إعلان

بعد قطع مساعدات اللاجئين الفلسطينيين.. هآرتس: العار عليكِ يا أمريكا

03:41 م الأحد 02 سبتمبر 2018

دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

كتب الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي في مقال بصحيفة "هآرتس": "أصبح واضحًا للعلن الآن أن أمريكا أعلنت الحرب على الفلسطينيين، بقرار رئيسها دونالد ترامب إنهاء تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بإيعاز من صِهره جاريد كوشنر، الخبير في شؤون المنظمات الإنسانية واللاجئين".

وتابع في مقاله المنشور على الموقع الالكتروني للصحيفة بعنوان (العار عليكِ يا أمريكا)، الأحد: "التفسير الرسمي لذلك القرار أن: الممارسات المالية لوكالة الأونروا جعلتها (معيبة بشكل لا يُمكن إصلاحه)".

وأضاف "وجد ترامب وصِهره كوشنر، أن الوكالة الأممية لا تُدار بشكل صحيح، ومن ثمّ قرّرا إنهاء المعونة السنوية الأمريكية التي تُقدّر بـ360 مليون دولار. وحتى في إسرائيل، التي تتنتشي لكل كارثة فلسطينية، يعتقد الإسرائيليون أن أكبر أصدقاء دولتهم على مر العصور- الولايات المتحدة- تذهب بتلك الخطوة إلى ما هو أبعد من ذلك".

يرى الكاتب الإسرائيلي أن "أمريكا الجديدة تعامل تتعامل مع الحوادث الصُغرى والجرائم الكبرى على حدٍ سواء"، مُشيرًا إلى أنه جرى خفض المعونات الأمريكية لمنظمات أخرى مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بمقدار 200 مليون دولار.

واستطرد "قرّرت واشنطن صفع الفلسطينيين. من بين كافة المبالغ الضخمة التي تساعد بها الأنظمة الفاسدة، ومن بين جميع التريليونات التي أنفقتها على الحروب غير المبررة وحوادث القتل الجماعي، وجدت إدارة ترامب أن مُساعداتها إلى مخيم جباليا المُساء إدارته يجب أن تتوقف فجأة".

وعليه، "لم يعُد الفلسطينيون يستحقون المعونة الأمريكية بسبب نموذج العمل. إنه أمر مُثير للضحك إن لم يكن مؤسفًا، وهذه المزحة سيُدفع ثمنها من شاتيلا إلى رفح"، يقول ليفي.

خلال العقد القادم، يُتوقع أن تضح الولايات المتحدة 38 مليار دولار في إسرائيل، واحدة من أكثر الدول المتقدمة التي تضم أحد أفضل الجيوش المُجهّزة في العالم، ومع ذلك لا يُمكن أن تخفض دولارًا واحدًا من قيمة هذه المساعدات المالية.

وفي هذا الصدد، يعتبر ليفي "تستحق إسرائيل هذه المساعدة الضخمة؛ إنها تمثل نموذجًا أخلاقيًا مكافأة على كل توصية أمريكية بالانسحاب من المناطق وإنهاء الاحتلال. من الجيد أن تدفع أمريكا ثمن كل نزواتها وحروبها. إنه يضيف إلى مكانته العالمية".

وأشار إلى أن أمريكا ستنفق هذا العام 46 مليار دولار في أفغانستان، في حرب لا يمكنها الحصول على ما يكفي منها. سيصب هذا المبلغ المُقدِر بـ13مليار دولار في العراق ، بعد فترة طويلة من انتهاء أكثر الحروب غباءًا على الإطلاق- على حدِ تعبيره.

يذكر الكاتب الإسرائيلي في مقاله أن الحروب كلّفت أمريكا في أفغانستان 753 مليار دولار، وفي العراق 770 مليار دولار، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). ووفقًا لمعهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون، بلغت التكلفة الفعلية 1.7 تريليون دولار.

تسبّبت الحرب "غير الضرورية" في كلٍ من العراق وأفغانستان في سقوط مئات الآلاف من القتلى، وحينها اعتبرت واشنطن أن الأموال التي تُنفقها في كليهما تتفق مع "نموذج العمل المناسب" من وجهة النظر الأمريكية. وكذلك الحال بالنسبة للحرب في سوريا واليمن- يتهكّم ليفي.

يُشير ليفي إلى أن إسرائيل أعلنت الحرب على "الأونروا" منذ فترة طويلة، فحذت الولايات المتحدة حذوها كما المعهود، بهدف طمس قضية اللاجئين من جدول أعمال الإدارة الأمريكية .

ويقول "يعلم أي شخص على دراية بأوضاع اللاجئين في المخيمات مدى اعتماد سكانه على وكالة الأمم المتحدة. رُبما تكون هناك بعض النفايات، وبالتأكيد هناك متسللون، والإصلاح ضروري لا محالة، لكن هذا لا ينفي أن الأونروا تقدم المساعدات الإنسانية الأساسية. بدونها لا توجد مدارس أو مُستلزمات طبية أو مواد غذائية في المخيمات".

وتابع "أمريكا مدينة بشكل غير مباشر لهؤلاء اللاجئين؛ إنها تدعم وتموّل الاحتلال الإسرائيلي، ولم تحاول مُطلقًا التوصل إلى حل حقيقي يُنهي معاناة الفلسطينيين".

واختتم ليفي مقاله بالقول "أمريكا الجديدة فقدت خِزيها أيضًا؛ حتى أنها لم تعُد ترغب في التظاهر بأنها تلعب دور الوسيط النزيه أو ترعى احتياجات العالم، كما يضطرها مركزها للقيام بذلك. دعنا نقول، إذن، عار عليكم يا أمريكا!".

فيديو قد يعجبك: