إعلان

بالصور - معبد أبو سمبل.. وسر تغير موعد ظاهرة "التعامد" على وجه "الملك"

02:18 م الأربعاء 22 فبراير 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أسوان - إيهاب عمران:

في 22 فبراير من كل عام، تمضي احتفالية تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل دون أن يعرف كثير من المصريين عنها شيئًا؛ لذا تقدم "مصراوي" شرحًا وافيًا لكل ما يخص تلك الظاهرة، التي تحدث منذ آلاف السنين، بالإضافة إلى المعبد الذي تحدث فيه وتاريخه، خصوصًا أن الاحتفالية هذا العام تقام في مناسبة مرور 200 عام على اكتشاف معبد أبو سمبل، إذ نجح الإيطالي جيوفاني عام 1817 في اكتشاف المعبد بعد رفع الرمال التي كانت تغطية.

في المنطقة المعروفة في المعبد باسم "قدس الأقداس" جنوبي مصر تقطع الشمس مسافة 60 مترًا، لتضيء وجه 3 تماثيل هي من اليمين إلى اليسار: "رع حر آختي (إنسان برأس صقر إله الشمس عند المصريين القدماء)، ورمسيس الثاني (حكم من 1279 إلى 1213 ق.م)، وآمون رع (إله الشمس لدى المصريين القدماء)" بخلاف تمثال الرب بتاح (رمز العالم السفلي عند المصري القديم) والذي لا يضيء.

تعامد الشمس على الآلهة الثلاثة

عبقرية المصري القديم تجلت في أن الشمس تضيء ثلاثة تماثيل ولا تضيء الرابع المجاور، وهو أمر يمكن تفسيره في إطار معرفة ماذا يمثل الرب بتاح للمصري القديم، فبتاح يمثل رمزا للعالم السفلي، وهو العالم المظلم في عقيدة المصري القديم، ومن ثم فإن إضاءة هذا التمثال ستكون متناقضة مع وظيفته.

وفي معتقدات المصري القديم يمر الانسان خلال 24 ساعة من وفاته على العالم السفلي المظلم، وهناك يدخل في صراعات مع شخصيات شريرة ويساعده الرب بتاح وفقا لأعماله قبل الوفاة، وفي حال نجاحه في اجتياز هذه المرحلة يصل إلى العالم الأبدي، ولهذا السبب وجد تمثال بتاح في معبد أبو سمبل.

وتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني ظاهرة اكتشفتها في عام 1874 المستكشفة الانجليزية إميليا إدواردز والفريق المرافق لها، وسجلتها في كتابها المنشور عام 1899 (ألف ميل فوق النيل). ومنذ آلاف السنين الشمس تتعامد على تمثال رمسيس الثاني في قدس الأقداس داخل معبد أبوسمبل يومي "21 فبراير و21 أكتوبر"، وهما اليومين اللذين يقال إنهما يوافقان ذكرى مولد الملك وارتقائه العرش. لكن التاريخين تغيرا إلى 22 فبراير و22 أكتوبر بعد نقل المعبد في الستينيات لإنقاذه من الغرق في مياه بحيرة السد العالي.

جدارية الجاسوس

وما لا يلتفت إليه الكثيرون في معبد أبو سمبل، لوحة جداية على يمين المعبد تظهر مجموعة من الجنود وهم يضربون باستخدام العصا جاسوسا من الحيثيين، الذين حاربوا الملك "رمسيس الثاني" في معركة قادش الثانية، التي وقعت بين قوات الملك رمسيس الثاني ملك مصر والحيثيين بقيادة الملك مواتللي الثاني بمدينة قادش التي تقع على الضفة الغربية لنهر العاصي في سوريا جنوب بحيرة حمص بعدة كيلومترات، وهذه المعركة مؤرخة في العام الخامس من حكم الملك رمسيس الثاني 1274 ق.م.

ومن المفارقات أن هذا الجاسوس وهو أول جاسوس في التاريخ، قام بهذه المهمة كي يتم القبض عليه ويدلي بمعلومات خاطئة تضلل جيش الملك رمسيس الثاني في حربه مع الحيثيين.

معبد أبو سمبل

يقول نصر سلامة، مدير عام آثار أسوان والنوبة، إن معبد أبو سمبل يمثل إحدى معجزات الهندسة المعمارية في العالم القديم، فالمعبد منحوت فى الصخر بالكامل واستغرق بنائه حوالى 200 عام, وتم تنفيذ محور المعبد بحيث يسمح باختراق أشعة الشمس له إلى قدس الأقداس مرتين، موضحًا أن الأيدي العاملة بالكامل من العمال المصريين وكان الاتفاق أن لا يزيد سمك القطع عن 6 مللي، ونجح العمال المصريون في تحقيق أقل من هذا حيث بلغ سمك القطع 4 مللي فقط، وبلغ إجمالي عدد القطع حوالي 1142 قطعة بما يوازي 250 ألف طن.

ويشير "سلامة" إلى أنه في ستينيات القرن الماضي، نقل المعبد إلى بعد 210 متر غرب مكانة الأصلي ويرتفع حوالي 65 متر عن سطح الأرض، وشارك في بنائه حوالي 2000 عامل مصري، موضحًا أنه ترجع تسمية أبو سمبل إلى اسم فتي صغير كان يرشد المستكشفون لموقع المعبد، مما جعلهم يطلقون اسمة علي المنطقة كلها، مؤكدًا أن "مشروع الإنقاذ سيبقى شاهدًا علي عبقرية المصري قديمًا وحديثًا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان