إعلان

"ذا أتلانتك": روسيا تدعي الضعف بينما تؤثر على العالم

09:33 م السبت 21 يوليو 2018

دونالد ترامب وفلاديمير بوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

إذا ما شاهدت لغة الجسد لكلا الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في القمة التي عقدت بينهما في هلسنكي، قد يجعلك هذا تتساءل أي الرئيسين يقود دولة كبرى؟ ترامب الذي يرأس بالفعل الدولة الأقوى، أم بوتين على رأس القوة الروسية، التي تتصنع الضعف بينما ينفذ تأثيرها عالميًا؟

مجلة "ذا أتلانتك" حاولت الإجابة على هذا التساؤل في تقرير، استهله أستاذ العلوم السياسية المشارك في كلية سوارثمور بولاية بنسلفانيا دومينيك تيرني بـ "عادة ما نعتقد أن الدولة إذا ما كان اقتصادها وجيشها قويين، يصبح تأثيرها أكبر، لكن المزيد من القوة لا يعني بالضرورة أن تشق طريقك، لأن هذا سيدفع البلدان الأخرى لمقاومتك ومحاربتك، والمثال على ذلك الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، إذ كان الاتحاد السوفييتي قوة عالمية كبرى، ويمتلك أكبر جيش في العالم، وناتج إجمالي محلي يساوي نصف ما تمتلك الولايات المتحدة، وإمبراطورية تمتد في شرق أوروبا، ولم تكن موسكو خجلة من استغلال كل هذه الموارد للتأثير على الآخرين، وتخويفهم، وإسقاط أعدائها باستخدام تلك الموارد".

ولكن، بحسب المجلة، لم تعن القوة السوفييتية التأثير على الآخرين بل كانت للمقاومة، حيث توحد الغرب للمقاومة ضد الاتحاد السوفييتي بسبب قوتها، فالجيش الأحمر، الذي كان يختبئ بالكاد على بعد 100 ميل من نهر الراين، أدى لإنشاء حلف الناتو، وساعد في تحفيز تشكيل الاتحاد الأوروبي، وساهم أيضًا في توحيد الناس داخل الدول الغربية، ومنها الولايات المتحدة التي توحد فيها الجمهوريون والديمقراطيون لدعم الجهود العالمية لاحتواء الشيوعية.

وعندما حاولت موسكو استعراض عضلاتها بغزو أفغانستان في 1979، لم يزد التأثير السوفييتي كما كان متوقعًا، بل أدى التدخل لتكوين تحالف للمقاومة من المتمردين المجاهدين، والولايات المتحدة، وأسامة بن لادن ومقاتلوه العرب المتطوعين، وباكستان، والصين، وأدى هذا لتحول ما اعتبرته موسكو كأنه مغامرة لعملية مكلفة أدت فيما بعد لانهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991.

وفي الوقت الحالي، أصبحت روسيا دولة قوية مرة أخرى، ينقسم خصومها - الغرب والولايات المتحدة - فيما بينهم ويتناحرون، بينما يعتمد بوتين استراتيجية إظهار ذاته في مظهر العاجز، ويرى أن المواجهة المباشرة مع خصوم أقوياء مثل أمريكا أو الاتحاد الأوروبي خيار غير مطروح على الإطلاق، وبدلاً من ذلك تستفيد موسكو من الانقسامات في الغرب والولايات المتحدة بتأجيجها مستخدمة في ذلك الحرب النفسية، والإعلام والتجسس الإلكتروني.

ويقول الكاتب: "تطلع موسكو للضغط بشكل مناسب - بتخطيط من بوتين - لتفريق خصومها، دون استخدام الكثير من الغضب الذي قد يؤدي لرد فعل عكسيّ منهم، واستطاعت روسيا تحقيق هذه النقطة عن طريق اختراق البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي في 2016، واستنتج الجمهوريون من ذلك أن (بريدهم) - في إشارة للديمقراطيين - من تم اختراقه وليس (بريدنا)، ولكن إذا قامت روسيا بشن حملة إلكترونية ضد المؤسسات القومية في الولايات المتحدة، سيؤدي هذا لتوحيد الأمريكيين كلهم ضدهم.

موسكو واقعية للغاية، بحسب الكاتب، على الرغم من إظهارها للضعف على الساحة الدولية، فهي لا تحاول أن تبني منارة للحرية في العراق مثلما فعلت الولايات المتحدة، فهذا النوع من الحروب تستطيع تحمله فقط الدول القوية للغاية، ولكن بدلًا من ذلك يستخدم بوتين القوة بطريقة محدودة ولكن فعالة مثلما فعل في سوريا، ويعقد الصفقات ويتكلم مع الجميع (الإسرائيليون، السوريون، الأكراد، الإيرانيون).

ويختتم الكاتب تقريره بقوله: "حتى الكوارث قد تكون مفيدة أحيانًا، فسقوط الاتحاد السوفييتي جعل روسيا أكثر تحررًا".​

فيديو قد يعجبك: