إعلان

ذا أتلانتك: روسيا تستخدم الرياضة لتحسين صورتها السياسية

06:10 م السبت 16 يونيو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

بدأت نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم يوم الخميس الماضي، والتي قد يراها محبو كرة القدم كفرصة للتعبير عن حبهم للعبة، ولكن أيضًا قد يراها البعض، بالطريقة التي يصفها بها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون كـ "احتمال بغيض أن يستغلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كفرصة لتلميع نفسه في هذا الحدث الرياضي"، ومن الممكن أن تستغل روسيا هذه البطولة للفوز بالاحترام وإعادة تلميع صورتها مرة أخرى، من خلال الرياضة، حسبما تذكر مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية في تقرير لها.

وتقول المجلة: "إذا كانت هذه الحقيقة، فستكون هذه نفس الاستراتيجية التي اتبعها السوفييت منذ عقود، عندما كانت روسيا مهيمنة رياضيًا بجانب كونها قوة عظمى سياسيًا، ولكن خسرت روسيا في كلا الناحيتين في الأيام يلستين السوداء، وجاء خليفته فلاديمير بوتين، ليظهر روسيا جديدة وحديثة، وذلك من خلال سياساته الخارجية والرياضة أيضًا".

وتابعت، حصلت روسيا على حق تنظيم الألعاب الأولمبية لعام 2014 بمدينة سوتشي في عام 2007، لتكون بذلك أولى الألعاب الأولمبية التي تعقد في دولة كانت جزءًا من الاتحاد السوفييتي منذ ألعاب موسكو عام 1980، والتي قاطعتها أغلب دول العالم الغربي بسبب الغزو السوفييتي لأفغانستان.

وكان من المفترض أن تكون الألعاب الأولمبية وسيلة لإخراج روسيا من صورتها النمطية على أنها الدولة الضعيفة التي كانت عليها في نهاية عهد يلتسين، ولإظهار أن روسيا عادت بقوة إلى العالم، وأنها شريك يمكن الوثوق إليه بالنسبة للغرب، واستطاعت بنسبة كبيرة تحقيق هذا، ولكن إذا كان هناك شيء آخر تنشده روسيا بخلاف الاحترام من هذه الألعاب، فكان هو أن تعود لتصبح دولة ذات تأثير مرة أخرى، ونتيجة لذلك هاجمت جورجيا في 2008 بسبب دعمها المزعوم لبعض الانفصاليين الروسيين، وقطعت إمدادات الغاز عن أوكرانيا في 2010، وأدان المجتمع الدولي هذه الأفعال، بالتزامن مع فوز روسيا بتنظيم كأس العالم لعام 2018.

في السنوات التالية، غزت روسيا شبه جزيرة القرم في أوكرانيا، ووقفت بجانب الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية، واتهمتها السلطات الهولندية بإسقاط طائرة ماليزية، واتهمها مسؤولون بريطانيون بتسميم جاسوس روسي سابق وابنته بغاز الأعصاب. بالإضافة إلى أنها لم تحل الشكاوى القديمة ضدها حول سجلها في مجال حقوق الإنسان، وحالة التمييز ضد مجتمع المثليين والعنصرية في كرة القدم الروسية، وكانت هناك دعوات متكررة لنقل البطولة من روسيا.

ولكن، حسبما تذكر المجلة، يبدو أن كل هذا تم نسيانه مع افتتاح البطولة يوم الخميس، بعد فوز المنتخب الروسي على نظيره السعودي بخمسة أهداف مقابل لا شيء، وفي الواقع، قد لا تحتاج روسيا بعد الآن إلى الرياضة لاستعراض قوتها، حيث استمرت في دفع أولويات سياستها الخارجية بعد أن أصبحت القوى السياسية التي كانت موائمة لإيقافها مفككة ومنقسمة، وتنهار الآن جبهة أوروبا الموحدة ضد غزو شبه جزيرة القرم، حيث يفضل قادة إيطاليا وأستراليا الجدد، وكذلك القدامى في المجر، أن يحظوا بعلاقات جيدة مع روسيا، وكذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي قال لأعضاء الدول السبع الكبرى، بحسب موقع "BuzzFeed News": "أن المنطقة الأوكرانية كانت في الأساس روسية، لأن الجميع هناك يتحدثون اللغة الروسية، وأيضًا أنه يريد إرجاع روسيا إلى مجموعة الدول السبع"، (والتي كانت تسمى مجموعة الثماني) بعد أن تم طردها بسبب أفعالها في أوكرانيا.

وتقول المجلة في ختام تقريرها: "طبقًا للمفاهيم الكروية، فإن بوتين أثبت أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم الجيد، واستحوذ على الكرة في منتصف الملعب الخاص بخصومه، منتظرًا إياهم أن يرتكبوا أخطاء، وهم لم يخيبوا ظنه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان