إعلان

هل تطيح التسجيلات الصوتية بترامب؟

12:36 م الإثنين 10 سبتمبر 2018

دونالد ترامب

كتبت- هدى الشيمي:

منذ صعود نجمه السياسي ظهرت الكثير من التسجيلات التي تكشف فضائح وسقطات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان أخرها التسجيلات التي قالتها موظفة سابقة في إدارته إنها من شأنها تهديد وجوده في البيت الأبيض، واعتمدت عليها في لكتابة كتاب جديد يوثق الوقت الذي قضته في البيت الأبيض.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إنه بعد مرور نحو عامين تقريبًا على وصول ترامب إلى سدة الرئاسة، يمكن القول إن التسجيلات المسربة باتت أحد السمات الرئيسية في طريقة إدارة ترامب ومحاولته للتحكم بالأمور، فظهر الكثير بعضها حقيقي والآخر مفبرك، ولكنها جميعًا تكشف الكثير عن سياسة وأسلوب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير مطوّل منشور على موقعها الإلكتروني أمس الأحد، أن الأمر بدأ مع نشرها، خلال الحملة الانتخابية لعام 2016، مقطع فيديو لترامب في برنامج "اكسس هوليوود" وهو يتباهى بامساكه بأعضاء النساء الحساسة.

وبحلول نهاية نوفمبر الماضي، ظهرت تسجيلات جديدة كشفت محادثات دارت بين ترامب ومساعديه، وشكك الرئيس الأمريكي في صحتها.

وعندما سُئلت عن الأمر في نوفمبر 2017، قالت المتحدثة باسم الرئيس الأمريكي سارة هاكبي ساندرز "إن ترامب أوضح موقفه تمامًا من الأمر، وأنه يدعو الشعب الأمريكي إلى دعمه"، ورفضت الكشف عن المزيد من التفاصيل.

وأفادت تقارير، بأن ترامب طلب من سيناتور جمهوري، في يناير الماضي قبل التنصيب بفترة وجية، أنه يريد التحقيق في الأمر.

وقبل أسابيع من تولي ترامب الرئاسة نشرت وسائل إعلامية تقاريرًا تزعم أن الاستخبارات الروسية لديها مقاطع فيديو إباحية، يظهر فيها ترامب وهو يقوم بأعمال جنسية منحرفة مع عاهرات روس في جناحه الملكي في فندق ريتز كارلتون موسكو. وفي المقابل أنكر ترامب كل هذه الادعاءات، ولم يظهر مقطع الفيديو أبدًا.

تسجيلات كوهين

وهناك تسجيلات صوتية بحوزة مايكل كوهين، محامي ترامب السابق والذي أقر الشهر الماضي بالذنب في ثماني قضايا من بينهم اثنين متعلقتين باختراق قانون تمويل الحملات الانتخابية، وقضايا أخرى متعلقة بدفع مبالغ مادية لسيدتين زعمتا إقامة علاقة شرعية مع ترامب لشراء صمتهما.

وتجد واشنطن بوست أن تسجيلات كوهين دليلاً قاطعًا على أن الجميع في عالم ترامب يستخدمون التسجيلات كسلاح للدفاع عن أنفسهم.

لماذا يحرص الأشخاص في عالم ترامب على تسجيل كل شيء؟

قال اثنان من أعضاء إدارة ترامب السابقين إنهما على ثقة تامة بأن رجل الأعمال الأمريكي، وقتذاك، كان لديه نظام تسجيل كامل في أبراجه الضخمة بنيويورك.

وذكر تيم أوبراين، كاتب سيرة ترامب والمحرر التنفيذي في وكالة بلومبرج، أن ترامب أخبره في مقابلة كان يجريها معه أنه كان يسجل كل شيء يجرى في الحوار.

يتذكر أوبراين أن ترامب كان يضع يديه أسفل مكتبه، ويضغط على زر سري لتسجيل كل شيء يجري في القاعة.

يقول الصحفي الأمريكي: "طلب ترامب أذني، قال لي أوبراين إذا لا تمانع سأسجل الحوار".

وبعد فترة، عندما قاضى ترامب أوبراين عندما قال في السيرة الذاتية إن ثروة ترامب تتراوح ما بين 150 إلى 250 مليون دولار، وهذا رقم أقل كثيرًا مما يزعمه ترامب، قال الرئيس الأمريكي إنه لديه حوارًا كاملاً ومسجلاً مع أوبراين.

وحسب أوبراين، فإن ترامب يستخدم التسجيلات والتهديدات التي تشكلها للتحكم في أي شيء يُقال عنه.

وكان للأمر تأثيرًا عسكيًا، يقول أوبراين إن الجميع علم أن ترامب سيسجل كل شيء، لذا بات كل منهم يسير على خطاه، ويعمل على امتلاك تسجيلات خاصة به لحماية أنفسهم.

درست أوماروسا مانيغولت نيوما، أحد نجوم تليفزيون الواقع والمسؤولة السابقة في إدارة ترامب، الوضع جيدًا، وبعد اجبارها على الاستقالة من منصبها، كتبت كتابًا يوثق الوقت الذي قضته في المكتب البيضاوي، وتعهدت بالكشف عن المزيد، مؤكدة أنها لديها مئات التسجيلات للرئيس الأمريكي.

أول تسجيل لترامب

ظهر أول تسجيل لترامب خلال الحملة الانتخابية لعام 2016، وكان مقطع صوتي يعود إلى التسعينيات لشخص أطلق على نفسه اسم جون ميلر يبدو صوته مشابهًا إلى درجة كبيرة من صوت رجل الأعمال النيويوركي، وكان يتحدث مع صحفية تُدعى سو كارسويل، والتي كانت تعمل في مجلة بيبول.

كانت كارسويل تعمل في ذلك الوقت على الكشف عن معلومات كانت قد نشرتها صحيفة نيويورك بوست، تفيد بأن ترامب انفصل عن صديقته، والتي باتت زوجته فيما بعد، عارضة الأزياء مارلا مابلز بالتزامن مع عمله على إنهاء زواجه من زوجته الأولى وأم ابنائه الثلاثة إيفانا ترامب.

قالت كارسويل إنها اتصلت بمكتب ترامب، وذلك الرجل الذي يُعرف باسم جون ميلر أكد القصة والتفاصيل.

3

وفي المحادثة، قال ميلر الذي أشار إلى نفسه باعتباره المتحدث باسم ترامب إنه رجل قادر على كل شيء. وترتب على القصة التي نشرتها كارسويل أن ترامب انفصل عن مارلا، وارتبط بعارضة الأزياء كارلا بروني.

سجلت كارسويل المحادثة، وقدمها أحد زملائها لواشنطن بوست في مايو 2016. وقالت الصحفية الأمريكية مؤخرًا أن ترامب اعتذر لها فيما بعد، وعزمها على العشاء، وبعد ظهور التسجيل خلال الحملة الانتخابية أنكر المرشح الجمهوري وقتذاك الأمر بأكمله.

رجل عنصري وخطير

كما قال الممثل الأمريكي الكوميدي توم أرنولد، والذي يزعم أنه كان لديه تسجيلات بإمكانها الإطاحة بترامب، إنه لديه تسجيلات خلال تصوير برنامج "ذا أبرينتس" الذي قدمه ترامب منذ سنوات، يتحدث فيها الرجل الأعمال النيويوركي بطريقة مسيئة وعنصرية جدًا.

وأشار أرنولد، في الحوار الإذاعي الذي أُجري معه قبل تنصيب ترامب بفترة وجيزة، إلى أن المشكلة تتمثل في أنه لم يعد يملك هذه التسجيلات الآن.

ويتهم الممثل الأمريكي ترامب بالتحرش جنسيًا بالأشخاص وبقول أشياء عنصرية طوال الوقت. ويقول: "اعرف هذا الرجل جيدًا، كنت قريبًا منه على مدار 30 عامًا".

ويؤكد أرنولد أن ترامب قضى وقتًا طويلاً وهو يسجل كل شيء يحدث في أبراجه الرابضة في نيويورك، ويقول إن هناك حوالي 18 كاميرا لتصوير كل شيء داخل الأبراج.

ويقول أرنولد: "كل ما أتمناه الآن هو أن أحصل على حلقة واحدة من إحدى حلقات البرنامج (ذا أبرينتس) والتي لم يتم تعديلها، وفي هذه الحالة سأكشف لكم جميعًا أنني على حق وأن ترامب رجل خطير".

فيديو قد يعجبك: