إعلان

بالصور- "رضوى" وزميلاتها واجهن الزحام والتحرش بـ"الأسكوتر"

10:20 م الأربعاء 22 نوفمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد البدري:

استطاعت الشابة السكندرية رضوى جابر، في مدة زمنية لا تتجاوز العامين، تغيير وعي وثقافة شريحة كبيرة من المجتمع السكندري فيما يتعلق بقيادة البنات للدراجات البخارية أو "السكوتر".

قبل 3 سنوات قررت رضوى شراء دراجتها الخاصة بها، وقيادتها في شوارع الإسكندرية، غير عابئة بنظرات الدهشة التي لاحقتها في كل مكان تمر به، حتى أجبرت من حولها على تقبل الأمر كونه "مش عيب"، لتلهم العديد من الفتيات بتكرار التجربة.

قالت رضوى جابر في حديثها لـ"مصراوي": "تعلقت بقيادة الدراجات منذ الصغر، ومع صعوبة الانتقال في زحام المدينة فكرت أن أتعلم قيادة الدراجات البخارية والسكوتر لأتمكن من شراء واحدة خاصة بي تساعدني في التنقل بحرية سواء للدراسة أو العمل، وبينما أبدت والدتي تخوفها في بادئ الأمر من تعرضي لخطر جراء القيادة أو لمضايقات في الشارع شجعني والدي على شراء واحدة ودعمني كثيرا حتى اقتنعت والدتي أيضا بالفكرة".

أضافت رضوى: "مع مرور الوقت ازداد تعلقي بقيادة السكوتر خاصتي منذ قراري بشرائها قبل 3 سنوات، وساهم تعلمي لقيادة الدراجات منذ الصغر في إثقال مهاراتي بالقيادة، حتى أن الأمر شجع عدد من صديقاتي الفتيات لنقل التجربة وبدأنا في التنقل سويًا أثناء القيادة في الأوقات التي تناسب أغلبيتنا".

وتابعت قائلة: "مع مرور الوقت ظهرت بعض الأماكن التي تعلم قيادة الدراجات البخارية للفتيات بمقابل مادي، وتزامن ذلك مع طلب بعض المعارف مني تعليم بناتهم القيادة، ففكرت في مساعدتهم على التعلم بدون مقابل، وبالفعل نجحت الفكرة وزاد عدد المشاركات، حتى انضممنا إلى مجموعة سكندرية لمحبي قيادة الدراجات وفيها فرعًا مخصصًا لقائدات الاسكوتر".

وأشارت إلى أن فكرة قيادة الأسكوتر للفتيات رغم بساطتها إلا أنها لم تكن بالقرار السهل لدى البعض، لاسيما مع الصورة النمطية لدى شريحة كبيرة من المجتمع، التي ترى في مشهد فتاة تقود دراجة بخارية غير مألوف أو مرفوض، وهذا الأمر كان بمثابة تحدي آخر للفتيات اللائي وجدن في قيادتهن نوعًا من الاستقلالية وكذا وسيلة للحد من المضايقات التي قد يتعرضن لها في المواصلات العامة.

وعن تجربتها في مواجهة رد فعل المواطنين في الشارع، قالت رضوى إن الأمر كان صعبًا قبل سنوات قليلة، إلا أنه سرعان ما تحول لمشهد مألوف خصوصًا وأن ثقافة الغالبية السكندرية ساهمت في قبول قائدات الإسكوتر في وقت قليل، "وبتنا نسمع عبارات التشجيع من قائدي السيارات أثناء قيامنا بالجولات المعتادة في شوارع الإسكندرية".

وأفادت رضوى أنها شاركت وزميلاتها في عدد من المسيرات الخاصة بقائدي الدراجات ضمن مجموعتين تضم شباب وفتيات في الإسكندرية بخلاف مجموعات التواصل الاجتماعي التي دشنتها الفتيات، ليكن على تواصل مستمر في حالة تعرض إحداهن لأي مشكلة فنية أو عطل أثناء القيادة، قائلة: "أي زميلة تتعرض لمشكلة تكتب على الصفحة الخاصة بنا وتتلقى المساعدة من باقي أفراد المجموعة سواء بالنصيحة أو بالانتقال إلى موقع تواجدها لمساعدتها".

وعن أبرز المواقف التي تعرضت لها وزميلاتها، قالت إنها شاركت وزميلاتها في زفاف إحدى عضوات المجموعة، إذ فوجئ أهالي العروسين بطابور عرض للدراجات تقوده الفتيات اللائي تشكلن موكب مروري أشبه بالمواكب الرسمية، ما لاقى استحسان كبير من المواطنين نظرًا لغرابة المشهد الذي لم يكن مألوفًا لديهم من قبل.

وأوضحت أنها وزميلاتها لازلن يشاركن في العديد من الفعاليات الرياضية الخاصة بالدراجات البخارية، والتي يتم تنظيم غالبيتها بطول كورنيش الإسكندرية، بهدف الترويج لوجودهن ليألفهم المارة ويعتادوا على وجودهن وهو ما سينعكس أيضًا على الترويج لثقافة المجتمع السكندري بأكمله من ناحية قبول الآخر واعتياد الأمور الإيجابية غير المألوفة.

فيديو قد يعجبك: