلاً عن حملات أخرى لمواجهة ظاهرة "البيتش باجي" ومصادرتها وإغلاق المكاتب المخصصة لتأجيرها.

وتابع: "في حال الإبلاغ عن أي شكوى نتحرك فورًا، ونعمل على تحقيق الصالح العام، ولا يمكن لأحد أن يمنع مواطن من الجلوس على الشاطئ".

أنا محافظ الجميع

وقال محافظ دمياط، الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، في حديث لـ"مصراوي": "لست ضد حملة إنقذوا رأس البر بل معها لأننا جميعًا محتاجين ننقذ المدينة لكن في النهاية أنا مسؤول عن كل الناس ولست محافظ فئة بعينها، ورجل عملي ولا أحب الفلسفة، زمان كان يأتي للمصيف 500 شاب لتأجير العشش من الخوص والاستمتاع بالطبيعة، واليوم يأتي 2 مليون شخص في الموسم".

وأضاف المحافظ: "مقدرش أقول لزوار اليوم الواحد زي ما بيقولوا أصحاب الحملة أنا هجيبكم بعد شاطىء النخيل وأعمل سور فاصل وسلك وتستمتعوا بالبحر وأقول لهم جمعوا القمامة قبل ما تمشوا، سيادة الرئيس قالي يوم ما اتعينت الشاطىء ملك لكل أهل مصر، مينفعش يبقى فيه تمييز".

وتابع: "الامتداد العمراني هو الحل، ولذلك قمت بإعطاء رخص للبناء خلال سنتين وبدأت أعمل رصف وصرف صحي وبيارات وجرى توصيل الكهرباء في المنطقة كما بدأنا إعادة تمهيد الطرق من جديد".

فيديو قد يعجبك: