ما هي وكالة الأونروا التي أوقف ترامب تمويلها؟

كتب – محمد مكاوي:

نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديده، وأوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المعروفة اختصارا باسم (الأونروا) في خطوة تساهم في خسارة الوكالة الأممية نحو 30 في المئة من تمويلها ما يهدد بدوره عددا كبيرا من اللاجئين الفلسطينيين.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت في بيان يوم الجمعة "راجعت الإدارة المسألة بحرص وخلصت إلى أن الولايات المتحدة لن تقدم مساهمات إضافية للأونروا".

ووجهت ناورت انتقادات لاذعة لطريقة عمل الوكالة، قائلة إنها "معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه"، وهو ما رفضته الوكالة ووصفت الخطوة من جانبها بأنها "مخيبة للآمال ومثيرة للدهشة".

وكانت واشنطن أعلنت في يناير الماضي، أنها ستحجب أكثر من نصف التمويل الخاص بالوكالة.

ما هي الأونروا؟

أنشئت الوكالة بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في أعقاب النكبة عام 1948، لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين وإيجاد فرص العمل لهم، ولكنها بدأت العمل فعليا بعملياتها في مايو 1950.

تقدم الأونروا خدماتها للاجئين الفلسطينيين في خمسة برامج وهي (التعليم، الصحة، الحماية، الإغاثة والخدمات الاجتماعية، القروض الصغيرة، البنية التحتية وتحسين المخيمات، وحالات الطوارئ)

وتعمل الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين قي مناطق بالأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة

تتلقى الأونروا تمويلها بالكامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية، ومعظمها من الجهات المانحة الحكومية. كما يتم دعما من قبل الاتحاد الأوروبي والحكومات الإقليمية ووكالات الأمم المتحدة.

ردود الفعل

أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان يوم الجمعة عن الأسف إزاء قرار الولايات المتحدة بوقف تمويل الأونروا التي تسهم في استقرار المنطقة.

ودعا الأمين العام أنطونيو جوتيريش الدول الأخرى إلى المساعدة في سد الفجوة المالية المتبقية في ميزانية المنظمة.

وكتب المتحدث باسم الأونروا كريس جانيس في سلسلة تغريدات على تويتر "نرفض بأشد العبارات الممكنة انتقاد مدارس الأونروا ومراكزها الصحية وبرامجها للمساعدة في حالات الطوارئ بأنها (معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه)".

كما انتقد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، قرار الإدارة الأمريكية، ووصفه بأنه مخالف للقانون الدولي وقوانين الأمم المتحدة.

وقال في بيان "نرفض ونستنكر هذا القرار الأمريكي جملة وتفصيلا، فلا يحق للولايات المتحدة الأميركية إلغاء وكالة (الأونروا) التي تشكلت بقرار من الجمعية العامة الأمم المتحدة رقم 302 لعام 1949، الذي نص على وجوب قيام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بتقديم خدماتها في المجالات كافة إلى حين حل قضية اللاجئين من كافة جوانبها".

وأدانت الجامعة العربية، القرار الأمريكي واصفة القرار بـ"المخالف للقانون الدولي ولقرار الأمم المتحدة الذي أنشأ هذه الوكالة لتقديم خدماتها".

وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي المحتلة، السفير سعيد أبوعلي في بيان، السبت، إن "تنصل الإدارة الأمريكية من التزاماتها الدولية لا ينبغي أن يؤثر و لن يؤثر على الالتزام الدولي تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين والوفاء بالالتزامات تجاههم حرصا على المواثيق الدولية".

ودعا الأمين العام المساعد، المجتمع الدولي لمواجهة قرار الإدارة الأمريكية عبر التمسك بالوكالة وتوفير التمويل اللازم والمستدام الذي يمكنها من الاستمرار في قيامها بمسؤولياتها وفق التفويض الدولي الممنوح لها حتى حل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولة ومبادرة السلام العربية المشار إليهما.

واعتبرت موسكو أن قرار واشنطن وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" لا يصب في مصلحة التسوية في الشرق الأوسط.

مبادرة أردنية

أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، يوم الخميس، إن بلاده تعمل على عقد مؤتمر نهاية الشهر المقبل في نيويورك، لدعم (الأونروا) التي تعاني عجزا ماليا، يفوق 200 مليون دولار.

وقال الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع المفوض العام للوكالة بيير كرينبول، في العاصمة الأردنية "نقوم في 27 من الشهر المقبل وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتنظيم مؤتمر برعاية أردنية سويدية، وبرعاية الاتحاد الأوروبي واليابان وتركيا، بهدف حشد الدعم المالي والسياسي للأونروا".

أما كرينبول فقال "نحن نتحدث عن دعم بشر، لا يمكن أن نتخلى عن 5,3 مليون لاجئ فلسطيني، لديهم حقوق وواجهوا لسنوات وعقود طويلة محنة وظلما هائلين".

وكشف المسؤول الأممي عن أن الوكالة بدأت هذا العام، بعجز مالي يتجاوز 446 مليون دولار، وهو وضع حرج جدا لمنظمة إنسانية. مؤكدا أنها تمكنت من تأمين 238 مليون دولار في النصف الأول من 2018، ما سمح للوكالة ببدء العام الدراسي.