إعلان

الخوف يدق أبواب إدلب.. هل يقصف "الأسد" المدينة؟

03:40 م الثلاثاء 25 سبتمبر 2018

ارشيفية لإدلب بعد القصف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

لا تخلو المقاهي والمجالس العامة في إدلب من الحديث حول إمكانية شنّ نظام الرئيس السوري بشار الأسد هجومًا على المدينة، أخر معاقل المعارضة المُسلحة، إلا أن الآراء تتفاوت وتختلف من شخص إلى آخر، فهناك من يتوقع أن يحاول الرئيس السوري فرض سيطرته على المدينة الحدودية، بينما يرى البعض أنه يصعب عليه استعادتها مرة أخرى.

وكان النظام السوري قد أرسل تعزيزات عسكرية إلى إدلب، منذ بداية أغسطس الماضي، تمهيدًا لشن هجوم ضد فصائل المعارضة هناك، ثم قصف عدة مواقع في المدينة في منتصف الشهر الماضي، بالتعاون مع القوات الروسية، حسب ما نقلته فرانس برس.

وأدى التصعيد العسكري في المدينة الحدودية إلى نزوح أكثر من 30 ألف شخص، محاولين النجاة بأنفسهم من كارثة مُحتملة، ومعركة اعتبرها مراقبون دوليون ومسؤولون حقوقيون بداية كارثة إنسانية جديدة، قد ينتج عنها أمور لا يُحمد عقباها، خاصة وأن حوالي ثلاثة ملايين شخص، نصفهم من النازحين، يعيشون في إدلب وبعض المناطق المجاورة في محافظات حماه وحلب واللاذقية، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

ومع ذلك، يقول أحمد حزوري، الإعلامي السوري المُقيم الآن في إدلب، إن أهالي المدينة يترقبون إمكانية حدوث معركة، إلا أنهم لم يصبحوا يشعرون بالخوف كما كانوا سابقًا، لأن "الشعب اتعود على الحرب والدمار" على حد قوله.

يقول حزوري، لمصراوي: "الأسد بدّه (يريد) يبيد شعب كامل، ما في شعب انباد بهالطريقة، عندنا أمل بالله، وتاركين كل شي على الله".

يوضح الإعلامي السوري، الذي اضطر للنزوح إلى إدلب عقب عمليات تهجير مواطني ريف حمص الشمالي، أن الاستعدادات لإمكانية حدوث معركة تحدث على قدمًا وساق، رغم الاتفاق التركي- الروسي والذي رحب به النظام السوري والإيراني، والذي توصل إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول خط التماس بين قوات النظام والفصائل بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومتراً، ما يؤجل إمكانية حدوث معركة في وقت قريب.

يقول حزوري إن "النظام السوري أو حليفه الروسي ليس لهما أمان"، مُشيرا إلى أن تعهدهما بعدم شن هجومًا على المدينة لا يعني بالضرورة التزامهما بهذا التعهد.

"ورقة ضغط"

وفي المقابل تقول نصرة الأعرج، إحدى سكان إدلب، إن الأهالي متخوفون من احتمال شن النظام هجومًا، لأن النظامين السوري والروسي اعتادا على توجيه الضربات نحو التجمعات المدنية سواء كانت منازل، مشافي، مدارس.

وأرجعت السيدة السورية ذلك إلى أنهم "يحاولون استخدام المدنيين كورقة للضغط على المعارضة المُسلحّة من أجل اجبارهم على الاستسلام".

وتقول شادية تعتاع، إعلامية وناشطة سورية تقطن في محافظة إدلب، إن الخوف سيطر على الأهالي في الأيام الأخيرة الماضية، لاسيما مع تهويل الإعلام التابع للنظام حديثه حول المعركة المُحتملة، والتي استبعدتها نهائيًا بعد التوصل إلى الاتفاق التركي الروسي.

مواجهة القصف

ومن حيث الاستعدادات للمعركة المُحتملة يقول حزوري، إن الأهالي يستعدون لامكانية حدوث قصف منذ سنوات طوال، فالأمر ليس وليد اللحظة، وتشمل تحضيراتهم حفر خنادق وملاجئ آمنة، بالإضافة إلى تجهيز عناصر الدفاع المدني السوري عناصره بشكل كامل لأي ضربة مُحتملة من قوات النظام.

وكانت فرانس برس قد نشرت تقرير أفاد بأن أهالي إدلب يحفرون خنادق وملاجئ آمنة، للاحتماء من القصف السوري الروسي.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصف الجوي والمدفعي على إدلب، تسبب في مقتل 50 شخصًا على الأقل في منتصف أغسطس الماضي.

ويعد حفر الخنادق والملاجئ الآمنة استراتيجية يعتمدها الكثير من السوريون، لحماية أنفسهم وعائلاتهم من القصف، ووصل الأمر إلى تأسيس مشافي ومدارس تحت الأرض، كما أوضح تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن بعض الخنادق الموجودة في الأحياء التي كان يسيطر عليها المعارضة تستوعب أن تسير بها السيارات.

ويوضح حزوري أن الحديث عن القصف وارسال الأسد لتعزيزات عسكرية إلى المدينة الحدودية لم يؤثر عليها من الناحية الاقتصادية، خاصة وأن المواد الغذائية تتوافر هناك، بسبب طبيعتها الحدودية مع تركيا، والتي يمكن الحصول عليها من خلال معبر باب الهوى وغيره من المعابر.

علاوة على ذلك، فإن إدلب منطقة زراعية يوجد فيها الكثير من المحاصيل، مثل القمح والخضروات بكافة أنواعها والزيوت، ما جعلها تنعم باستقرار نسبي، حسب الإعلامي السوري.

حرب نفسية

وينفي حزوري ما تردد عن تدهور الحالة النفسية لأهالي إدلب، بسبب شعورهم بالخوف الشديد من امكانية حدوث معركة.

ويقول: "بالعكس كان عندنا عُرس (حفل زفاف) قبل أيام، والناس كانوا مبسوطين وعاملين زفة".

وكانت قناة الجزيرة قد نشرت تقريرًا، بعد تردد انباء عن احتمال حدوث مُعركة، يُفيد بأن أهالي إدلب ممتنعين عن الزواج، وأن نسائها تُجهضن أنفسهن، وأن البعض يُقدم على الانتحار.

يُضيف حزوري: "احنا تعرضنا لأشد أنواع الحروب النفسية والجسدية، تم تدمير جيل باكلمه، ولكننا كسوريين شعب عايش ومبسوط وأمله بالله وبالهثورة كبير".

فيديو قد يعجبك: