إعلان

قصة ترامب وروسيا والانتخابات: كيف استغل الروس مواقع التواصل الاجتماعي للتوغل في أمريكا؟

01:43 م الإثنين 24 سبتمبر 2018

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتبت- هدى الشيمي:

مازالت التحقيقات الخاصة بمزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية ومحاولتها التأثير على الناخبين جارية، وقد وجدت التحقيقات أن الروس استخدموا مواقع وحسابات وهمية من أجل الوصول على المصوتين، والكشف عن معلومات مُسيئة للمرشحة الديمقراطية للانتخابات وقتذاك هيلاري كلينتون. وتحاول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الكشف عن المزيد المتعلقة بهذا الشأن في تقرير مطوّل نشرته على موقعها الإلكتروني.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه من بين المواقع الإلكترونية العديدة التي ظهرت في تلك الفترة من أجل التأثير على الناخبين، ظهر موقع إلكتروني بعد 3 أيام من إعلان جوليان أسانج، مؤسس وكالة ويكيلكيس، عن حصول الوكالة على وثائق ورسائل إلكترونية تُدين المرشحة الديمقراطية للانتخابات هيلاري كلينتون، يديره مُخترق إلكتروني أطلق على نفسه اسم جوتشيفر، وتمكن من اختراق الشبكة الإلكترونية اللجنة الوطنية التابعة للحزب الديمقراطي.

نشر جوتشيفر، على موقعه الإلكتروني في 15 يونيو 2016، بعض الملفات الخاصة بالحزب الديمقراطي، وقال: "إليكم عدد من الملفات التي توجد بين آلالاف المستندات والوثائق التي تمكنت من الحصول عليها بعد اختراقي للشبكة الخاصة للحزب الديمقراطي".

وأشار المخترق الإلكتروني إلى أنه أعطى المستندات والوثائق الأساسية لويكيليكس.

تقول نيويورك تايمز إن الاستخبارات الروسية عملت سريعًا قبل أن يكشف المسؤولون في الحزب الديمقراطي مخططها، وقبل يوم واحد من كشف جوتشيفر عما بحوزته من وثائق، أعلن المسؤولون في الحزب أن الروس تمكنوا من اختراق شبكة الحاسب الآلي التابعة للجنة الوطنية الخاصة بالحزب.

بين ليلة وضحاها، أنشأ ضباط الاستخبارات العسكرية الروس الموقع وأطلقوا عليه اسم جوتشيفر، حتى يلقوا عليه اللوم، ويبرأون أنفسهم من الاتهامات التي يوجها لهم الحزب الديمقراطي.

حسب نيويورك تايمز، هناك العديد من الأدلة التي تؤكد أن جوتشيفر ما هو إلى موقع روسي سعى إلى التأثير على الانتخابات، من بينها أن الاسم الذي يحمله الموقع الإلكتروني هو اسم مؤسس الشرطة السرية السوفيتية.

تقول الصحيفة الأمريكية إن الضباط الروس أثبتوا أنهم لديهم مهارات سياسية، كما أنهم خبراء في القرصنة، إذ تمكنوا من التلاعب بالأمريكيين والأوربيين وغيرهم، وبالإضافة إلى موقع جوتشيفر أطلقوا موقع آخر يحمل اسم "دي سي ليكس.كوم".

ومن جانبه، نفى جوليان أسانج ما تردد عن أنه حصل على الوثائق التي نشرتها ويكيليكس بمساعدة الروس.

"التأثير على الناخبين"

وبالإضافة إلى عمليات الاختراق، انشأ الروس حسابات إلكترونية وهمية على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، من أجل التأثير على الناخبين الأمريكيين، حسبما تقول الصحيفة.

وقالت شركتا فيسبوك وتويتر إنهما رصدتان حسابات وهمية روسية جرى استخدامها بالفعل للتأثير على الناخبين الأمريكيين، حسب ما نقلته فرانس برس.

وفي تلك الفترة، رصد ديفيد مايكل سميث، عالم وناشط سياسي من هيوستن، بعد التحركات والدعوات الغريبة التي تُنشر على فيسبوك، من بينها دعوة مجموعة تُدعى "قلب تكساس" سكان الولاية إلى التجمع يوم 21 مايو من ذلك العام - 2016- للاحتجاج على وجود مركز إسلامي يبلع عمره 14 عامًا، يقع في وسط هيوستن.

وكتبت الصفحة منشورًا قالت فيه "توقفوا عن أسلمة تكساس"، ونشرت صور لمركز الدعوة الإسلامية الذي وصفته بـ"ضريح الكراهية".

ودعا القائمون على الصفحة المتظاهرين بالتصرف بأريحية شديدة، حتى إذا وصل الأمر إلى استخدام العنف وإضرام النار أو استعمال الأسلحة النارية في التظاهرات.

تقول نيويورك تايمز إن سميث شعر بالريبة إزاء هذه الدعوات، وأسس مجموعة لمكافحة الإرهاب، وبعد شهرين اكتشف أن الصحفة التي وصل عدد متابعيها إلى حوالي ربع مليون شخص، يديرها شركة في سانت بطرسبرج الروسية تعمل في التلاعب بمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلاوة على المنشورات والدعوات المسيئة والمعادية للإسلام، نشرت تلك الصفحة وصفحات أخرى مشابهة محتوى مُسيء للأقليات في الولايات المتحدة، ووجهت خطابها إلى المتطرفين البيض.

تقول نيويورك تايمز إن الروس بذلوا مجهودًا كبيرًا للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأمريكيين على فيسبوك، فأنشأوا أكثر من 2700 حساب وهمي، ونشروا أكثر من 80 ألف منشور، وتمكنوا من الوصول إلى 126 مُستخدم للمنصة الالكترونية.

وعلى تطبيق انستجرام، كان هناك أكثر من 160 حساب روسي نشر أكثر من 120 ألف منشور، وتابعه حوالي 20 مليون شخص، للتأثير على الناخبين.

كما أبلغت شركة تويتر عن تواصل حوالي 3814 حسابات خاصة بوكالات لبحوث الإنترنت مع ما يقارب من 1.4 مليون شخص، ومن بينها حسابات آلية لها صلات بروسيا.

اقرأ أيضًا:

قصة ترامب وروسيا والانتخابات: من هو "فريق الأحلام" وكيف ساعد بوتين للتدخل في أمريكا؟

قصة ترامب وروسيا والانتخابات: الغضب حرّك بوتين للتأثير على الحملة الانتخابية

قصة ترامب وروسيا والانتخابات: هل حقق بوتين حلم زعماء السوفيت؟

فيديو قد يعجبك: