إعلان

بالصور- في الذكرى السادسة للثورة.."مصراوي" في منزل أول شهداء 25 يناير بالسويس

12:46 م الأربعاء 25 يناير 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس-حسام الدين أحمد:

"ما من مدينة ارتبط التاريخ بها كما ارتبط بالسويس " جملة قالها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في أحدى زياراته لمدينه السويس، ولم يكن يعلم حينها أن دماء الشهيد مصطفى رجب التي سالت بميدان الأربعين مساء يوم 25 يناير، ستكون مدادا يكتب فصلا جديدا في تاريخ مصر، فذكريات المكان وبصمات الزمان على أرض السويس كتاريخ المدينة دائما ما تعتمد على التوازن.

في مثل هذا اليوم قبل ستة أعوام ومع دقات السابعة والنصف مساء كان دوى الرصاص يملأ أرجاء ميدان الأربعين والمناطق المجاورة له حتى مسجد الأربعين، وأثناء ذلك سقط مصطفى رجب أول شهيد في ثورة 25 يناير بعدما تلقى ثلاث رصاصات استقرت في جسده، لتكون دماءه بداية الطوفان الذي أغرق نظام مبارك، وأزاحه وزبانيته من الحكم .

في الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، "مصراوي" توجه لمنزل مصطفى، حيث تقيم والدته وشقيقاته في شقة بسيطة بحي الجناين، كانت صورته فى كل مكان، فى كل مره بزي مختلف، ينظر فى أحداها الى السماء ، ثم يرتد بصره مرة اخرى أليك وكأنه يحدثك، فتشعر أن مساحة ذلك المكان هي متحفاً لذكرياته أو بالأحرى لذكراه، أما حجرته فهي مكان محرم على أحد دخوله، إلا لأم مصطفى .
استقبلتنا كوثر ذكى أم الشهيد _ 60 سنه، وعلى وجهها علامات الإجهاد، وقد كانت عائدها لتوها من جلسة غسيل بالمستشفى، حيث أنها مصابة بالفشل الكلوي منذ 6 سنوات .
ما زالت ترتدى الزي الأسود، تستقبل به كل من يطرق باب منزلها منذ مساء يوم 25 يناير، اتخذته وشاحا يحجب عنها برد النسيان، كلماتها بسيطة كحالها لكن لهجتها تحمل الشعور بالرضاء والعند فى آن واحد، رضاء بقدر الله، وليكون "مصطفى رجب" كلمة السر التى تردد على الملأ فى ميادين مصر ( مصطفى رجب يا ولد .. دمك هيحرر بلد).
بدأت أم مصطفى حديثها بالترحم على شهداء ثورة 25 يناير، وشهداء القوات المسلحة ورجال الشرطة ضحايا الإرهاب في سيناء، ودعت أن يلهم الله اسرهم الصبر على فراقهم، وان يرد حقهم ويقضي الجيش على الإرهاب في هذا الجزء الغالي من ارض الوطن .
وقالت أم الشهيد: بالرغم أن ثورة 30 يونيو خلصت مصر من نظام الجماعة الإرهابية إلا ان المصريين ما زالوا يعانون منها وتذكرت توعد البلتاجي وهو يشير بأصبعه في اعتصام رابعة ان اعمال الإرهاب ستتوقف في سيناء اذا سمح لهم الرئيس السيسى بالعودة للنظام مرة أخرى.

وعن ثورة يناير أكدت أنها كانت بدون قائد أو زعيم، لكن الاخوان كانوا اكثر الكيانات تنظيما، فقفزوا على الثورة مستغلين تشتت القوى السياسية والأحزاب وشباب الثورة، إلا أن ثورة 30 يونيو اعادت تصحيح المسار واعادت المسار الثوري لطريقة الصحيح.

قطع حديثنا طرق باب الشقة، فتحت ما مصطفى، فوجدت ضابط برتبه رائد بالجيش الثالث الميداني، قد حضر حاملا هدية من اللواء أ .ح محمد رأفت الدش قائد الجيش الثالث، بمناسبة ذكري ثورة 25 يناير، كما حضر وفد من المحافظة لتسليم أم أول شهيد هدية من اللواء أحمد حامد محافظ السويس، واستقبلت الام الهديتين، بالشكر

استكملت أم الشهيد الحديث وهى تحتضن حفيدها مصطفى الصغير، والذى حمل بعضا من ملامح خاله، فكان يوم مولده في السادس من أكتوبر عام 2011 ، متمنين أن يكون له شأن كبير مثل خاله الشهيد .

وقالت ام الشهيد، ان ارتفاع الأسعار ارهق الناس كثيرا، وكانوا يأملون بعد ثلاث سنوات من ثورة 30 يونيو أن تكون الأحوال أفضل من ذلك، ولكن ما يعوض ذلك هو بعض المشاريع القومية والمدن الجديدة التي يتم انشائها في ربوع مصر، وقد ساهمت بشكل نسبى في تشغيل ألاف الشباب.

واستطردت قائلة، إلا أن قطار التنمية تأخر في وصوله للسويس، لافته ان جارتها محافظة بورسعيد تحتضن الان عدة مشاريع كبرى، سوف تساهم في القضاء على البطالة هناك، وتمنت ان تشهد السويس مشروعات مماثلة في اقرب وقت ويتم الاستعانة بأبناء المدينة الباسلة في انشائها وتشغيلها.

وأعربت ام مصطفى عن استيائها ممن يصفون ثورة يناير بانها مؤامرة، وقالت أن تجاهل بعض المسؤولين في الدولة لأسر شهداء الثورة هو ما دفع هؤلاء بالتجرأ على الثورة التي أطاحت بنظام مبارك الفاسد

وأشارت ان هناك مسؤولين يقولوا أسر الشهداء تم تعويضهم، وقالت " أن الأموال والتعويضات لن تغنيهم عن الدماء الطاهرة التي سالت، فليأخذوا اموالنا وما لنا وما علينا، ويتركوني فقيرة، وفى المقابل يقتصوا لأبنى من مبارك ومن كل من افسد وأهدر دماءه وخرب مصر في عهده "

وطالبت المسؤولين في مصر أن يحدثوا ضمائرهم ويسالوا أنفسهم ماذا قدموا للثورة، واين هو حق الشهداء، فلو مات الضمير في قلوبهم ماتت الثورة، ولو ماتت ثورة يناير فلن ينصلح حالنا.

في غرفته تحتفظ بأخر هديه، معطف أسود أحضره مصطفى في ذلك اليوم، تركه داخل الحقيبة، لم يخرجه، كان يريد أن يفاجئها به، وقبل أن يغادر الى عمله مساء يوم استشهاده سلمه لها وأصر أن ترتديه أمامه، لكنها اشتغلت بفروض المنزل.. وتروى انه وقف واضعا يده على الباب وقال لها : " يعنى مش هتلبسيه يا ماما، براحتك ، انا كان نفسى اشوفه عليكي قبل ما أنزل" ، فأجبته سأرتديه وعلية بنطلون جينز واخرج معاك، فضحك وودعها، ولم تكن تدرى أنه اخر طلب وأخر ابتسامه "

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان