إعلان

النووي ليس المشكلة الأكبر.. لماذا انسحبت أمريكا من الاتفاق؟

03:31 م الأربعاء 09 مايو 2018

ترامب يوقع مرسوم انسحاب من الاتفاق النووي الإيراني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران، وهي الخطوة التي ادانها حلفاء أمريكا في أوروبا، فيما لمح الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى امكانية عودة بلاده إلى تخصيب اليورانيوم إذا تطلب الأمر.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن مشكلة الاتفاق النووي مع إيران بالنسبة لترامب وحلفائه المقربين، السعودية وإسرائيل، لم تكن مُتعلقة بالأسلحة النووية، ولكنها تمثلت في أنه منح الحكومة الإيرانية الشرعية، وسمح لها بممارسة دور بارز في المجتمع الدولي، ومكّنها من الانفتاح على الاقتصاد العالمي من خلال الحصول على عائدات النفط، التي مولت تحركاتها في سوريا والعراق، وساعدتها على دعم الجماعات الإرهابية.

وذكرت الصحيفة، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء، أن إعلان ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، أمس الثلاثاء، قد يكون من أخطر القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي.

وفي الوقت الذي يرى فيه مسؤولون أوروبيون أن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي ما هو إلا مراهنة على قدرته هو وحلفائه على إضعاف الاقتصاد الإيراني، ما يساعدهم على الإطاحة بنظامها الحاكم، يُرجّح محللون وسياسيون أن إيران سيكون لديها القدرة على إنتاج كميات كبيرة من المواد النووية، التي تسمح لها بتعزيز ترسانتها النووية، وامتلاك أسلحة نووية.

ومع ذلك، تقول نيويورك تايمز إن فريق ترامب يتجاهل هذه الخطورة، بالنظر إلى أن إيران لا تملك القوة الاقتصادية التي تسمح لها بمواجهة أمريكا وإسرائيل والسعودية، كما أنهم أكدوا على أن قيام إيران بأي إجراء يخص اسلحتها النووية، سيمنح الولايات المتحدة وإسرائيل كل الحق في اتخاذ إجراء عسكري ضدها.

وحذر حلفاء أمريكا في أوروبا من هذا النهج، والذي قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين البلدين، قد تتفاقم وتصل إلى حرب سيكون لها نتائج كارثية على العالم.

وقالت نيويورك تايمز إن السعودية أدانت خلال الفترة الماضية تصرفات إيران في المنطقة، ونددت بتحركاتها واعتبرتها سبب كل المشاكل التي يواجهها الشرق الأوسط، وظهر ذلك في تصريحات كبار مسؤوليها، على رأسهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي شبه المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي بهتلر.

وفي خطاب ألقاه في مارس الماضي في معهد بروكينجز، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن إيران أكبر مشكلة تواجهها المنطقة، وأدان تدخلها في شؤون الدول المجاورة، ودعمها الجماعات المسلحة في سوريا والعراق ولبنان وغيرها من الدول، وامدادها للمليشيات الحوثية في اليمن بالأسلحة والصواريخ البالستية التي تشنها تجاه بعض المدن والمناطق السعودية.

وقال الجبير إنه حتى إذا تم تشديد القيود المفروضة على الأسلحة النووية، فإن الاتفاق لن يحل المشكلة. وتابع: "يجب مُحاسبة إيران".

ويرى جيرمي شابيرو، مدير الأبحاث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ومسؤول في وزارة الخارجية خلال إدارة أوباما، أن السعودية وإسرائيل وغيرهم من دول الشرق الأوسط المعادية للاتفاق النووي يعتقدون أنهم في صراع وجودي مع النظام الإيراني، والأسلحة النووية جزء صغير من هذا الصراع.

ويقول شابيرو إن الدول السالف ذكرها تخشى تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، موضحًا أن انتهاء الخلافات بين طهران وواشنطن سيحقق أحد أكبر كوابيس السعودية.

وبالنسبة لإسرائيل، تقول الصحيفة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغط على ترامب حتى يوافق على الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، الذي أحدث مشكلة كبيرة بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة أوباما.

وقدم نتنياهو، منذ قرابة أسبوع، مجموعة من الوثائق المُسربة التي تزعم أن إيران تخدع العالم، وتعمل على تخصيب اليورانيوم، وتطوير أسلحتها النووية، رغم أن الاتفاق يلزمها بتجميد أنشطتها النووية.

ورغم إشادة نتنياهو بقرار ترامب، نقلت الصحيفة عن مسؤولين ومستشارين عسكريين واستخبارتيين في الحكومة الإسرائيلية أن بلادهم قد تواجه خطرًا كبيرًا بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق.

ورجح جراهام أليسون، البروفسور في جامعة هارفارد، أن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران سيكون له نتائج أسوأ بكثير، ليس فقط على الولايات المتحدة، ولكن على إسرائيل أيضًا، وأرجع ذلك إلى أن الاتفاقية الحالية عطّلت البرنامج النووي الإيراني، كما أنها تحتوي على بنود تسمح لباقي الدول بتفتيش مواقع تطوير إجراء التجارب النووية.

فيديو قد يعجبك: