إعلان

"قناة السويس الروسية" أصبحت حقيقة قبل أيام.. كيف ستتأثر مصر؟

12:00 م الأحد 09 سبتمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة - مصراوي:

في جو ملبد بالغيوم ودرجة حرارة أقل من 50 مئوية تحت الصفر، أبحرت أول سفينة تجارية ضخمة تحمل حاويات عبر طريق القطب الشمالي، في مسار تجريبي يرى البعض أنه يمكن أن يمثل بديلا عن قناة السويس المصرية بين قارتي آسيا وأوروبا، ويغير مسار التجارة البحرية العالميه.

فهل يهدد المسار البديل الذي أطلق عليه "قناة السويس الروسية"، قناة السويس المصرية؟

من المتوقع أن تبدأ عملية التغيير بين شهر يوليو أو اكتوبر نظرا لتسارع حركة التجارة، باﻹضافة إلى التغييرات المناخية التي أشارت إليها صحيفة واشنطن بوست.

تقول الصحيفة إنه رغم أن قناة السويس تعتبر أقصر طريق للتجارة البحرية بين أوروبا وآسيا حاليا، إلا أن روسيا لا تزال تطمح في تطوير ذلك الممر الشمالي، مستفيدة في ذلك من التغير المناخي الذي بات يذيب الثلوج بالمنطقة على مدار 3 أشهر في العام.

وحفرت مصر في 2015 مجرى ملاحيا جديدا بطول 35 كيلومترا، إضافة إلى توسعة وتعميق مسافة مماثلة تقريبا في المجرى القديم لقناة السويس الذي يبلغ طوله نحو 190 كيلومترا، بتكلفة بلغت أكثر من ثمانية مليارات دولار.

أدت القناة الجديدة إلى زيادة في أعداد السفن المارة في المجرى الملاحي الذي يربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، فضلا عن تقليل مدة رحلة السفن من 22 ساعة إلى 11 ساعة.

ووفقا لواشنطن بوست فإن سفناً تجارية روسية وصينية لديها مصالح وآمالًا على هذا المسار الجديد ليصبح بديلا عن قناة السويس، والذي يستهلك أسابيع وتكاليف وقود هائلة، للتحرك بين الموانئ في أوروبا وآسيا والأمريكتين، ما يشكل صعوبة وربما استحالة الاستغناء عن قناة السويس.

انطلقت سفينة البضائع "فينتا ميرسك" التابعة لشركة "ميرسك" الدنماركية في 23 أغسطس، من ميناء فلاديفوستوك شرقي روسيا، بحسب واشنطن بوست.

كانت السفينة التي حملت 3600 حاوية، في طريها لاجتياز مسار البحر الشمالي عبر مضيق بيرينغ بين روسيا وآلاسكا ، قبل أن تمضي غربا على طول الساحل الروسي وصولا إلى سان بطرسبرج في نهاية سبتمبر.

وشهد هذا الطريق زيادة في حركة المرور خلال أشهر الصيف، حيث تسير رحلات النفط والغاز بانتظام.

ومن المقرر أن تعبر السفينة هذه المسافة في 23 يوما، إذ من المنتظر أن تصل إلى وجهتها في 22 سبتمبر الجاري، قاطعة 7 آلاف و200 ميل بحري.

فعلى سبيل المثال تبلغ المسافة بين ميناءي يوكوهاما الياباني وروتردام الهولندي، وهو أحد المسارات التجارية بين أوروبا وآسيا، أكثر من 20 ألف كيلومتر عند استخدام طريق قناة السويس.

وعلى الرغم من أن هذه المسافة تنخفض إلى 12 ألف كيلومتر عند استخدام القطب الشمالي، فإن الممر الشمالي يعمل فقط من يوليو إلى أكتوبر خلال العام، بينما تعمل قناة السويس على مدار السنة.

قالت شركة ميرسك إن هذه الرحلة تهدف إلى اختبار مسار جديد للشحن البحري وجمع البيانات عنه، ولن يتبعها على الأرجح رحلات أخرى مماثلة في المستقبل القريب.

تواجه "قناة السويس الروسية" عقبات كبرى، أهمها البيئة شديدة الصعوبة في القطب الشمالي، لا سيما في الشتاء الذي تنخفض فيه درجة الحرارة إلى ما دون 50 تحت الصفر، الأمر الذي يعطل عمل المحركات.

وتقف الثلوج عائقا ثانيا أمام هذا المسار، إذ تتسبب في تعطيل حركة الملاحة طوال أيام السنة تقريبا، ما يعيق التخطيط لتسيير رحلات بشكل منتظم.

أما التحدي الثالث فهو أن كلفة استخدام ممر البحر الشمالي أكثر تكلفة من قناة السويس المصرية، ويعود ذلك إلى انخفاض سرعة النقل واحتمالات التأخير بسبب الظروف الجوية المتغيرة.

ولهذه الأسباب وغيرها يستبعد خبراء في التجارة الدولية أن يكون لـ"قناة السويس الروسية" الجدوى الاقتصادية المقبولة، التي تدفع شركات الشحن التجارية العملاقة إلى استخدامها مسارا بديلا عن قناة السويس في مصر.

فيديو قد يعجبك: