إعلان

بعد تهديدها بإلغاء القمة.. لماذا تخشى كوريا الشمالية من مصير ليبيا؟

01:39 م الخميس 17 مايو 2018

كيم جونج أون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

هددت كوريا الشمالية، أمس الأربعاء، بإلغاء القمة التاريخية المُرتقبة بين زعيمها كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المُقرر عقدها في سنغافورة في 12 يونيو المُقبل، وأكدت رفضها أن تُصبح "ليبيا ثانية".

وتتساءل صحيفة نيويورك تايمز عن السبب الذي يجعل كوريا الشمالية تضع النموذج الليبي أمام أعينها، وتخشى من تكراره فيها، وأن يُصبح مصير كيم جونج أون مأساوي كمصير القائد الليبي السابق مُعمّر القذافي.

اتهم نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي كيم كي غوان يتهم بأنها تضمر نوايا سيئة تجاه بلاده، واختص مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون بنقد لاذع بسبب تصريحاته الأخيرة عن اتباع بلاده ما وصفه بالنموذج الليبي للتخلي عن ترسانة الأسلحة النووية.

وقال في بيان نقلتة وكالة الأنباء الرسمية إنه إذا أصرت واشنطن على تطبيق "النموذج الليبي والتضييق علينا ومطالبتنا بالتخلي عن أسلحتنا النووي دون أن تتخلى هي عن برنامج أسلحتها النووية ، فسنعيد النظر في القمة (المقبلة) والمحادثات (بشأن برنامج كوريا الشمالي النووي".

تقول نيويورك تايمز، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني أمس الأربعاء، إن القذافي اعتقد أنه بإمكانه التقرب من الغرب، والعودة إلى أحضان المجتمع الدولي، بعد التخلص من ترسانة أسلحته النووية، وعقد اتفاقًا مع إدارة الرئيس السابق جورج بوش منذ نحو 15 عامًا.

ومن المفترض أن تُنهي القمة المرتقبة بين ترامب وكيم جونج أون عقود من العداء بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، إلا أن مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد جون بولتون، والذي كان العقل المُدبر لاتفاق مع ليبيا، يرى أن أفضل طريقة لحل المشاكل بين البلدين هي نزع السلاح النووي بشكل كامل من بيونجيانج، مقابل تقديم وعد برفع العقوبات الاقتصادية.

ماذا حدث في ليبيا؟

تقول نيويورك تايمز إن ما وقع من أحداث في ليبيا في أقل من عقد من الزمان، ربما يكون السبب الرئيسي في شعور كيم جونج أون بالخوف الشديد.

في عام 2003، عندما رأى القذافي الغزو الأمريكي للعراق، واطاحته بالزعيم العراقي السابق صدّام حسين، وافق بعد مجموعة من المفاوضات السرية المطولة مع بريطانيا والولايات المتحدة تسليم المعدات النووية التي اشتراها من باكستان.

وذكرت الصحيفة أن المواد المُستخدمة في تصنيع الأسلحة النووية نُقلت خارج ليبيا، ووضع أغلبها في مختبر أسلحة أمريكي، عندما أعلن بوش عن الاتفاق، وأشار بوضوح إلى ضرورة سير كوريا الشمالية وإيران على خطا ليبيا.

بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها شن هجومًا عسكريًا على ليبيا منذ عام 2011 لمنع القذافي من قتل المدنيين الأبرياء، الذين شاركوا في احتجاجات ومظاهرات مُطالبين بإنهاء حكمه في أعقاب ثورات الربيع العربي، التي ساعدت على الاطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، والرئيس المصري السابق حسني مبارك.

وساعد التدخل العالمي في ليبيا على إضعاف موقف القذافي، ومكن المليشيات المعارضة من اختطافه وقتله، ومنذ ذلك الوقت تعاني ليبيا من حرب أهلية شرسة، تخشى كوريا الشمالية أن تعيش مثلها.

مخاوف كوريا الشمالية

في عام 2011، بعد أن شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها غارات جوية على ليبيا، قال وزير الخارجية الشمالية الكوري الشمالية إن نزع الأسلحة النووية من دول شمال أفريقيا ما هي إلا وسيلة لغزوها.

وبعد مقتل العقيد القذافي، تقول نيويورك تايمز إن كوريا الشمالية أصبحت متأكدة من أنها لما كان واجه هذه النهاية المأساوية إذا لم يسلم ترسانة أسلحته النووية إلى الغرب.

وفي عام 2016، بعد فترة وجيزة من إجراء كوريا الشمالية لتجربتها النووية، قال إعلامها الرسمي إن التاريخ يُثبت أن القوى النووي هي الوسيلة المُثلى للتصدي للأعداء، في إشارة إلى ما حدث في العراق وليبيا.

يُذكر أن كوريا كوريا الشمالية اختبرت ستة أسلحة نووية، وتعتقد وكالات الاستخبارات الأمريكية ان لديها ما بين 20 إلى 60 سلاحًا آخرين، بالإضافة إلى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات القادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة.

فيديو قد يعجبك: