إعلان

قصة ترامب وروسيا والانتخابات: الغضب حرّك بوتين للتأثير على الحملة الانتخابية

11:06 ص الإثنين 24 سبتمبر 2018

فلاديمير بوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

ما تزال التحقيقات مستمرة بشأن مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، ومحاولة التأثير على الناخبين، من أجل منح أصواتهم للمرشح الجمهوري آنذاك دونالد ترامب، وتحاول صحيفة نيويورك تايمز الكشف عن تفاصيل وحقائق جديدة مُتعلقة بهذا الشأن في تقرير مُطوّل نشرته على موقعها الإلكتروني.

تذكر الصحيفة الأمريكية أن الاهتمام الروسي بالتأثير على الانتخابات الأمريكية بدأ قبل سنوات من عقدها، فكانت أول زيارة روسية للولايات المتحدة عام 2014، فقامت سيدتان بجولة في أمريكا، زارا فيها 9 ولايات وامتدت حوالي 3 أسابيع في صيف عام ذلك العام.

تقول نيويورك تايمز إن السيدتين هما آنا بوجاتشيفا وألكساندرا كريلوفا، وكانتا مسؤولتين عن جمع معلومات استخباراتية لمساعدتهم على محاكاة الأمريكيين على فيسبوك وتويتر.

وحسب الصحيفة الأمريكية، فإن السيدتين الروسيتين التقطتا صور وتحدثا مع الغرباء في كل مكان بداية من كاليفورنيا وحتى نيويورك.

وفيما بعد وجد المدعون الفيدراليون أن الحكومة الروسية ارسلت بوجاتشيفا وكريلوفا إلى الولايات المتحدة من أجل التأثير على الانتخابات الأمريكية.

وأوضحت نيويورك تايمز أن شخص مسؤول عن الدعاية عبر الانترنت أرسل بوجاتشيفا وكريلوفا إلى الولايات المتحدة، من أجل جمع معلومات للتأثير على الناخبين الأمريكيين.

الانتقام من العدو

والسؤال الذي يجب طرحه هنا هو لما اهتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتخابات الأمريكية قبل عامين من عقدها إلى هذه الدرجة؟، تقول نيويورك تايمز إن بوتين كان يرى أنه حان الوقت للرد على الولايات المتحدة، والتي سبق أن تدخلت في الانتخابات الروسية من قبل.

بوتين، وهو ضابط استخباراتي سابق، وصف انهيار الاتحاد السوفيتي بأكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين. وترى نيويورك تايمز أن هذا التصريح هام جدًا ولا يمكن التغاضي عنه، خاصة وأنه صادر عن رجل مرت بلاده بثورة، وحرب أهلية، وعمليات تطهير دموية تسببت في مقتل أكثر من 27 مليون شخص إبان الحرب العالمية الثانية.

ومثل العديد من مواطنيه، يشعر بوتين بالحنين إلى أن تكون روسيا قوة عُظمى، قادرة على التحكم في الأمور، كما أنه أعرب عن استيائه عن الغطرسة الأمريكية، وزيادة نفوذها في العالم.

اعتقد بوتين، حسب نيويورك تايمز، أن الولايات المتحدة سعت جاهد إلى تقويض الجهود الروسية والتأثير على نفوذها، لأن الولايات المتحدة دعمت الديمقراطية والثروات الملونة على الحدود الروسية، في جورجيا عام 2003، وأوكرانيا عام 2004، كما أنها مولت النشطاء الروسيين.

خلافات روسية أمريكية

وبعد حصوله على عدد محدود من الأدلة، ظن الرئيس الروسي أن الولايات المتحدة تتوسط للمساعدة على تنظيم المظاهرات المناهضة للنظام الحاكم في موسكو ومدن أخرى عام 2011، لاسيما وأن المتظاهرين رفعوا لافتات كُتب عليها "بوتين لص"، ورفضوا نتيجة الانتخابات.

وأشادت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية وقتذاك، بالمظاهرات ضد الحكومة الروسية، وقالت: "لديهم الحق في إعلاء اصواتهم المُطالبة بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، وقادة يكونوا مسؤولين أمامهم ويمكن محاسبتهم".

تُشير الصحيفة الأمريكية إلى أن بوتين حمّل كلينتون مسؤولية الفوضى التي انتشرت في بلاده، وزعم أنها عندما أعلنت تأييدها للمظاهرات أعطت إشارة لأعدائه السياسيين ببدء عملهم بدعم من الخارجية الأمريكية.

وحدث خلاف بين الاثنين مُجددًا في العام التالي، عندما دعم بوتين الاتحاد الأوروبي الآسيوي، من أجل التأثير على الاتحاد الأوروبي، وهذا ما وجدته كلينتون محاولة روسية لإعادة احياء الطابع السوفيتي، وأكدت أن الولايات المتحدة ستحاول منعها عن ذلك.

وفي عام 2013، تقول نيويورك تايمز إن آمال بوتين بإحياء العلاقات الروسية الأمريكية مرة أخرى قُضي عليها، خاصة بعد أن أصبح الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ينتقد قرارات روسيا خاصة تلك المتعلقة بحقوق الانسان، وحقوق المثليين جنسيًا.

وسيطرت العدائية على العلاقات بين البلدين عقب استيلاء القوات الروسية على شبه جزيرة القرم عام 2014، إذ دعمت الولايات المتحدة الحكومة الأوكرانية، وأدانت السلوك الروسي، وهذا ما أشغل غضب بوتين.

وبتأثيره المزعوم على الانتخابات شعر بوتين أنه تمكن أخيرًا من الانتقام من عدوه، إذ تمكن من الإطاحة بهيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية للرئاسة، كما أنه سلط الضوء على الاستقطاب السياسي الذي تعاني منه الولايات المتحدة، حسب الصحيفة.

زاد غضب بوتين إزاء الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين، تقول نيويورك تايمز إنه ألقى باللوم على واشنطن بسبب ضغطها من أجل إجراء تحقيق كامل ومفصل عن تناول الرياضيين الروس لمنشطات محظورة، ما قد يتسبب في تعليق هؤلاء الأبطال الأولمبيين ومنعهم من اللعب.

2

وعندما سُربت وثائق بنما عام 2016، وكشفت عن امتلاك صديق مُقرب لبوتين حسابات سرية تبلغ قيمتها حوالي 2 لميار دولار، قال إنها عملية تشويه تقوم بها الولايات المتحدة.

القائد المثالي

ثم حدث شيء غير متوقع، وهو قدرة ترامب على التغلب على أكثر من 20 مُرشح جمهوري للرئاسة، فبات ممثل الحزب في الانتخابات الرئاسية. تقول الصحيفة الأمريكية إن رجل الأعمال النيويوركي كان المرشح الوحيد الذي وصف بوتين بـ"الرجل القوي"، وأعرب عن اعجابه به في عدة مناسبات، علاوة على ذلك فهو لا يهتم كثيرًا بسجلات حقوق الانسان، أو الديمقراطية.

وخلال هذه الفترة، كتب ترامب تغريدة عبر حسابه على تويتر، قال فيها: "هل تعتقدون أن بوتين سيحضر مسابقة ملكة جمال الكون المنعقدة في موسكو في نوفمبر؟"، ثم أضاف: "إذا حضر، هل سيصبح صديقي المقرب الجديد؟".

تقول نيويورك تايمز إنه إذا حاول بوتين إعداد قائد نموذجي للولايات المتحدة، فلن يستطيع إعداد من هو أفضل من دونالد ترامب.

فيديو قد يعجبك: