إعلان

صفقة القرن| تعرف على أبوديس "بديل القدس" المرفوض

02:07 م الجمعة 06 يوليو 2018

أبوديس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

كانت في الماضي قرية ريفية صغيرة، تميزها حقولها المليئة بأشجار الزيتون ومناظرها الطبيعية التي تطل على مدينة القدس القديمة من حدودها الجنوبية الغربية، ووادي الأردن في الشرق، والآن توجهت الأنظار إلى أبوديس باعتبارها القرية المُحتمل أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية بموجب خطة السلام الأمريكية والمعروفة باسم "صفقة القرن"، حسب ما سربته وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية.

وزعمت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير نُشر في 3 ديسمبر الماضي، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان صاحب مقترح أن تكون أبوديس عاصمة دولة فلسطينية مُستقلة، وهو الأمر الذي رفضته السلطة والشعب الفلسطيني.

وأعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرارًا وتكرارًا عن رفضه لأي مبادرة سلام بوساطة أمريكية، بعد اعتراف ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

وقال عباس، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للدورة الـ28 للمجلس المركزي الفلسطيني، "يعرضون علينا حاليًا أن تكون أبوديس عاصمتنا، مؤكدًا أن القدس عاصمة فلسطين الأبدية"، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا.

ويؤكد بركات الفرا، السفير الفلسطيني الأسبق لدى القاهرة، إن الفلسطينيين حكومة وشعبًا يرفضون أي مقترح لحل الأزمة لا يتضمن بنودًا بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود 67، تشمل الضفة الغريبة كاملة وقطاع غزة، على أن تكون القدس الشرقية عاصمتها، بالإضافة إلى عودة اللاجئين إلى ديارهم، وتحرير كافة الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون الإسرائيلية.

1

ويقول الفرا، لمصراوي: "بدون تحقيق هذه الشروط لن يكون هناك سلام، والشعب الفلسطيني جاهز ومستعد لمواجهة الضغوط الأمريكية".

لماذا وقع الاختيار على أبوديس؟

تحمل أبوديس مكانة خاصة في نفوس الفلسطينيين، خاصة وأنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقدس، فهى من أقرب البلدات إليها، كما أن قوات الناصر صلاح الدين الأيوبي تمركزت فيها، وبُني فيها مسجد صلاح الدين الأيوبي.

حسب تقارير بريطانية وإسرائيلية منها تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، فهناك عدة أسباب تجعل أبوديس العاصمة الفلسطينية المحتملة، أهمها موقعها الجغرافي، لا سيما وأنها أقرب نقطة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية إلى القدس، كما أنها خارج الجدار الأمني الذي بنته إسرائيل عام 2003.

تقع أبوديس على خط من التلال يبعد حوالي كيلومتر عن البلدة القديمة حيث توجد المواقع المقدسة الإسلامية والمسيحية مثل المسجد الأقصى، وقبر إليعازر، الموقع المسيحي المُقدّس الذي يحجّ له المسيحيون من كل حدب وصوب، خاصة وأن إنجيل يوحنا يقول إنه معجزة عيسى بن مريم وقعت به.

تربط أبوديس بين الأجزاء الشمالية والجنوبية من الضفة الغربية. وتوجد بها جامعة القدس، وبها بنك مرموق، ومجموعة من المتاجر البسيطة، وهي نقطة يتوقف فيها السكان المحليون الذين يقومون برحلات من مكان آخر. وللوصول إليها على الفلسطينيين القيادة من بيت لحم أو رام الله.

"اتفاقية أوسلو"

زاد الحديث حول أبوديس عقب توقيع اتفاق أوسلو للسلام عام 1993، والذي عزز آمال الفلسطينيين بأنهم قد يكون لديهم قريبًا دولة مستقبلة جنبًا إلى جنب دولة تحتلها إسرائيل.

ولهذا السبب، وقع الاختيار عليها لتكون مركزا لمجلس التشريع الفلسطيني، الذي بدأت السلطة الفلسطينية ببنائه عام 1995، والذي بدأ العمل به في أعقاب اتفاق أوسلو، وكان يهدف لصياغة القوانين والأنظمة الفلسطينية وإدارة الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية.

ويقول مسؤولون فلسطينيون، إن الزعيم الراحل ياسر عرفات، وافق على إقامة المجلس في أبوديس، لكي تكون نافذة يطل منها على قبة الصخرة، فيتمكن من رؤيتها بوضوح.

ولم تسر الأمور كما المُخطط، ففي عام 1995، اُغتيل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، الذي قاد عملية المفاوضات مع الفلسطينيين على يد مُتطرف يهودي مُعارض لخطة السلام، فتعثرت المحادثات، واندلعت أعمال العنف وتوقفت أعمال البناء في أبوديس.

2

"تغيير الملامح"

شهدت أبوديس عدة أحداث غيرت ملامحها، ففي عام 1976، أصبحت البلدة بالكامل تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي. ومنذ ذلك الوقت، صادرت القوات الإسرائيلية الأراضي من أجل بناء المستوطنات، والقواعد العسكرية والجدار العازل.

وحسب المجلس المحلي للقرية، فإن إسرائيل صادرت ما يقرب من 24 ألف دونم، من أراضي القرية لإقامة مستوطنات بينها الكتلة الاستيطانية "معاليه ادوميم" التي تعتبر من المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية.

وبدأت إسرائيل بناء الجدار العازل في عام 2000، لتفصل بذلك القرية عن القدس الشرقية، ما تسبب في زيادة صعوبة الوصول إلى المدينة القديمة.

وتم بناء باقي الأحياء المُحيطة بأبوديس بشكل عشوائي دون تخطيط، حيث يوجد منازل عائلات كبيرة تطل على الوديان والتلال، حسب جيروزاليم بوست.

وتقول صحيفة "لوبس" الفرنسية إنه لا يوجد في أبوديس شيء يستحق المشاهدة، إذ أنك إذا ذهبت إلى هناك ستصاب باختناق شديد من الازدحام المروري الناتج عن الجدار الإسرائيلي العازل، أو أكوام الزبالة المتراكمة في الطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى.

وحسب الصحيفة فإن الفلسطينيين محاصرين بين ثلاث عواصم، وهي أبوديس العاصمة المفروضة عليهم، ورام الله عاصمة الأمر الواقع، والقدس عاصمة الحلم والهاجس.

تعرف على أبوديس بديلة القدس المرفوضة (فيديوجراف)

فيديو قد يعجبك: