إعلان

منذ 71 عامًا.. عندما كانت أمريكا في أمس الحاجة إلى سوريا

01:25 م الخميس 20 سبتمبر 2018

مسجد في دمشق عام 1930

كتبت- هدى الشيمي:

في الوقت الذي يرى فيه محللون ومراقبون دوليون أن الولايات المتحدة تتخلى عن سوريا في أزمتها، قالت مجلة فورين بوليسي إن سوريا كانت أهم دولة شرق أوسطية بالنسبة لأمريكا منذ حوالي سبعة عقود.

وذكرت المجلة الأمريكية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن الولايات المتحدة أرسلت 3 من رجالها المسؤولين الاستخباراتيين من أجل العمل على تنفيذ مهمة استراتيجية في غاية الخطورة في سوريا.

وأوضحت فورين بوليسي أنه عندما بدأت وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) عملها في سبتمبر 1947، سافر اثنان من ضباطها باتجاه شرق بيروت، لمقابلة زميلهما الذي كان وصل لتوه إلى العاصمة السورية دمشق.

وذكرت المجلة أن الضابطين واسمهما ارتشي وكيم رزوفلت، أبناء عم وأحفاد الرئيس الأمريكي السابق فرانكلين رزوفلت، وبالرغم من أن اعمارهما في ذلك الوقت كانت 29 عامًا و31 عامًا على التوالي، إلا أنهما كانا من المحاربين القدامى في عالم الاستخبارات.

وأوضحت أن ارتشي، الذي كان قد أنهى عمله لتوه كمحلق عسكري في إيران، كان الرئيس الجديد لمحطة الاستخبارات في بيروت. أما كيم، والذي عمل في مكتب الخدمات الاستراتيجية أثناء الحرب، فكان يتظاهر بأنه صحفي في مجلة هاربر، ومن المفترض أن يلتقي الاثنان برجل مشهور ومعروف جدًا اسمه مايلز كوبلاند.

عندما التقى الرجلان رزوفلت مع كوبلاند، أجرى الرجال الثلاثة جولة في سوريا بدعوى رؤية القلاع والأماكن الأثرية القديمة الموجودة في كل سوريا، ولكنهم في حقيقة الأمر كانوا يستكشفون الأوضاع.

تقول فورين بوليسي إن الرجال الثلاثة أرادوا تحديد الشخصيات القوية التي لها نفوذ، الذين استفادوا من التعليم الأمريكي وقد يكونوا على استعداد لمساعدتهم في شأن كبير ومهم.

وتوضح المجلة أنه بحلول خريف عام 1974 باتت سوريا دولة مهمة جدًا بالنسبة للولايات المتحدة، كما كانت بالنسبة للصليبيين قبل ثمانية قرون، وتُرجع هذا إلى عدة أسباب أولها موقها الاستراتيجي، بالإضافة إلى مواردها الكثيرة.

أشارت فورين بوليسي إلى أن سوريا كانت دولة مهمة بالنسبة للصليبيين في القرنين 12 و13، لأنها كانت تقع على الطريق بين أوروبا والقدس.

وفي سبتمبر 1947، أصبحت وجهة مهمة للأمريكيين لأنها تقع في الطريق المحتمل لخط أنابيب يضخ كميات هائلة من النفط من المملكة العربية السعودية وإلى أوروبا.

ومن أجل مشروع مهم كهذا أجرى الاستخباراتيون الثلاثة تحركات استثنائية لتأمين العملية، فلم يدمروا فقط الخطة البريطانية التي هددت المشروع في سوريا، ولكنهم تدخلوا أيضًا في الشؤون المحلية والسياسية في دمشق بشكل غير مسبوق.

تقول فورين بوليسي إن هذه التصرفات مثّلت أولى حلقات التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، مُشيرة إلى أنه كان هناك صراع بين أمريكا وبريطانيا على النفط السعودي.

توضح المجلة أن المسؤولين الاستخباراتيين الثلاثة بذلكوا جهودًا كبيرة لتنفيذ خطتهم حتى نهاية عام 1948، عندما اعتقد أحد زملاء كوبلاند أنه عثر في دمشق على الرجل الذي يستطيع إنهاء حالة الجمود تلك، وهو حسين الزعيم، العقيد السابق في الجيش السوري.

قال الزعيم للمسؤولين الأمريكيين إن "السوط" هو الوسيلة الوحيدة لنشر الديمقراطية وتحقيق التقدم في سوريا.

وبعد توليه السلطة بمساعدة السي آي إيه في 30 مارس 1949، أعلن الزعيم أنه سيصادق على المرسوم بعد أيام فقط. وبعد التخلص من هذه العقبة، تم الانتهاء من من تأسيس خط الأنابيب في سبتمبر 1950، وبدأ ضخ النفط بعد ثلاثة أشهر من تاريخه.

فيديو قد يعجبك: