بالصور- مياه المجاري والقمامة تهدد مرضى مستشفى أبو قير العام بالموت

الإسكندرية – محمد أحمد:

أكوام من القمامة على جانبي طريق مفروش ببِركة من مياه الصرف الصحي تتصاعد منها روائح كريهة، وتحاصرها عدد كبير من الـ "تكاتك" والعربات "الكارو"، لم يكن هذا مشهدا مأسويا من مسلسلات الدراما الرمضانية، بل واقعا ملموسا يمكنك أن تراه يوميا حول مستشفى أبو قير العام شرقي الإسكندرية، الذي يخدم آلاف المواطنين البسطاء في الأحياء المحيطة به.

أسوار المستشفى تتحول لمقلب قمامة وبركة "مجاري" وموقف "تكاتك"
"مصراوي" حاول عن قرب رصد الحالة المتردية التي تعانيها المستشفى العام بمنطقة أبو قير، حيث ظهرت أسوار مستشفى كمقلب للقمامة التي حاصرت المداخل والمخارج مما يعرضها من الداخل بانبعاث روائح كريهة وضارة صحيا وانتشار الحشرات والفئران بداخلها.

مع الاقتراب أكثر ظهر المشهد أكثر وضوحا، بعد أن حاصرت بحيرات مياه الصرف الصحي أسوار ومداخل المستشفى، وصول لساحتها الداخلية مما تسبب في إعاقة المرضى والأهالي وكذلك الأطباء والعاملين بالمستشفى عن الدخول،وتسبب تراكم المياه الملوثة في نشر الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضارة، وسط العددي من شكاوى الأهالي.

المشهد الدرامي لم ينته بعد، فإذا كانت لديك حالة حرجة تحاول توصليها لتلقي العلاج بالمستشفى، فتأكد أنها ستكون مهمة صعبة، بعد أن تحول الشارع الرئيسي المؤدي للمستشفى إلى موقف عشوائي للـ"توك توك" وأيضا بعض العربات "الكارو" الملوثة بروث الخيول التي تقطرها، لتضيف واقعا مأسويا جديدا للمشهد العام.

عاملون بالمستشفى: محاصرون بالأمراض
وفي محاولة للتواصل مع طاقم العاملين بالمستشفى للوقوف على الأسباب، أكدت "دعاء. ع"، إحدى المشرفات على طاقم التمريض بأن أوضاع المستشفى تطورت بشكل كبير لتصبح في تلك الصورة المتدنية، لافتة إلى أن عدد كبير من الأطباء والعاملين بالمستشفى بالإضافة إلى بعض المواطنين المترددين عليها، حاولوا مرارا وتكرارا مخاطبة الجهات التنفيذية بدءا من حي المنتزه ثان وصولا إلى محافظ الإسكندرية، للتدخل الفوري لإنهاء هذه المشكلة التي توثر على الجميع وليس بيد طاقم المستشفى أي حيلة لعلاجها.

صحة الإسكندرية: "المشكلة ليست لدينا"
أوضح مصدر مسؤول بمديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية، أن الأزمة التي تعانيها مستشفى أبو قير العام ليست الوحيدة، حيث توجد أكثر من مستشفى عام في مناطق مختلفة بالمحافظة تعاني مشكلات مشابهة، مبينا أن المديرية وكافة الجهات التابعة لها منوط بها حل الأزمات التي تقع داخل أسوار المستشفى حال حدوثها وليس ما يحدث خارجها.

وأشار إلى أن إدارة المستشفى أرسلت عشرات الخطابات إلى إدارة حي المنتزه ثان و الأجهزة التنفيذية المختصة لحل أزمة الموقف العشوائي والقمامة، ولكن دون جدوى، مؤكدا أن العاملين بالمستشفى حالهم مثل حال المواطنين المترددين عليها من حيث التضرر بالأوضاع المتدنية المحيطة بهم.

أما عن أزمة مياه الصرف التي حاصرت، قال الدكتور مجدي حجازي، وكيل أول وزارة الصحة بالإسكندرية، إن مياه الصرف الصحي بمنطقة شرق الإسكندرية تعد مشكلة عامة بكل المنطقة وليس خاصة بالمستشفى فقط وذلك بعد حدوث كسر بالماسورة الرئيسية للصرف المارة بشارع 30 بمنطقة العصافرة، شرقي المحافظة.

أضاف "حجازي"، في تصريحات له، أنه قام بمخاطبة الأجهزة المختصة من رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية ورئيس حي ثان المنتزه للعمل على سرعة أيجاد حل لتلك الأزمة، وأنهم أكدوا له أن العمل جاري سريعاً على حلها، مبينا أن شركة الصرف الصحي دفعت بعدد من سيارات شفط المياه إلى المستشفى لسحب المياه المتراكمة من أمامها بشكل مؤقت لحين العمل على إصلاح الكسر بماسورة الصرف.

رئيس شركة الصر: المشكلة عامة
وبالتواصل مع شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، قال اللواء محمود نافع، رئيس الشركة، إن المشكلة تعود لكسر الماسورة الرئيسية بشارع 30 بمنطقة العصافرة، لافتاً إلى انه جاري العمل وسيتم الانتهاء من عمليات الإصلاح خلال 10 أيام من الآن بحد أقصى.

رئيس حي المنتزه ثان "بيكنسل"
وفي المقابل حاول مراسل "مصراوي" الاتصال أكثر من مرة باللواء عادل سلامة رئيس حي المنتزه ثان الكائن بنطاقه مبني مستشفى أبو قير العام، لمنح الجهة التنفيذية المختصة حق الرد، إلا أن المحاولات إجراء المكالمات الهاتفية باءت بالفشل لعدم الرد، وكذلك لم يقم رئيس الحي بالرد على الرسائل المرسلة له عبر الهاتف للتحدث عن الأزمة.