إعلان

ماذا يعني إقامة كونفدرالية بين الأردن والضفة الغربية بدون القدس؟

08:43 م الإثنين 03 سبتمبر 2018

مباحثات جمعت نتنياهو وملك الأردن والرئيس الفلسطيني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

أعادت الولايات المتحدة الأمريكية من جديد خطة إقامة كونفدرالية بين الأردن وفلسطين، تكون فيه الضفة الغربية تحت حماية المملكة الهاشمية أمنياً ولا تضمن تلك الكونفدرالية قطاع غزة الذي اقترحت واشنطن أن يكون برعاية أمنية مصرية.

وفي تصريحات للرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ أشار إلى أن واشنطن عرضت عبر مبعوثيها للسلام في الشرق الأوسط جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات، الخطة الأمريكية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأضاف أنه يقبلها بشرط أن تكون دولة الاحتلال جزءا من الكونفدرالية.

وبعد التصريحات التي أطلقها عباس، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات، أمس الأحد، رفض الأردن القاطع لفكرة الكونفدرالية.

واعتبرت أن ربط الأردن بالضفة الغربية غير قابل للنقاش وغير ممكن، مضيفة: "موقف الأردن من حل الدولتين واضح وثابت"، في إشارة إلى حل الدولتين على حدود قبل عام 1967.

وبحسب ما نشرته صحيفة هآرتس اليوم الإثنين، فإن المقترح الأمريكي يجعل الضفة الغربية بدون القدس تحت رعاية الأردن أمنيًا، فيما تعلن إسرائيل ضم القدس الشرقية والمستوطنات –غير الشرعية- إليها، وستظل كما هى في مكانها. كما أن الخطة لم توضح ما إذا كانت دولة الاحتلال ستعترف بدولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية أم لا؟

وذكرت هآرتس أيضًا أن المقترح بالأساس هو إسرائيلي عرضه مبعوثا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام على الملك الأردني.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، بأن فكرة الكونفدرالية قديمة وموجودة على جدول أعمال القيادة الفلسطينية منذ عام 1984.

وأضاف بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أمس الأحد: "موقف القيادة منذ ذلك الحين وإلى الآن يؤكد أن حل الدولتين هو المدخل للعلاقة الخاصة مع الأردن... قرار الكونفدرالية يقرره الشعبان (الأردني والفلسطيني)".

ما هي الكونفدرالية؟

مفهوم الكونفدرالية هو عبارة عن اتحاد بين دولتين أو أكثر ذات استقلالية، ويتمتع كل عضو في تلك الكونفدرالية بالاستقلال عن الآخر مع تكوين أهداف مشتركة لهذا الاتحاد.

ويتم إدارة الكونفدرالية بشكل عام عبر هيئات مشتركة من ممثلين للدول الأعضاء لتحقيق الأهداف والمساعي المحددة مسبقًا.

وفي الاقتراح الأمريكي لم يتم تحديد ما إذا كان سيكون هناك اعتراف بدولة فلسطينية أم لا؟

وأصدر الباحث في دراسات السلام والنزاعات، محمود جميل الجندي، دراسة حول إشكالية الكونفدرالية بين الأردن وفلسطين في عام 2014.

كشف الباحث خلال تلك الدراسة عن المخاوف الأردنية من تلك الكونفدرالية في حال عدم الاعتراف بدولة فلسطينية، سيكون الخوف من أن تتحول المملكة إلى "وطن بديل" للفلسطينيين.

كما خلصت الدراسة إلى أن مسألة الكونفدرالية بشكل ضبابي غير محدد هو أمر مرفوض من الطرفين الأردني والفلسطيني، لأنه قد "يلغي حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وبالتالي تضيع حقوقهم المشروعة".

خطة قديمة مرفوضة

لم يقدم مبعوثو ترامب خطة جديدة للسلام في الشرق الأوسط، بل قدموا فكرة قديمة منذ عهد الملك الأردني الحسين بن طلال.

أدارت المملكة الأردنية الضفة الغربية لسنوات طويلة بعد قيام الدولة العبرية عام 1948، وحتى بعد احتلالها عام 1967، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى أعلن الملك الحسين "فك الارتباط" بين الأردن والضفة الغربية.

وفي مارس من عام 1972، أعلن الملك الأردني الراحل خطة لتكوين اتحاد فيدرالي بين الأردن والضفة الغربية تحت اسم "المملكة العربية المتحدة".

كان الشرط الأردني لإقامة هذه الكونفدرالية هو تنازل إسرائيل عن القدس الشرقية التي احتلتها عام 1967 لصالح هذا الاتحاد الفيدرالي من أجل أن تكون عاصمة لفلسطين في الكونفدرالية.

رفضت الأطراف جميعها هذا المقترح آنذاك، سواء منظمة التحرير الفلسطينية أو دولة الاحتلال.

فاعتبرت منظمة التحرير أن الخطة تنازل من ملك الأردن واعتراف بالسلام مع إسرائيل وجسر يمكن أن تصل به إلى جميع الدول العربية. ووصل الأمر آنذاك إلى مطالبة المجلس الوطني الفلسطيني بإسقاط الملك الحسين. ورفضت الدول العربية المقترح الأردني أيضًا.

أما إسرائيل فكان رفضها حاضرا وفوريًا عبر رئيسة وزرائها جولدا مائير التي أدانت الخطة أمام الكنيست، والذي أصدر بيانا رفض أشار فيها إلى حق "الشعب اليهودي" في "أرض إسرائيل".

استمرت إسرائيل منذ ذلك الحين في بناء المستوطنات بالضفة الغربية ومارست سياسات التهويد في القدس الشرقية المحتلة، بل وأعلنت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب مدينة القدس كاملة عاصمة لدولة الاحتلال في مخالفة للقرارات الدولية.

كما افتتحت السفارة الأمريكية في القدس وسط معارضات دولية كبيرة ومظاهرات فلسطينية شهدت سقوط مئات الشهداء على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي على خطوط التماس.

فيديو قد يعجبك: