إعلان

على مدار 100 عام.. تاريخ أمريكا "القبيح" في تشريد عائلات المهاجرين

10:11 م السبت 04 أغسطس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:
طارد أذهان العالم مؤخرًا، صور كثيرة لأطفال في مخيمات مشردين عن عائلاتهم، ليذكرهم بحقب الحكام الديكتاتوريين أمثال هتلر، وستالين، وفرانثيسكو فرانكو، الذين يعدون من بين أكثر الحكام المفرقين للعائلات في العالم.

وبحسب صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية، فإن حقب الثلاثينيات فيما بعدها -في أوروبا- كانت الأكثر انتهاكًا لحقوق الإنسان، خاصة بين العائلات وأطفالهم، لذلك أطلقت منظمة حقوق الإنسان ميثاق رقم 16 لعام 1948، ينص على: "العائلة هي الوحدة الطبيعية للمجتمع، ويجب حمايتها من المجتمع والدولة".

وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من محاولات منظمات حقوق الإنسان لإصلاح الوضع في العالم، إلا أنه لا تزال آلاف العائلات "مشردة"، أخذ بعضهم بالقوة من عائلاتهم في عمر صغير ولا يملكون أي فكرة عن مكانهم.

وتابعت "ديلي بيست"، أن فترة الحرب الباردة أدت إلى تشريد العائلات بشكل أكبر، حتى وصل الأمر إلى أن سنت الولايات المتحدة قوانين من شأنها تفريق الأطفال عن آبائهم.

وأكدت الصحفية أنه نتيجة وجود ديكتاتوريين أمثال هتلر، وستالين، هاجر الآلاف من العائلات بلادهم، ما أدى إلى سن أمريكا قوانين للهجرة، عام 1917، 1921 و1924، وجميعها كانت لمنع تدفق اللاجئين إلى الولايات المتحدة.

وبحسب "ديلي بيست"، فإن التشريعات التي وضعتها الولايات المتحدة ضد المهاجرين في 1917، كانت لتحريم سفر اللاجئين الصينيين إلى أمريكا الذين لم يستطعوا تخطي اختبارات القراءة والكتابة.

القانون الأمريكي الجديد صدم العالم أجمع وقتها، نتيجة أن واشنطن حرمت حتى المسافرين بشكل شرعي دخول البلاد دون إجراء تلك الاختبارات.

في 1927، طلبت إستر ريسفيلد -بولندية الجنسية- تأشيرة لها ولابنتيها لزيارة الولايات المتحدة إلا أن السلطات الأمريكية أخبرتها بضرورة حل اختبار للذكاء، ولكن ريسفيلد فشلت في الامتحان، بعدما واجهت أسئلة "غريبة" مثل: "أيهما أكثر تأثيرًا وأهمية.. الذبابة أم الفراشة؟"، لتجد اللاجئة نفسها مطرودة من أرض أجدادها.

القانون الذي وضعته الولايات المتحدة وقتها، كان قاسياً للغاية بالنسبة لذوي الإعاقة، وبحسب "ديلي بيست"، فإن آلاف العائلات أصبحوا مشردين عام 1924.

سنت الولايات المتحدة في 1927 قانونًا جديدًا يقضي بعدم منح الجنسية الأمريكية للمواطن المصطحب لأسرة مهاجرة، وتعيش في مكان آخر.

وفي 1951، وقع الاختيار على أحد ضحايا الحرب العالمية الثانية روث كارين -يهودي ألماني- يبلغ من العمر 13 عامًا، للهجرة إلى الولايات المتحدة، إلا أن تم منع والدته من السفر معه سبب كونها سيدة فقيرة.

وفي 1965 تم إقرار "نظام الكوتا"، والذي يعتمد على تحديد أعداد المهاجرين الذين يدخلون البلاد، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي ترامب هذه الأيام، ويعتمد عليه بدرجة كبيرة، وهو ما جلب أيضًا ضجة كبيرة ضد "دون"، وأحدث انقسامًا في الإدارة الأمريكية.

ووصف ترامب نظام الكوتا، بأنه يجلب "سلسلة لاجئين رهيبة"، ما أدى إلى تشريد أكثر من 1000 عائلة بعد سن بعض القرارات، المدعمة بالمحكمة العليا هناك.

يذكر أن وزير العدل الأمريكى جيف سيشنز، برر التفريق بين أفراد عائلات المهاجرين غير الشرعيين، بجملة وردت فى "الإنجيل"، مشددًا على ضرورة فرض احترام القانون فى مواجهة المعارضة الديموقراطية، والاستياء المتزايد في صفوف الجمهوريين.

وكانت إدارة الرئيس ترامب، دعمت فصل أبناء المهاجرين عن آبائهم، لكن أعضاء الكونجرس الجمهوريين والديقراطيين، يشعرون باستياء متزايد من القوانين الأمنية على الحدود التى تطبق لردع الذين ينوون الهجرة.

وفي اليوم نفسه، قال جيف سيشنز، فى خطاب خصص بأكمله لهذه القضية، "يمكنني الاشارة إلى الرسول بولس ووصيته الواضحة والحكيمة، بأنه يجب طاعة قوانين الحكومة لأنها جاءت من الله لإحلال النظام".

وأضاف "سياستنا التي يمكن أن تؤدى إلى الفصل بين أفراد عائلات لفترة قصيرة ليست غير عادية ولا غير مبررة". وتابع أن "دخول الولايات المتحدة بطريقة غير مشروعة جنحة، ووجود اولاد لا يحمى".

من جانبه، وقال زعيم كتلة الجمهوريين في مجلس النواب بول رايان "لا نريد فصل الأطفال عن آبائهم"، وأضاف رئيس مجلس النواب "نرى أنه يجب التسوية عبر قانون حول الهجرة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان