إعلان

"فدية المليار دولار".. كيف خطط "الخيارين" لتحرير الأمراء القطريين؟

12:13 ص الأربعاء 18 يوليو 2018

زايد الخيارين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب: محمد عطايا

داخل غرفته من مبنى ضخم في العراق، يبعث برسائل إلى رؤسائه في قطر، فالأمور تزداد سوءًا، وما يحدث هو فقدان للسيطرة، لأن "اللصوص" لديهم ورقة المقامرة الرابحة.

قبل أن يتحول الجميع – حزب الله، الحرس الثوري، السلطات العراقية - إلى لصوص بالنسبة لزايد الخيارين، بثلاثة أعوام، تم اختياره ليتولى منصب السفير القطري إلى العراق، كحدث استثنائي، بعدما ظلت السفارة القطرية هناك مغلقة لأعوام.

لم يمض عام حتى وجد الخيارين، المعين حديثًا، نفسه متورطًا في أكبر عملية فدية في العالم، بعدما تم عرض حياة 9 أمراء من العائلة الملكية، مقابل العديد من الدولارات.

السفير الذي مثّل قطر في الأماكن أكثر سخونة بالعالم، مثل سوريا، وجد نفسه وسيطًا لعملية الفدية القطرية، ويبدو أن الأوضاع تخطت جميع الخطوط الحمراء هناك، بالدرجة التي جعلته يبعث برسالة إلى الأمير القطري يخبره فيها أن "الجميع لصوص".

دخلت قطر في مفاوضات مع جماعة إرهابية بالعراق، وكان أحد أطرافها قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، من أجل تأمين إطلاق سراح 28 عضوًا بالأسرة القطرية الحاكمة، كانوا قد اختطفوا أثناء رحلة صيد على الحدود العراقية.

وتُبين الاتصالات والرسائل النصية بين عبد الرحمن آل ثاني، والسفير القطري، كيف وافقت الدوحة بكل سهولة على دفع فدية غير مسبوقة والتدخل في مسار النزاع السوري، لصالح إيران وحلفائها من أجل استرجاع الرهائن.

الكشف غير المسبوق لصحفي بريطاني، وأكملته بعده "واشنطن بوست"، ومن ثم "بي بي سي"، فضح عملية الابتزاز، وطبقًا لإحدى روايات تسلسل الأحداث، فقد دفعت قطر أكثر من مليار دولار لتحرير أولئك الرجال، حيث ذهبت الأموال لجماعات وأفراد صنفتهم الولايات المتحدة على أنهم "إرهابيون" بما في ذلك كتائب حزب الله في العراق والجنرال قاسم سليماني، وهو قائد قوات الحرس الثوري والخاضع شخصيًا لعقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا.

في 13 مارس عام 2016، أرسل السفير زايد الخيارين إلى الوزير رسالة مفادها: "لقد أخبرتهم بأن يعيدوا لنا أربعة عشر شخصًا.. وسنعطيكم نصف القيمة".

وبعدها بخمسة أيام قال في رسالة أخرى: "إنهم يريدون بادرة حسنة من جانبنا أيضا. هذه علامة جيدة بالنسبة لنا.. تدل على أنهم في عجلة من أمرهم ويريدون إنهاء كل شيء في أقرب وقت".

في شهر أبريل عام 2016، ظهر سليماني، وهنا كان الحديث واضحا عن مبلغ المليار دولار.

وأرسل السفير رسالة إلى وزير الخارجية قال فيها: "لقد التقى سليماني بالخاطفين مساء أمس وضغط عليهم من أجل قبول المليار دولار. لم يستجيبوا بسبب وضعهم المالي.. سليماني سيعود".

عمل الخيارين، ككبير المفاوضين في قضية تحرير الرهائن، وقال: "إن السوريين وحزب الله بلبنان وكتائب حزب الله في العراق، جميعهم يريدون المال، وهذه هي فرصتهم، كلهم لصوص. وأكدت الوثائق أن القطريين كانوا على استعداد للدفع".

فيديو قد يعجبك: