إعلان

كيف تستفيد روسيا من انسحاب أمريكا من معاهدة القوى النووية؟

12:58 م السبت 02 فبراير 2019

بوتين وترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة ستعلّق المشاركة في معاهدة الحدّ من الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى "آي إن إفط، وهي اتفاقية وقعتها الولايات المتحدة مع روسيا في عام 1987 ساعدت على إبطاء سباق التسلّح.

وبموجب هذه المعاهدة، التي وقعها الرئيس رونالد ريجان، التزم الطرفان بالقضاء على الصواريخ التي يبلغ مدى إطلاقها من 500 كم إلى 5500 كم، بالإضافة إلى القاذفات والمنشآت والمعدات الإضافية الخاصة بها.

ساعدت هذه المعاهدة في تخفيف سباق التسلح النووي أثناء الحرب الباردة بينما قللت إلى حد كبير خطر نشوب حرب نووية في أوروبا.

وفي إعلانه؛ قال بومبيو إن روسيا انتهكت المعاهدة لسنوات "دون ندم"، مضيفة "من واجبنا أن نستجيب بشكل مناسب"، ولكن بدلاً من العمل مع حلفائنا لصياغة خطة شاملة لمحاسبة روسيا والضغط عليها مرة أخرى، فإن إدارة ترامب عرضت على روسيا مخرجًا سهلاً.

وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن روسيا تنتهك معاهدة الأسلحة النووية من خلال تطوير ونشر صواريخ جديدة يمكن أن تصل رؤوسها النووية لأهداف أوروبية، بما في ذلك القواعد العسكرية الأمريكية.

وأضافت الشبكة الإخبارية، أن هذا الأمر "يتطلب استجابة قوية وفعّالة، لكن بدلا من ذلك، لعبت إدارة ترامب اليمين دورًا في صالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

واستطردت: "بالإضافة إلى منح روسيا حرية بناء ونشر عدد غير محدود من الصواريخ متوسطة المدى التي يمكن أن تكون مزودة بأسلحة نووية، فإن الانسحاب من المعاهدة سيسمح لبوتين بتحويل المسؤولية وإلقاء اللوم على الولايات المتحدة بسبب انهيار المعاهدة وأي من هذه الصواريخ، وأي سباق تسلّح قادم".

وترى الشبكة أنه في الوقت الذي أصدر فيه الناتو بيانًا يعلن فيه تأييده لقرار الولايات المتحدة، فإنه يقوم بالتدقيق على الانقسامات داخل الحلف، والتي لن ستتفاقم بمرور الوقت.

وفقًا للشبكة الأمريكية، فإن الانشقاقات داخل حلف الناتو لن تؤدي إلا إلى "المزيد من الأهداف الجيوسياسية طويلة الأمد لصالح بوتين".

وترى الشبكة أن الرئيس الأمريكي كان بإمكانه أن يتفادى ذلك من خلال التعاون الحقيقي مع حلفاء واشنطن في حلف الناتو، للضغط بشكل مشترك على روسيا من البداية، مشيرة إلى أن العديد من الحلفاء اقترحوا خيارات لمعالجة الانتهاك وضمان الامتثال الروسي في محاولة للحفاظ على المعاهدة.

كما أخبر حلفاء واشنطن –بحسب ما نقلته الشبكة عن مصادر لوكالة رويترز- أن إدارة ترامب منعت مناقشة الناتو فيما يتعلق بمعاهدة الأسلحة النووية، ولم تقدم سوى المعلومات الأكثر ندرة خلال العملية، والآن تقف الولايات المتحدة في طريقها إلى استكمال الانسحاب ما لم تمتثل روسيا للمعاهدة خلال 180 يومًا.

بعد أسابيع فقط من إعلان بومبيو في ديسمبر أن الولايات المتحدة تنوي الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية، أصدر وزير الدفاع آنذاك جيمس ماتيس توبيخًا قويًا يتعلق بسياسة ترامب الخارجية، مؤكدًا على أهمية دعم حلفاء الولايات المتحدة.

وقال ماتيس: "أحد المعتقدات الأساسية التي طالما كنت أؤمن بها هو أن قوتنا كأمة ترتبط ارتباطًا لا ينفصم بقوة نظامنا الفريد والشامل للتحالفات والشراكات." "في حين أن الولايات المتحدة لا تزال أمة لا غنى عنها في العالم الحر، لا يمكننا حماية مصالحنا أو خدمة هذا الدور بفعالية دون الحفاظ على تحالفات قوية وإظهار الاحترام لتلك الحلفاء".

من خلال الانسحاب من المعاهدة، أهدر ترامب فرصة للاستفادة القصوى من أقوى تحالف في العالم وإرسال رسالة قوية لبوتين، على حد قول "سي إن إن" التي ترى أن إدارة ترامب زعزعت مصداقيتها بين حلفائها الأوروبيين الذين يواجهون الآن احتمال وجود صواريخ روسية جديدة مُسلحة نوويًا تستهدفهم.

انتقدت الشبكة الأمريكية الرئيس ترامب، قائلة إن هذه هي أحدث خطوة في نمط إدارة ترامب للتخلي عن الأدوات الدبلوماسية التي منعت الحرب النووية لمدة 70 عامًا، مشيرة إلى انسحابه من اتفاق باريس للمناخ والذي أثبت أنه يتبع قرار الإدارة الأحادي الجانب.

وتشير الخطوة الأخيرة أيضًا –بحسب الشبكة- إلى أن الإدارة قد تكون مُنفتحة على التراجع عن الاتفاقات الأخرى المُتعلقة بتحديد الأسلحة النووية، بما في ذلك معاهدة ستارت الجديدة لعام 2011، التي تتيح التحقق من الترسانات النووية لكل من الولايات المتحدة وروسيا، ومن شأن الانسحاب أن يطلق العنان لسباق تسلح نووي محظور، ويهدد الأمن الأمريكي ويحتمل أن يؤدي إلى زيادات هائلة في الإنفاق على الأسلحة النووية.

وأكدت الشبكة أنه "ينبغي على الولايات المتحدة ألا تتسامح باستمرار انتهاكات روسيا، لكن تهميش الدبلوماسية كما فعل الرئيس ترامب، لن يدفعنا إلا إلى سباق تسلّح خطير ومكلف".

ولفتت إلى أهمية أن تتجه واشنطن إلى العمل مع حلفاء الناتو من أجل ردّ قوي يتضمن العواقب الاقتصادية والدبلوماسية التي لا يستطيع بوتين تجاهلها "كفرض عقوبات إضافية على روسيا".

وحثّت (سي إن إن) في تقريرها الكونجرس الأمريكي على ألا يسمح لإدارة ترامب بـ"إغراق الولايات المتحدة في سباق التسلح النووي في القرن الـ21".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان