إعلان

"الحياة والموت وجهان لعُملة واحدة".. مشاعر أهالي غزة بعد التصعيد الأخير

02:49 م الأربعاء 30 مايو 2018

مسيرات العودة الفلسطينية

كتبت- رنا أسامة:

أبرزت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، مشاعر سكان غزة بعد التصعيد غير المسبوق منذ حرب 2014 في القطاع، قائلة إن "مشاعرهم تأرجحت بين اليأس واللامبالاة، مُتجاوزين الرغبة في الانتقام أو الخوف من رد فعل الجانب الإسرائيلي".

كانت قوات الاحتلال ردّت على الصواريخ وقذائف الهاون التي أُطلِقت باتجاهها من غزة بشنّ غارات جوية، ليلة الثلاثاء- الأربعاء، بضرب أكثر من 35 هدفًا عسكريًا لحركتيّ حماس والجهاد الإسلامي، بينها ورش لتصنيع الصواريخ ومخابئ لطائرات مسيرة ومُنشآت عسكرية.

واستشهد خوري، في تقريره، بتدوينة لخّص بها ناشط من حماس مشاعر سكان غزة، عبر تويتر، جاء فيها "نشعر هو أنه لا يوجد شيء نخسره، لذا فإن الحرب من شأنها أن تُحدِث تغييرًا في الواقع البائس للقطاع". وأضاف "الناس مستعدون لتوجيه ضربة أخرى حال قادت الحرب أو الصراع إلى التغيير".

بينما يُتابع وسائل التواصل الاجتماعي، يذكر سمير زقوت، مدير البحث الميداني بمركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، مقولة "تعدّدت الأسباب والموت واحد". ويقول "أعيش في قطاع غزة منذ عام 1998، ونحن في شهر رمضان، فهذه هي المرة الأولى التي ألمس فيها مشاعر اليأس تسود كل مكان وكل رُكن".

ويمضي زقوت في توصيف مُعاناة أهل غزة: "لا نشهد أجواءًا تبعث على الحياة أوالسرور خلال شهر رمضان. الناس بلا دخل ولا طعام ولا دواء. يبدو أن العالم نسي قطاع غزة وشعبه". ويُتابع "الحياة والموت أصبحا وجهان لعُملة واحدة بالنسبة لكثير من سكان غزة. أسمعهم يقولون ذلك علنًا وبشكل صريح علنًا".

وهو ما تؤكّد عليه مريم محمود، ناشطة اجتماعية في غزة، لهآرتس، بقولها "أعرف أُناسًا توقّفوا عن الاهتمام بما يحدث من شدة يأسهم. لا نعتقد أن الحرب أو التصعيد سيحدِث تغييرًا ماديًا في الوضع الإنساني بالقطاع". وتتابع "إننا- كمقيمين في غزة- نشعر أننا في الواقع رهائن لنظام مصالح ومسرحيات قِوى، وأينما سيقودنا ذلك فلا يُمكن لأحد أن يعترض".

في غضون ذلك، يُراود الأهالي في غزة شعورًا بأن جولة التصعيد الحالية لن تؤدّي بالضرورة إلى حرب شاملة، كما حدث بين إسرائيل وحماس وحلفائها في القطاع خلال صيف عام 2014. ويعتقد الكثيرون أن التصعيد الذي بدأ يوم الثلاثاء ملا يعني سِوى أن "الجانبين كانا يحاولان إرسال إشارة إلى بعضها البعض"، وفق هآرتس.

وأعلن جيش الاحتلال، في بيان الثلاثاء، أن حوالى 70 صاروخًا وقذيفة هاون أُطلقت على اسرائيل خلال النهار، وان انظمة الدفاع الجوي اعترضت قسمًا منها. وأُصيب 3 جنود إسرائيليين بجروح، اثنان منهما جروحهما طفيفة والثالث إصابته متوسطة. فيما لم يُعلن على الفور عن سقوط ضحايا في القطاع.

ويجتمع مجلس الأمن، اليوم الأربعاء، لبحث التصعيد بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال في غزة، بطلب من الولايات المتحدة التي تريد من المجلس إدانة الهجمات بـ"أشد العبارات"، حسبما نقلت صحيفة الحياة عن دبلوماسيين.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، في بيان، الثلاثاء، إن "مجلس الأمن يجب أن يغضب ويرد على هذه الجولة الأخيرة من العنف التي تستهدف مدنيين اسرائيليين أبرياء، ويجب أن تخضع القيادة الفلسطينية للمحاسبة لما تسمح بحدوثه في غزة".

ووزّعت الولايات المتحدة مسودة بيان، تطالب المجلس بأن يُدين بأشد العبارات القصف الصاروخي العشوائي من قبل المسلحين الفلسطينيين في غزة باتجاه اسرائيل، وفق ما ورد في النسخة.

وتطالب المسودة حركتي حماس والجهاد الإسلامي وجماعات مسلحة أخرى بوقف كل النشاطات العنيفة والأفعال الاستفزازية، بما في ذلك على طول السياج الحدودي، ووقف تعريض المدنيين للخطر.

وسيستمع المجلس إلى تقرير من موفد الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، خلال الاجتماع المقرر في الساعة الثالثة بعد ظهر الأربعاء (السابعة مساءً بتوقيت جرينتش).

فيديو قد يعجبك: