إعلان

5 أسباب تدفع الولايات المتحدة لتوطيد علاقتها بعمان

03:31 م الأربعاء 01 أغسطس 2018

السلطان قابوس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - هدى الشيمي ورنا أسامة:

تعج منطقة الشرق الأوسط بالأحداث التي تشغل بال صنّاع السياسة الأمريكيين، والتي تختلف ما بين الحروب الأهلية في سوريا واليمن، والحرب الدائرة ضد تنظيم داعش، والتدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة، والتوتر المُسيطر على العلاقات الخليجية.

ووسط هذه الأحداث، تقول مجلة ذي ناشيونال إنترست الأمريكية إن الولايات المتحدة عليها ألا تتجاهل علاقتها بسلطة عمان.

تقول المجلة، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، إن عمان مملكة مُنتجة للنفط، مساحتها صغيرة نسبيًا ويعيش فيها أقل تعداد سكاني في الوطن العربي.

كما أنها واحدة من أقدم البلدان في المنطقة، وبسبب موقعها الاستراتيجية الهام في الجزء الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية ومضيق هرمز، تواجه الولايات المتحدة وعمان التحديات نفسها في الشرق الأوسط .

وتشير ناشيونال إنترست إلى أن عمان والولايات المتحدة تجمعهما شراكة وطيدة منذ حوالي عقدين من الزمان.

وبدأ الاتصال بين البلدين في عام 1790، ولكن العلاقات أصبحت رسمية في عام 1833، بعد توقيع البلدين معاهدة الصداقة والتجارة، وكانت أول صفقة تجارية ثنائية بين الولايات المتحدة ودولة خليجية عربية.

وفي عام 1840، أرسلت عمان أول بعثة دبلوماسية من دولة عربية لكي يتم اعتمادها في الولايات المتحدة.

وذكرت المجلة أن عمان أصبحت أكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة، بعد أن باتت أول دولة خليجية ترحب بإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها في الثمانينيات.

والآن، تقول المجلة إن العلاقات بين البلدين لم تعد كسابق عهدها، رغم أن البلدين تتشاركان في اتفاقية تجارة حرة مشتركة، والتي بدأ العمل بها منذ عام 2009، كما أن هناك علاقة عسكرية قوية بين البلدين.

"أهمية عمان"

وتؤكد المجلة ضرورة عمل الولايات المتحدة مع كل الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، لاسيما عمان، وأرجعت ذلك إلى 5 أسباب هامة، استعرضتها على النحو التالي:

أولا، كانت عمان محورًا هامًا للولايات المتحدة في المنطقة على مدار السنين الماضية، لاسيما وأن 75 بالمئة من سكان عمان ينتمون إلى مذهب الإباضية، ويختلفون عن السنة والشيعة، ما سمح لهم بتجنب الصراع الطائفي الذي عانت منه المنطقة.

وتقول المجلة إن انتماء العمانيين إلى الإباضية، سمح لمسقط بلعب دور هام من خلف الستار، سهل القيام بالعديد من المبادرات الدبلوماسية في الشرق الأوسط.

ثانيا، ولأسباب تاريخية فإن عمان تجمعها علاقة قوية جدًا ببريطانيا، والتي تعد من أقرب حلفاء الولايات المتحدة لاسيما في الوقت الحالي.

ذكرت المجلة أن السلطان قابوس بن سعيد تمكن من الوصول إلى الحكم بمساعدة بريطانيا، بعد حدوث انقلاب دموي في السبعينيات.

علاوة على ذلك، ساعدت بريطانيا السلطنة العمانية على دحر ثورة ظفار والتي بدأت منذ عام 1962 وحتى 1975.

1

ثالثا، ولأسباب جغرافية وتاريخية، فإن عمان تجمعها علاقات وطيدة بإيران.

وفي ظل الظروف الحالية، تقول المجلة إنه الولايات المتحدة قد تستفاد من العلاقات العمانية الإيرانية، خاصة وأنهما تقعان على جانبي مضيق هرمز.

ومثل بريطانيا، ارسلت إيران إلى السلطنة العمانية حوالي 4 آلاف جندي لمساعدتها على التصدي على ثورة ظفار.

وعلى مدار الأعوام الماضية، ساعدت عمان الولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاق سمح بتحرير الرهائن الأمريكيين في إيران واليمن.

رابعًا، تميل عُمان لعرض وجهة نظر بديلة ومهمة داخل مجلس التعاون الخليجي، ما ينبغي أن تعتبره الولايات المتحدة موطن قوة لا ضعف.

وتتسم عُمان بالحذر الشديد والاحتفاظ بعلاقات متوازنة جدًا مع كافة الدول في المِنطقة، فضلًا عن توجّهها المتوازن والحذر تِجاه التحديات الإقليمية، ما يجعل من مسقط "صوتًا مسموعًا في الخليج"، وفق المجلة.

2

وأخيرًا، تقول المجلة إن عُمان تُعد رائدًا إقليميًا وإسلاميًا في مكافحة التطرف؛ فلم يُسمع من قبل عن انضمام أحد مواطنيها إلى صفوف داعش.

وبحسب مؤشّر الإرهاب العالمي لعام 2017، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام في أستراليا والمعني بتقييم تأثير الإرهاب على الدول، وضعت عُمان عند درجة الصفر، إلى جانب 29 دولة في العالم، لتُصبح الوحيدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تحتل هذه المكانة.

"نقاط شائكة"

ومع ذلك، تُشير المجلة إلى وجود بعض النقاط الشائكة في العلاقة الثنائية بين البلدين، التي تحتاج إلى مزيد من المعالجة، بما في ذلك التعريفات الجمركية الأمريكية المفروضة على الصلب والألومنيوم، والتي لم تؤثر سلبًا فقط على العلاقات مع حلفاء أمريكا البارزين، مثل كندا أو بريطانيا، لكن أيضًا طالت الحلفاء الأصغر مثل عُمان.

وفي هذا السياق، تذكر المجلة أن عُمان اتخذت على مر السنين الكثير من الإجراءات لتنويع اقتصادها، ولعب قطاعا الصلب والألومنيوم دورًا حيويًا في ذلك، مُشيرة إلى أن التعريفات الجمركية لم تضر المستهلك الأمريكي فقط، لكنها تُعقّد علاقات أمريكا الثنائية مع باقي الدول، بلا داعٍ.

علاوة على ذلك، تلفت المجلة إلى أن عُمان تمتلك حدودًا طويلة مليئة بالمنافذ مع اليمن، مع تصاعد شكوك من استخدام إيران للأراضي العُمانية لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن، لكن لا توجد أدلة على مساعدة أو سماح السلطات العُمانية لإيران بتهريب الأسلحة.

وتقول إن "أي شخص سافر إلى المنطقة يعلم مدى بُعد وصعوبة بعض المناطق هناك، وإذا ثبت أن الأسلحة تدخل اليمن عبر عُمان، سيُمثّل ذلك إساءة للسيادة العُمانية". وعليه، ترى المجلة أنه ينبغي على الولايات المتحدة مساعدة عُمان في تأمين حدودها وتعزيز قدراتها على مكافحة الإرهاب، الأمر الذي من شأنه تحقيق مصالح كلا البلدين.

ومنذ عدة قرون، ظلت عُمان حليفًا لواشنطن يقوم في الوقت نفسه بدور الفاعل الدبلوماسي المهم خلف الستار في المنطقة. ومن ثمّ فإن العلاقات الجيدة مع مسقط لن تصب في مصلحة الولايات المتحدة وحدها، لكنها ستعود بالفائدة على المملكة المتحدة والحلفاء الآخرين في المنطقة أيضًا، بحسب المجلة.

على صعيد الجغرافيا السياسية، لا يُنكر أهمية عُمان في تعزيز مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلا من يجهل مفاهيم الجغرافيا السياسية، إذ أن "علاقة أمريكا مع عُمان لا ينبغي تجاهلها"، تقول المجلة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان