إعلان

درسٌ من الماضي لمستقبل الصراع.. هل تنجح استراتيجية ترامب في ردع إيران مرة أخرى؟

03:57 م الأربعاء 07 فبراير 2024

الولايات المتّحدة و إيران

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد صفوت:

أصبح السؤال الأكثر إلحاحًا داخل دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، هل سترد إيران في حال وجهت لها واشنطن ضربة عسكرية كبيرة أم يردعها الهجوم المباشر؟

تسلط وكالة "بلومبرج" في تحليل لهال براندز الزميل في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، عن خطورة انخراط واشنطن في صراعات مع أذرع إيران في المنطقة من لبنان مرورًا بسوريا والعراق وصولاً إلى اليمن، حيث أصبح هذا السؤال مطروحًا بقوة داخل دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة.

منذ اندلاع الحرب في غزة، استهدفت عشرات الهجمات القوات الأمريكية في المنطقة، وشن الحوثيون هجمات على السفن في البحر الأحمر، ما دفع واشنطن لتشكيل تحالف عسكري بحري لردع الحوثيين وتأمين الممر الملاحي، ثم انخرطت في هجمات على أهداف في سوريا والعراق بعد استهداف قاعدة أمريكية قتل خلالها 3 جنود وأصيب نحو 25 آخرين.

اغتيال قاسم سليماني

يرى الكاتب، أن السؤال يزداد خطورة يومًا بعد يوم مع انخراط واشنطن في المنطقة، ويعتقد أن الإجابة على هذا السؤال تقضي العودة إلى ما حدث منذ اغتيال قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني في ضربة أمريكية بمطار بغداد، بعد استهدافات لمصالح واشنطن في المنطقة من قبل جماعات موالية لطهران.

يشير الكاتب في تحليله، إلى أن العديد من المراقبين في واشنطن يرون أن اغتيال سليماني، أثبت أن إيران لا تسعى لتصعيد المواجهة مع واشنطن، وعليه فإن تكثيف الهجمات الأمريكية على المصالح الإيرانية هو أفضل طريق لكبح جماحها.

يواصل الكاتب حديثه عن عملية اغتيال سليماني، قائلاً، إن الدرس الحقيقي أكثر تعقيدًا وهو أن أمريكا تستطيع بالتأكيد توجيه ضربة قوية لإيران، لكن في حال كانت مستعدة لصد الضربة المضادة من طهران.

يشرح الكاتب، أن اغتيال قائد فيلق القدس، جاء في إطار التنافس بين واشنطن وطهران المستمر منذ عقود، خاصة مع تصاعد التوتر بينهما في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات على إيران، ما دفع طهران إلى الرد بتكثيف تحركاتها في الشرق الأوسط.

استعادة قوة الردع الأمريكية

يسرد التحليل عددًا من الوقائع التي استهدفت فيها إيران مصالح واشنطن بالمنطقة أو نفذت جماعات موالية لها هجمات على القوات الأمريكية، ما أدى في النهاية إلى عملية اغتيال سليماني، في مطلع عام 2020.

يشير الكاتب إلى أن العملية كانت قوية وغير متوقعة وفاجأت المراقبين الإيرانيين والأمريكيين على حد السواء.

ويواصل في تحليله، قائلاً: "كما هو الحال حاليًا، انطلق وكلاء إيران في مهاجمة المصالح الأمريكية بالمنطقة"، مضيفًا أن طهران اتبعت خطة التستر خلف ستار الإنكار والنفي.

ويرجح الكاتب أن ترامب وقتها مثل بايدن حاليًا لم يكن يرغب في الانجرار إلى صراع كبير مع طهران لكنه بحاجة إلى استعادة قوة الردع الأمريكية.

يقول إن ترامب كان يرغب في تأكيد قدرة بلاده على استهداف كبار القادة الإيرانيين من خلال قتل قائد الحرس الثوري، الذي كان يتولى مجموعة مهام تشمل التجسس وتنفيذ العمليات الخاصة والاتصالات الدبلوماسية السرية.

استراتيجية ترامب

يرى التحليل، أن استراتيجية ترامب نجحت وقتها، ويوضح أن طهران ردت على مقتل سليماني، بقصف قاعدة أمريكية في العراق وإسقاط طائرة مدنية عن طريق الخطأ في ظل تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة، لكن تلك التحركات جاءت بعد فترة كافية تسمح للاستخبارات الأمريكية بجمع معلومات عن تحركات إيران.

المعلومات التي جمعتها الاستخبارات العسكرية الأمريكية سمحت بإغلاق قاعدة عين الأسد التي استهدفتها طهران قبل القصف الإيراني، وبعد الرد الذي لم يسفر عن سقوط أي قتلى في صفوف الأمريكيين، قالت إيران إنها لا تريد تصعيد المواجهة مع الولايات المتحدة.

من بين الخيارات المطروحة على صناع القرار في واشنطن، شن هجمات ضد عناصر إيرانية في سوريا والعراق بما فيهم كبار قادة فيلق القدس، وربما استهداف عناصر داخل إيران، في محاولة أمريكية لكبح جماع طهران وأذرعها بالمنطقة.

ويرجح الكاتب أن تساعد هذه التكتيكات إدارة الأزمة الحالية من خلال تذكير المسؤولين في طهران، كما فعل ترامب منذ أربع سنوات، بمدى الخطر الوجودي الذي تواجه بلادهم إذا ما دخلت صراعًا مفتوحًا مع قوة عظمى.

واختتم التحليل بالقول، إن اغتيال سليماني كان حلقة ضمن حلقات الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران في الصراع الاستراتيجي المستمر بينهما، وفي حال أرادت واشنطن توجيه ضربة كبيرة إلى طهران، فعليها الاستعداد للهجوم الإيراني المضاد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان