إعلان

محللون: الصين لن تسمح بتهميشها في ملف كوريا الشمالية

02:40 م الأحد 17 يونيو 2018

الرئيس الامريكي والزعيم الكوري الشمالي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بكين- (أ ف ب):

لم تكن الصين حاضرة في قمة الرئيسين الكوري الشمالي كيم جونج اون والأمريكي دونالد ترامب، لكن ذلك لم يمنعها من تحقيق نصر استراتيجي والتاكيد بوضوح أن لا أحد ولا شيء يمكن ان يهمش دورها، بحسب محللين.

قبل أشهر قليلة كان يمكن تخيل ان يتم الالتفاف على الصين من قبل واشنطن التي كانت تنسج علاقات مباشرة مع بيونجيانج.

لكن بكين حريصة على نفوذها في شبه الجزيرة الكورية حيث لديها منذ امد بعيد مصالح اقتصادية وامنية. ولم تتأخر الصين في تذكير بيونجيانج وواشنطن بأنه لا يمكن الاستغناء عنها.

وإثر قمة كيم وترامب، وحين أعلن الرئيس الأمريكي بشكل مفاجىء انهاء المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية، وهو ما كانت تطالب به بكين منذ زمن بعيد، كان واضحا أن الصين تضع بصمتها على الحدث.

ويقول الخبير في العلاقات الدولية في جامعة فودان بشنجهاي، وو شينبو، إن "نتائج قمة سنغافورة جاءت عموما متطابقة مع ما كانت تنتظره الصين".

وأضاف "أن نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية وارساء آلية سلام فيها متطابق مع مطالب الصين الثابتة".

وراى دبلوماسي غربي، طلب عدم كشف هويته، أن الصين كانت "المنتصر الاستراتيجي" في القمة. وكانت حتى انعقادها "لا تتخيل ان ترامب سيوقف المناورات المشتركة وان يشير الى انسحاب محتمل لقواته من كوريا الجنوبية في المستقبل".

ومع ذلك لم يكن نفوذ الصين مضمونا.

"انقلاب في الموقف"

على مدى سنوات، دعمت بكين بقوة اقتصاد كوريا الشمالية الخاضع لضغوط دولية شديدة، وذلك خشية انهيار النظام الذي تعتبره حاجزا استراتيجيا ضد الوجود العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية.

لكن الصين لم يكن بوسعها تجاهل إطلاق بيونجيانج الصواريخ البالستية او قيامها بتجارب نووية في 2017، فاختارت دعم عقوبات الأمم المتحدة مهددة صادرات كوريا الشمالية من الفحم والنسيج ومنتجات اخرى.

وازاء هذه التنازلات بدا وكان واشنطن تريد المضي قدما دون بكين.

وحين اعلن ترامب في مارس عن مشروعه لقمة مع كيم بذلت الصين كل ما في وسعها لتعود إلى الواجهة.

وبعد أن كان يعتبر شخصا غير مرغوب فيه، قام الرئيس الكوري الشمالي بزيارته الأولى لبكين، ثم اعقبها سريعا بزيارة ثانية إلى مدينة داليان، حيث التقى مرتين الرئيس شي جيبينج.

ولاحظت بوني غلاسر المحللة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن انه حتى ذلك الوقت لم تكن كوريا الشمالية "تجعل من وقف المناورات العسكرية بين واشنطن وسيول اولوية لها".

"ثم التقى شي جيبينج كيم في داليان، وشهدنا انقلابا في الموقف الكوري الشمالي".

واضافت في الواقع "كل ذلك اشبه بانتصار ليس فقط لكيم بل ايضا لشي جيبينج.. الصينيون يفكرون منذ امد بعيد في امكانية اخراج القوات الأمريكية من المنطقة، لأن ذلك يشكل مفتاح تقليص النفوذ الأمريكي وتسريع تشكيل منطقة اكثر تمحورا حول الصين".

"قوة هائلة"

وبعد قمة سنغافورة، أكدت الصين بوضوح أنها تريد دورًا أساسيًا في المفاوضات عارضة بالحاح خدماتها الدبلوماسية.

وعلى الأرجح ليس امام واشنطن من خيار سوى القبول.

واكد شارلي بارتون، الدبلوماسي السابق "ان التوصل الى تسوية مثمرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية يتطلب مشاركة الصين".

واضاف "لا يمكن تجاهل قوة هائلة تتقاسم حدودا برية مع كوريا الشمالية ومصممة على التدخل في شؤونها".

ويتفق وو مع الرأي ذاته، مؤكدا انه "دون دعم الصين لا يمكن لكوريا الشمالية القيام بعملية نزع السلاح النووي بأمان، كما لا يمكنها الانتقال السلس إلى جعل التنمية الاقتصادية أولوية".

وأضاف أنه مع عودة بكين إلى اللعبة الدبلوماسية سيكون بإمكانها أن ترمي بثقلها في مجالات اخرى في علاقتها بالولايات المتحدة.

وتابع بارتون "نأمل أن نعالج القضايا السياسية والاقتصادية بشكل منفصل لكن اذا خاضت الصين والولايات المتحدة حربا تجارية سيكون لذلك تاثير على العلاقات الصينية الأمريكية بما فيها العلاقات المستقبلية حول كوريا الشمالية".

وأضاف "بالتاكيد سيعقد ذلك التنسيق بين البلدين بشأن ملف كوريا الشمالية".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: