إعلان

نيويورك تايمز: قمة بروكسل وهلسنكي فرصة ترامب لإظهار قوته

09:06 م السبت 07 يوليه 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

من المقرر أن يعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قمتين مهمتين خلال الشهر الجاري، أولهما مع دول الناتو في بروكسل، والثانية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي بفنلندا، وستقوم هاتان القمتان إما باستعادة الدور الريادي لأمريكا حول العالم، أو قتل هذا الدور إلى الأبد، ويعتمد هذا بشكل كليّ على ترامب.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نشرت مقالًا للكاتبة فيكتوريا نولاند، التي شغلت منصب سفيرة الولايات المتحدة لحلف الناتو تحت إدارة جورج بوش الابن، وقالت الكاتبة في بدايته: "إذا ما أظهر ترامب موقفًا موحدًا مع قادة حلف الناتو، وأظهر موقفًا قويًا في لقائه التالي ببوتين، فإن هذا سيظهر عزم الولايات المتحدة على الوقوف مع حلفائها والوقوف ضد منافسيها الاستراتيجيين أيضًا، وقد يختار ترامب أن يهدر كل القوة والمزايا التي تمنحها له الولايات المتحدة واستغلال ذلك في تقسيم حلفاء الولايات المتحدة، ليقوم بعد ذلك بمدح شخص مستبد يقوم دائمًا بالتقليل من ديمقراطية الولايات المتحدة وموقفها وسط الدول، ويتوقف كل هذا على ما يظهره ترامب في بروكسل وهلسنكي".

وتابعت الكاتبة، عادة ما يكون الرئيس الأمريكي في موقف الفائز عندما يلتقي بالرئيس الروسي، خاصة إذا ما كان هذا اللقاء بعد اجتماع مع حلفائه في حلف الناتو، وإذا ما استطاع ترامب استغلال اجتماع حلف الناتو لإيصال رسالة إلى موسكو، فهو يضاعف تأثير هذه الرسالة باستغلال الفرصة للحديث نيابة عن عدد من الدول وليس الولايات المتحدة فقط، والقمة الروسية الأمريكية بين الرئيسين متأخرة بعض الشيء، فالمشاكل الكثيرة بين الدولتين كان لا بد من لقاء يجمع الرئيسين لمحاولة حلها، لأن بوتين هو من يستأثر بالقرار الأوحد في حكومته.

من المتوقع أن يحظى الفريق الذي سيرسله ترامب إلى قمة الناتو بقمة ناجحة، حيث ازدادت ميزانية الدفاع المشتركة لدول الناتو بمقدار 14.4 مليار دولار منذ تولي بداية الفترة الرئاسية لترامب، وجميع حلفاء الناتو يزيدون من إنفاقهم الدفاعي ماعدا دولة واحدة، وترسل 26 دولة منهم المزيد من القوات إلى مهام الناتو، وأصبحت ستة عشر دولة على الطريق لإنفاق ما قيمته 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي على ميزانية الدفاع بحلول عام 2024 تحقيقًا لهدف الناتو.

ومن المفترض أن يحتفل الرئيس ترامب بتلك الإنجازات بدلًا من أن يهاجم حلفائه، حسبما تذكر الكاتبة، وأن يساهم في تسريع المباحثات الثنائية حتى تظل الدول الحليفة والمقربة بشكل كبير تزيد من وتيرة إنفاقها الدفاعية، ومن إنجازات حلف الناتو الأخرى التي تستحق الاحتفال، قيادتين عسكريتين جديدتين ستزيدان من استعداد قوات التحالف وتسرع عملية الانتشار، وهذه التحركات، الموجهة ضد أي طموحات إقليمية أخرى قد تكون لدى موسكو، يجب أن تزيد قوة ترامب في هلسنكي.

وتقول الكاتبة، سيضيع كل هذا الجهد الذي يبذله الناتو عند لقاء ترامب ببوتين، إذا ما ظهرت نتائج قمة بروكسل على أنها تكرار لما حدث في اجتماع قمة السبع دول الكبرى الشهر الماضي، حيث اتضح من حديث ترامب أن الحلفاء ما هم إلا ضعفاء والولايات المتحدة لا تحتاجهم، وأن القادة المستبدين هم من يحظون باحترامنا.

يعتمد بوتين، الذي سيكون أكبر فائز في حالة أي انقسام داخل الناتو، على النتيجة الثانية للقاء حلف الناتو، وما يحتاجه لجعل قمة هلسنكي ناجحة هو المال، ويمتلك ترامب في هذه النقطة يد قوية بنفس قوة رونالد ريجان عام 1982 إذا ما استطاع القيام بالمطلوب منه بشكل صحيح.

يعيش بوتين على أساس نموذج الحكم الذي يتطلب 60 دولارًا لبرميل النفط، سيطرة سياسية كاملة على مواطنيه، وتضييق الخناق على الاقتصاد. والإصلاح الذي تحتاجه روسيا مستحيل تحقيقه دون المزيد من تقاسم السلطة مما سيسمح به بوتين، وطبقًا لاستطلاعات الرأي الحديثة، فإن الشعب الروسي الذي طالما سبب نشر الجنود العسكريين في القرم وسوريا مضايقات له، يهتم حاليًا بالإصلاحات في المستشفيات الروسية، ومنذ بداية حكم بوتين، ارتفعت تكلفة المعيشة على أغلب الروسيين بما يوازي 15% أو أكثر، واضطر مجلس الدوما الروسي الأسبوع الماضي لرفع ضرائب القيمة المضافة وأن يرفع سن المعاش لزيادة العائد.

ولذلك، بحسب الصحيفة، فإن بوتين يحتاج من الغرب والولايات المتحدة أكثر مما يحتاج الغرب منه، فهو يحتاج لتخفيف العقوبات، وزيادة الاستثمار الأجنبي والتجارة بشكل مباشر. إنه يحتاج إلى تمديد اتفاق "البداية الجديدة" النووي عندما ينتهي أجله في 2021، كي لا يضطر لدفع ثمن جيل جديد من الأسلحة، ويريد بوتين أيضًا خروج الولايات المتحدة من سوريا حتى تتمكن القوات الروسية من السيطرة على حقول النفط الشرقية التي تحميها أمريكا الآن، واستخدام الدخل الذي تدره تلك الحقول لدفع ثمن الحرب.

كل هذا يعطي ترامب أفضلية في قمة هلسنكي إذا ما استغل تلك الأمور، وبدلًا من أن يسامح ترامب بوتين على الاستيلاء على القرم، التدخل في الانتخابات الأمريكية، وأن يعرض عليه تخفيف العقوبات، يمكن لترامب - بدعم من الناتو - أن يجعل الدبلوماسية الأمريكية عظيمة مرة أخرى، إذا ما أوضح لبوتين أنه لإعادة العلاقات الأمريكية الروسية لطبيعتها سيتطلب هذا سلوكًا متحضرًا من الجانب الروسي.

واختتمت الكاتبة مقالها قائلة: "إذا ما تشتت شوكة الناتو وأصبح بوتين أقوى من ذي قبل، سيجعل هذا الولايات المتحدة أضعف، وسيصبح ترامب الخاسر في تنافس القوى العالمية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان